الأربعاء 27 أغسطس 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

الحكاية... عالم الكاتب بين فن الخيال وطقوس الكتابة

Time
الأربعاء 28 أغسطس 2019
السياسة
تتواصل فعاليات مهرجان صيفي ثقافي 14، ومن ضمن النشاطات نظمت في مركز "بروميناد" الثقافي أمسية قصصية تناولت فن الحكاية، وقدمها الكاتب الحميدي حمود، وخليل الخميس من عمان، وأحمد أبودياب من مصر.
طرح في الأمسية الكثير من المحاور التي تناولت مسائل إبداعية عدة مثل التجربة الخاصة بالكتابة والطقوس التي اعتاد عليها كل كاتب عند جنوحه للكتابة، والمواضيع التي تناولت إبداعاتهم السردية ورسالة الكاتب، وتأثير السفر والمكان على ما يطرحون من مواضيع وغيرها من المحاور التي تؤثر بشكل أو بآخر على الكاتب الذي يريد إيصال مشاعره وأفكاره إلى المتلقي، خصوصاً تلك المتعلقة بمكونات الشخصية السردية وصراعاتها الذاتية، سواء كانت جزءاً من الواقع، أو أنها من نسج الخيال.
والمحور الأول الذي يتعلق بمسألة التجربة الخاصة بالقراءة أوضح فيها الكاتب العماني خليل خميس أنه يتناولها من جانبين اجتماعي وذاتي، خصوصا وأن نشأته ريفية في بيئة قريبة من البحر والصحراء، وهذا أعطى له انسجام تام في الكتابة، كما أنه استفاد من المجالس التي تقام في قريته والتي يحضرها كبار السن ويتحدثون فيها عن تجاربهم مع الحياة والسفر والاغتراب، مشيراً إلى استفادته في مشاريعه الكتابية من هذه الحكايات التي تتضمن جوانب كوميدية وتراجيدية وتراثية، وما زاده شغفاً تلك التجمعات التي تقام في مزرعة أحدهم كل أسبوع، وتتميز أحاديثها بالفلسفة والحكمة، وبيّن الخميس أنه لم يوفّق في كتابة الشعر ومن ثم اتجه إلى السرد ليبدأ مع القصة القصيرة ثم الرواية، ففي عام 2012 أصدر روايته الأولى "بيعة الروح".
ومن مصر تحدث الكاتب احمد أبودياب وقال، بداية انه بدأ القراءة في وقت مبكر، وساعده في ذلك شخصيته التي تميل إلى العزلة، حيث كان خلال مراحل دراسته يذهب إلى المكتبة بينما كان زملاؤه يذهبون إلى اللعب واللهو، وأنه شغف بالقراءة في المرحلة "الإعدادية" المتوسطة، وفي الجامعة تكونت شخصيته ليكتب الشعر الذي له تجارب عدة فيه، ثم اتجه إلى السرد من خلال القصة القصيرة، وكشف أن نشأته في بيئة صعيدية محافظة كان لها دور في تشكيل شخصيته وهي البيئة التي لا تحتاج إلى الوسط لأن كل شيء فيها واضح وصريح فهناك قسوة الطبيعة، مشيراً إلى مجموعته القصصية التي فازت بالمركز الثاني في مسابقة أدبية أقيمت في الشارقة، وبيّن أن موضوع أن تكون كاتباً ليس بالأمر السهل خصوصاً وأن محافظة قنا المصرية خرّجت مجموعة من الكتاب الذين لهم تأثير واضح على الساحة الثقافية المصرية مثل أمل دنقل والكثير، لذا فإن الناس ينتظرون ماذا سيقدم أبودياب للساحة إزاء هذه الأسماء اللامعة.
