الجمعة 06 يونيو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

الحق يعلو ولا يعلى عليه

Time
الثلاثاء 11 ديسمبر 2018
View
210
السياسة
سعود عبد العزيز العطار

لاشيء يعلو فوق صوت الحق، وهو صوت الضمير والوجدان والعدل والعقل والذي يعتبر الميزان الحقيقي للوعي والإدراك ومخافة الله عز وجل، فمهما طغى الباطل وتعاظم وتجبر وطال أمده لابد له من نهاية، لأن الحق دائما يعلو ولا يعلى عليه، والأمثلة والأدلة والشواهد عليها كثيرة. ويكفي بأن الحق من أسماء الله الحسنى وصفة من صفاته عز وجل، والإسلام دين الحق،والله عز وجل يقول في كتابه الحكيم "فذالكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال " وقال سبحانه وتعالى " وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ " صدق الله العظيم.
فحب الشهوات والتعصب والافتراء والكذب والتشويه وقلب الحقائق لايجدي نفعا ولايغني من الحق شيئا، والحكمة تقول: "الاعتراف بالحق فضيلة" فبالحق انتشرت الدعوة الإسلامية لإنقاذ البشرية من الجهل والظلام والتخلف والعبودية، وكيف لا ورسولنا المصطفى صلَّى الله عليه وآله وسلَّم جَعَلَها من أعظم الجهاد، حيث قال صلَّى الله عليه وآله وسلَّم " إنَّ من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر "
والإمام علي عليه السلام يقول: " أيّها النّاس، إنّ أخوف ما أخاف
عليكم اثنان: اتّباع الهوى، وطول الأمل. فأمّا اتّباع الهوى، فيصدّ
عن الحقّ، وأمّا طول الأمل، فينسي الآخرة " وصدق الشاعر زهير
بن أبي سلمى حين قال:
و ما من يدٍ إلا يد الله فوقها
ولا ظالمٌ إلا سيُبلى بأظلَمِ
آخر كلام:
من حق الشعب أن يقف عند أداء نوابه الذين انتخبهم ليمثلوهم خير تمثيل ويحققوا آمالهم وتطلعاتهم، ومن حق الشعب أن يحاسب في مدى مصداقياتهم بالتزامهم بالوعود التي قطعوها على أنفسهم أثناء حملاتهم الانتخابية، فهناك للأسف الكثير من نواب مجلس الأمة،رغم نجاحهم ووصولهم إلى البرلمان، إلا أنك تحتار في أدائهم ودورهم المبهم العقيم،عكس ما وضعوه في برنامجهم الانتخابي المزركش والمزود بأجمل العبارات الرنانة من وعود وعهود، والتي كلها تبخرت وأصبحت في خبر كان لمجرد وصولهم لمبتغاهم وهدفهم المنشود.
والله خير الحافظين.
كاتب كويتي
آخر الأخبار