الحقُّ أَبْلَجُ وَالبَاطِلُ لَجْلَجٌ

د. خالد عايد الجنفاوي

يُفترض بالانسان العاقل معرفة الفرق بين الحق والباطل، فوفقاً للقول المشهور: الحقُّ أَبْلَجُ وَالبَاطِلُ لَجْلَجٌ، وهو يعني أن الحقُّ واضح وظاهر ومضيء ومُشرق، بينما الباطل غامض وغير مستقيم ومُتلعثم في كل أحواله، ومن هذا المنطلق، فمن المفترض على العاقل النجيب الوقوف مع الحق والنأي بنفسه عن الباطل، ومن بعض علامات وإشارات ودلائل أن ما يقف معه المرء باطل أم حق ما يلي:
- الحقُّ واضحٌ وضوح الشمس، ولا سيما لمن لا يغشى بصيرته الكبر، ومن لا يفيض عقله بالأوهام والخزعبلات.
- أهل البَاطِلُ أسوأ خلق الله، والعياذ بالله، ولن ينخدع بهم من ترسخ في عقله وقلبه يقين الحقّ، وبخاصة ما لا يشوبه شك.
- إذا كان للباطل جولات متعددة، فسيكون للحق دائماً جولة حاسمة، ولو بعد حين.
- قل حقَّاً أو اصمُت.
- يمتنع المرء الذي يحترم نفسه عن الوقوف مع الباطل، ولو بشكل غير مباشر، ولو مجازياً.
- إحدى علامات الحقّ أنه يُفضي إلى سكينة في القلب، وإحدى علامات الباطل هي العكس: ضجّة واضطراب.
- المعيار الأهم في سياق الحقّ هو تحقيق العدل.
- لا تغرنك غلبة الباطل في عالم متغير وفي زمن متقلب، فالحقّ آت ومتحقق لا محالة، ولو بعد حين.
- يترك العاقل ما يريبه إلى ما لا يريبه، وإذا استمر تحيّره فما عليه سوى الركون إلى ما يخبره به عقله الباطن.
- لا يتطلب الحقّ كثيراً من القول لتبريره، فهو يبرر نفسه من تلقاء نفسه.
- أهل الحقّ في كل زمان ومكان قلة نادرة.
- كل ما تدفعه وتبرره النفس الأمّارة بالسوء باطلٌ.
- طوبى لمن عمل باستمرار على تقوية بصره وبصيرته، ولا سيما في بيئة يكثر فيها الكذب والغش، ونقض العهود والتلاعب في الالفاظ.
- الباطل لجلجٌ بسبب أنه لا يرتكز على منصة أخلاقية واضحة وثابتة.
- الكونُ والطبيعة يرفضان بشكل أساسي دوام الباطل، ويعملان على فضحه ودحره، ولو بعد حين.
- يؤدي الوقوف مع الحقّ إلى الشعور بالطمأنينة النفسية التامة، وإلى ترسخ القناعة بغلبة الحقّ على الباطل، و لو طال الزمن.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi