السبت 26 يوليو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

الحفاظ على الهوية والتراث يُشكل مصدر حياة وواجباً قومياً وإسلامياً

Time
الأربعاء 17 أبريل 2019
السياسة
كتب- المحرر الثقافي:

واصلت الندوة الفكرية "إعادة صياغة الستراتيجية الثقافية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية" أعمالها لليوم الثاني على التوالي، وتحدث في الجلسة الرابعة محمد البلوشي من قطر، ود. سليم الهنائي من سلطنة عمان، وادار الجلسة فهد العبدالجليل.
بداية استعرض البلوشي ورقة بحثية عنوانها "تجربة دولة قطر في جمع وتدوين وأرشفة التراث الشعبي"، قال في ملخصها: نظرا لوجودنا في عالم سريع التغير، بحيث أصبحت الحياة تشوبها أجواء الصراع والتطاحن في مجالات الاقتصاد والسياسة والمعلومات إلى جانب خطورة استمرار التدهور البيئي العالمي على البشرية، دعت منظمة اليونسكو الحكومات إلى الاهتمام بالتنمية الثقافية الشاملة، وبدأت في العام 1987 إلى الدعوة لعقد اجتماع دولي لممثلي الحكومات في استكهولم في العام 1988 بالسويد، ودعت الحكومات إلى ضرورة العمل على إعادة النظر في السياسات الثقافية القائمة وتعديلها على النحو الذي يمكنها أن تواجه بنجاح تحديات القرن، وأن تستجيب بفاعلية أكثر للاحتياجات البشرية الجديدة وسريعة التغيير، لهذا بدأت إدارة الثقافة والفنون في طرح أساليب لتطوير مناهج الجمع الميداني من خلال اتصالها بالجهات التي تعنى بنفس أسلوب العمل لتبادل المعلومات والطرح للمرحلة القادمة، وذلك باستحداث أحدث الأساليب والاهتمام بكل ما تم جمعه وإعادة ترتيبه وتنظيمه على أسس يسهل إعادة دراستها ودراسة الجزئيات البسيطة فيها واستخدام أجهزة الحاسوب لحفظها وإعداد موقع على الإنترنت حتى يستطيع كل دارس أو مهتم بالتراث الشعبي الحصول على المعلومات ومتابعة المستجدات أولا بأول، وليتمكن من المراسلة والاتصال من أجل الدراسات المقارنة التي ستتوافر من خلال هذا الموقع.
واقترح البلوشي في ختام ورقته إعادة تقييم كل ما تم جمعه وتصنيفه وتحليله ودراسته ومتابعة النواقص في مجال الجمع وتحديدها وعمل خطة زمنية لجمعها. وإدخال مناهج جمع التراث الشعبي في المناهج التعليمية بالمدارس. وإصدار القوانين اللازمة لحماية التراث الشعبي ورعايته وحمايته من التزوير والتشويه. ومتابعة التطورات التي تدخل في مجال التراث الشعبي ومدى جديتها وملاءمتها للموروث المحلي.
واستعرض د. سليم الهنائي ورقة بحثية مطولة حملت عنوان "التراث الثقافي ودوره في تعزيز الهوية الخليجية"، قال فيها: الحفاظ على التراث مسؤولية مجتمعية يجب أن يقوم بها الجميع، فالتراث الذي هو حصيلة ما أنتجته تلك الأمة عبر العصور المختلفة يستدعي العناية به، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن الحفاظ على التراث يعني تميزنا عن الأمم والشعوب الأخرى في هويتنا، فالحفاظ على الهوية هو الحصانة من المؤثرات الخارجية التي تحاول النيل من الهوية الخليجية.
وتابع: الحفاظ على الهوية والتراث يشكل مصدر حياة، بل هو واجب إسلامي وقومي، والحفاظ على التراث يتمثل في أن يصان ويراقب ويراعى سواء كان داخليا أو خارجيا، وعندما أقول الحفاظ فإن المرء عادة يحافظ على شيء ثمين ويحرص عليه ويبذل جهدا من أجله مع إيجاد الوسائل التي تحول دون ضياعه، فإذا ضاع التراث ضاعت معه العروبة والعربية والقيم والعادات والتقاليد وذهبت مع كل ذلك الهوية.
وناقشت الجلسة الخامسة أوراقا بحثية قدمها كل من علي الهاجري من قطر، ومشاعل الشويحان من الكويت، وأدار الجلسة د. جميلة سيد علي.