وأوضح الكاتب الكويتي الحميدي حمود أن البداية كانت مع الدراسة، حيث كانت القراءة قليلة نوعاً ما ثم اغترابه في بريطانيا لنيل شهادة الهندسة تلك التي عوّدته على القراءة المكثفة حينما وجد أن الجميع هناك لديه شغف بالقراءة، وأنه كان يقرأ كتباً مختلفة خصوصاً الأجنبية، وعند عودته إلى الكويت، طفق في قراءة الكتب العربية، منوّهاً بأهمية انضمامه في الكويت إلى منتدى المبدعين الجدد الذي أنشأته رابطة الأدباء وكان يحضره ويشرف عليه كبار الكتاب، وكانت لتوجيهاته الأثر العظيم في صقل موهبته.
أما المحور الثاني من الأمسية دار حول طقوس الكتابة، واشار الخميس الى أنه يكتب في الأجواء الهادئة مثلما يكتب في الأجواء الصاخبة، وأنه يفضل الكتابة في وسط الطبيعة، ولكنه يفضل الهدوء، وقد يكتب وقت السفر، ورواية "انتظار" كتبها أثناء سفره إلى الفلبين، بينما كتب روايته الأخيرة "طيف عابر" في نيبال.
وأشار أبودياب إلى أنه يبحث عن العزلة أثناء الكتابة، وأن صوت الفكرة هو الذي يكون موجوداً في وجدانه عند الكتابة، وأن عمره 25 سنة قضى معظمه في السفر والترحال، وقال: "إن الحكاية هي أجمل شيء في الدنيا، وإننا ننحت في الحكاية الكبرى لنخرج بحكاياتنا البسيطة".
وأكد حمود أنه يكتب من دون أن تحكمه طقوس محددة، فالفكرة هي التي تتولى تحديد مسار أي كتابة له، من خلال الخيال أو الواقع الذي يأتي من المحيطين به، فالفكرة قد تأتيه في أي وقت ومن ثم يسارع في تدوينها على الورق، كرؤوس أقلام.
وتضمن المحور الثالث أهم الروايات أو القصص التي أحبوها بعد الانتهاء منها، والمواضيع التي تطرقوا لها في كتاباتهم، ليرى الخميس أن كل ما كتبه يشبه الأبناء الذين لا يفرق بينهم في الحب، وأنه أصدر روايته "بيعة الروح" من خلال عمقها التاريخي بالإضافة إلى الأعمال الأخرى التي اختلفت وتنوعت فيها الأفكار والمواضيع.
وأبودياب أوضح أنه كان يقرأ في البداية الكتب المترجمة للناشئة ثم دراسته للأدب الإنكليزي في الجامعة التي ساعدته على تكوين وعيه الأدبي، واشتغاله على فكرة الغياب كمعادل موضوعي للحضور، منوّها بتجهيزه لمجموعة أدبية جديدة، وترجمات ونصوص مسرحية.
وبيّن حمود أن مواضيعه التي يميل إليها في كتاباته السردية تتمحور في مساحة الإنسان والواقعية، وأنه لا يميل إلى تحديد الزمان أو المكان في سردياته، مقتنعاً بفكرة الشمولية والواقعية، حيث إنه يميل إلى الروايات التي تحدث صدمة في وجدان المتلقي.
والمحور الأخير من الأمسية طرح فيه سؤالاً يتعلق بالرسالة التي يود الكاتب والمبدع إيصالها إلى المتلقي، ويشير الخميس إلى أن الكاتب يقدم القضايا ولا يطلب منه وضع الحلول، التي هي مسؤولية القارئ نفسه، الذي من المفترض أن يبحث في وجدانه عن الحلول لتلك القضايا التي تطرحها عليه الرواية أو القصة القصيرة.
في ما أوضح أبودياب أن على الكاتب ابتكار أشكال جديدة، وسبر أغوار النفس من أجل التميز واقتحام المسكوت عنه، وقال: "أطمح إلى تقديم أدب ذي طابع إنساني، حيث إن الكتابة فعل ولكل فعل رد فعل".
وأكد حمود أن الكاتب ابن مجتمعه الذي يعيش فيه، وكل الأشياء المحيطة به تؤثر فيه وعليه أن يتفاعل معها، من أجل استفزاز القارئ وحضه على التفكير في قضاياه.


جانب من الحضور ( تصوير - بسام ابوشنب)

آخر الأخبار