"تحديث الأنظمة واللوائح الخاصة بالجمعيات الثقافية والفنية في قطر" عنوان الورقة البحثية التي قدمها علي الهاجري، وأوصى فيها بتبني تشريعات تتيح مرونة أكبر بشأن إنشاء الجمعيات أو المراكز الثقافية والفنية. وأن تكون هنالك نماذج استرشادية موحدة بدول مجلس التعاون الخليجي تنظم الجمعيات والمراكز الثقافية والفنية من حيث لوائح الموارد البشرية واللوائح المالية والمشتريات وغيرها من اللوائح التي تتناسب مع طبيعة كل جمعية أو مركز. وإتاحة الفرصة للأفراد لإنشاء الجمعيات والمراكز الفنية والثقافية من دون التقيد بعدد المساهمين أو الجمعيات العمومية. وكمثال على ذلك في دولة قطر بشأن إنشاء مركز شؤون المسرح ومركز شؤون الموسيقى، حيث أنشأتهما الدولة بمفردها. واستعرضت مشاعل الشويحان من الكويت "دور مؤسسات المجتمع المدني في تعزيز الهوية الثقافية" وبدأت بحثها بسؤال حول موقع منظمات المجتمع المدني ودورها، ثم تمضي بتعريف وتوصيف مفهوم منظمات العمل الطوعي أو غير الربحي في إطار اجتماعي، وتقول: تبدأ هوية الفرد الثقافية عندما يولد وتبدأ دائرته الأولى بالتشكل والتوسع من محيط الأسرة الى المدرسة مرورا بالتفاعلات الاجتماعية والنفسية حتى ينخرط في الأنشطة المجتمعية العامة لتشكل جزءاً من شخصية الفرد.
واستعرضت الشويحان تجربة الجمعية الثقافية النسائية كنموذج لمؤسسة مجتمع مدني وذكرت عددا من محطاتها وتجاربها ودعمها للمرأة الكويتية. واختتمت ورقتها بعدد من التوصيات التي أوصت بها الجمعية الثقافية النسائية وشهدت الجلسة مناقشات عدة بدأها الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د.عيسى الأنصاري، ووجه انتقاداً لورقة مشاعل الشويحات التي اقتصرت على ذكر الجمعية الثقافية النسائية على وجه التحديد ولم تشمل دور مؤسسات المجتمع المدني الأخرى ولم تتناول هموم المرأة الكويتية ودورها في المجتمع.وحول اسهامات رابطة الأدباء الكويتيين قدم الأمين العام للرابطة طلال الرميضي ورقة بعنوان "إسهامات رابطة الأدباء الكويتيين في نشر الثقافة بالمجتمع" خلال الجلسة السادسة، وشاركته التباحث خلال الجلسة الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة من مملكة البحرين. وأدار الجلسة حوراء الفارسية من سلطنة عمان.
البداية كانت مع الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة حيث استعرضت ورقة بحثية عنوانها "تشجيع الاستثمار في الأنشطة والصناعات الثقافية" وتناولت جهود هيئة البحرين للثقافة والآثار في تشجيع الاستثمار في الأنشطة والصناعات الثقافية، وألقت الضوء على عدد من المهرجانات والأنشطة التي تنظمها الهيئة، وأفردت مساحة كبيرة من ورقتها للحديث عن مبادرة "من أرض ما قبل التاريخ" وتتلخص فكرة المشروع في إعادة إحياء واحدة من أقدم الحرف الموجودة والتي اشتهرت بها البحرين، حيث بات عدد الحرفيين العاملين في هذا المجال يتضاءل مع الوقت نظرا للاعتماد على الآلات والاتجاه نحو المواد المصنعة في الخارج.واستعرض الرميضي تجربة رابطة الأدباء الكويتيين وقال: إن التنمية الثقافية للشباب العربي واجبة على الدولة ومؤسساتها الإدارية المتنوعة، لأن الشباب هم عماد المستقبل لبناء الأوطان، لذا يجب أن نعتني بالموهوبين منهم في كل المجالات والاختصاصات والهوايات، ومنحهم الدعم الكامل لتطوير خبراتهم وصقل مواهبهم وفق الأطر السليمة. ولذلك عمدت الدول إلى وضع ستراتيجيات مدروسة وخطط مستقبلية لتفعيل هذه الأنشطة بالشكل اللائق والفاعل.
ثم استعراض تجربة الرابطة الأدباء في التنمية الثقافية التي قدمتها للمبدعين، وما تقوم به من أدوار مميزة في تطبيق مفهوم المسؤولية الكبرى تجاه المجتمع ونشر الثقافة بأساليب راقية، وأخيرا تحدث عن الجهود الكبيرة المبذولة في منتدى المبدعين الجدد والخاص لتنمية المواهب الشبابية عبر عقد جلسات أسبوعية وإتاحة الفرصة لهم في المشاركات الأدبية داخل الكويت وخارجها وتنظيم المسابقات الأدبية لهم وطباعة إبداعاتهم الأدبية عبر سلسلة "إشراقات"، وصدور خمسة أجزاء منها، وغيرها من الجهود الرائعة التي بذلت ولا تزال تبذل.
وشهدت الجلسة عددا من المداخلات التي أثرت النقاش.


حوراء الفارسية تتوسط طلال الرميضي والشيخة هلا بنت محمد آل خليفة


جميلة سيد علي تتوسط علي الهاجري ومشاعل الشويحان

آخر الأخبار