الاثنين 16 يونيو 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأولى   /   الدولية

الحكومة الإيرانية ترد على انتشار الفيروس الفتاك بالقمع والتستر

Time
الخميس 27 فبراير 2020
View
5
السياسة
ارتفاع عدد الوفيات إلى 26 شخصاً بينهم سفير سابق ولاعبة كرة قدم وموسيقيون والإصابات إلى 245


طهران- وكالات: رغم التستر على حجم انتشار فيروس"كورونا" الجديد في ايران غير ان اعتراف بعض كبار المسؤولين بالاصابة بالفيروس يدل على حقيقة تفشي الفيروس في البلاد، ففي حصيلة جديد اعلن امس إصابة مساعدة رئيس الجمهورية للشؤون النسائية معصومة ابتكار بالفيروس، يأتي ذلك بعد إعلان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني إصابته بالفيروس، وارتفاع عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى 26، بينما ارتفع عدد المصابين إلى 245شخصا.
وامس اعلنت وفاة الرئيس السابق لمكتب رعاية المصالح الإيرانية في مصر هادي خسرو شاهي، اضافة الى تعليق الدراسة ثلاثة أيام في المحافظات التي تفشى فيها الفيروس، وإلغاء الفعاليات الرياضية والاحتفالات، وفي هذا السياق تجددت الاحتجاجات في مختلف المدن الايرانية جراء تستر السلطات على الحجم الحقيقي للاصابات، اضافة الى الاجراءات المريبة التي تتخذها السلطات، لا سيما الحرس الثوري الذي يمنع نشر اي معلومات، اذ بعد إصابة ثلاثة من كبار المسؤولينـ اعلنت ايضا وفاة لاعبة كرة قدم شهيرة وموسيقيَيْن شهيرَيْن، ونشرت وكالة "ركنا" الإيرانية أن لاعبة كرة القدم في الصالات والعضو السابق في المنتخب النسوي لكرة القدم الإيرانية، إلهام شيخي، توفيت في قم بسبب الفيروس، من جهته، أعلن الشاعر شمس لنكرودي، عبر صفحته على"إنستاغرام"، عن وفاة الموسيقيين الشقيقين محمد ومجيد جمشيدي بالفيروس.
وبينما لم تنشر السلطات أخبار هذه الوفيات رسمياً، يتهم ناشطون ومواطنون الحكومة الإيرانية بالاستمرار في التكتم على حقيقة عدد الوفيات والمصابين، كما تحاول عمداً التقليل من شدة انتشار الفيروس في البلاد للتغطية على سوء إدارة الأزمة، وفي محاولة لقمع اي اعتراض اعتقلت الشرطة 24 شخصاً، واحتجزت 118 آخرين موقتاً لاتهامهم بـ"ترويج شائعات" حول انتشار كورونا، بينما اتهمت منظمة"مراسلون بلا حدود" إيران بتكميم الأفواه وشن حملة قمع ضد الصحافيين المستقلين وكل من يحاول نشر معلومات عن تفشي الفيروس. وامس كشفت مصادر"مجاهدي خلق" عن نقل ثلاثة وخمسين من الملالي وعائلاتهم من مدينة قم إلى مجمع "مامكو" للفنادق الثلاثية الواقعة في معشور(ماهشهر) جنوبي إيران، وهؤلاء الملالي فروا من المدينة خوفًا من الفيروس، وفي المقابل احتشدت مجموعة من المواطنين أمام قائممقامية النظام في هذه المدينة للاحتجاج على حضور الملالي، لكن السلطات رفضت تقديم اي اجابات، فيما كانت تظاهرة انطلقت في حرم جامعة بهشتي بطهران للاحتجاج على غياب إجراءات الوقاية ضد انتشار الفيروس.
في المقابل أعلنت السلطات فرض قيود على تنقلات الأشخاص الذين يعانون من حالات مؤكدة أو مشتبه بها بفيروس"كورونا"، وقال وزير الصحة الإيراني سعيد ناماكي في مؤتمر صحافي أن:" بدلا من فرض الحجر الصحي على المدن، سنطبق قيودا على حركة المشتبه في إصابتهم أو المصابين، وأن فرقا من المفتشين وضعت بالفعل عند مداخل المدن التي تشهد حركة نشطة".
ولفت إلى أن هذه الفرق الطبية ستقيس درجات حرارة المواطنين، وتوقف المصابين أو المشتبه في إصابتهم بالعدوى، وهؤلاء سيتم عزلهم لمدة 14 يوما.
كما اعلن أن" الوصول إلى العديد من الأماكن المقدسة الشيعية سيكون مقيدا، بما في ذلك ضريح الإمام الرضا في مشهد وضريح فاطمة المعصومة في قم"، في وقت أعرب خبراء صحة دوليون عن قلقهم إزاء تعامل إيران مع هذا المرض، اذ أثار تفشي الفيروس في إيران قلق منظمة الصحة العالمية ودول الجوار، ورغم أن قم أصبحت بؤرة للفيروس، ترفض إيران فرض حجر صحي عليها وتتعمد عدم الكشف عن الحقائق بشأن تفشي الفيروس في أراضيها، والذي قد يؤدي الى اتساع تفشي المرض في وجود ملايين الحجاج والطلاب الأجانب الذين يسافرون داخل إيران وخارجها كل عام، ما يعني أن انتشار الفيروس يمكن أن يتغلب بسرعة كبيرة على النظام الصحي في البلاد، ويتسبب بمشكلات أمن قومي خطرة.
فقد نشرت وسائل اعلام عدة خارج ايران نقلا عن متخصصين ان" بينما تبذل إيران كل جهد ممكن لاحتواء انتشار الفيروس، فإن العقوبات المعطلة والمخاوف من الهستيريا الشعبية حدت من قدرة الدولة على الاستجابة، ما يعرض ايران لخطر انتشار وباء على نطاق واسع، بالتزامن مع اضطرابات اجتماعية تجري اليوم في مناطق إيرانية مختلفة.
زنقلت صحيفة"ايلاف" الالكترونية امس عن متخصص ايراني بعمل الاوبئة، لم تذكر اسمه، قوله:" يمكنني أن أؤكد شخصيًا أن الفيروس انتشر في العديد من السجون والجامعات في جميع أنحاء البلاد، ما قد يؤدي إلى أزمة صحية خطرة للغاية. لا يمكن إيران ببساطة أن تتعامل مع هذا الوباء، ونظامنا الصحي مترهل وبالكاد يعمل... ولا توجد وسيلة لمعرفة التأثير الذي سيُحدثه فيروس كورونا على البلد ومنطقة الشرق الأوسط ما لم يتدخل المجتمع الدولي".
وحذر أتوسا لانكاراني، وهو مدون سياسي في طهران، من أن" معظم الإيرانيين فقدوا ثقتهم في مسؤولي الدولة، مفضلين اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي ومحرك البحث "غوغل" لمواكبة الأخبار المتعلقة بفيروس كورونا وكيفية تجنب الإصابة به".
أضاف:" في الأيام القليلة الماضية، عجت المستشفيات في العاصمة طهران بأشخاص يطالبون بالكشف عن حالتهم الصحية. هناك انعدام ثقة واضح وغضب شديد تجاه حكومتنا. الناس يعانون، لقد تجرعنا المصيبة تلو الآخرى والناس لا تستطيع التحمل أكثر بعد الآن".
بدوره، علق علي داغستاني، وهو مسؤول في مدينة قم، في حديثٍ الى "إيلاف" حول الظروف الطارئة في إيران، قائلًا:" لقد خضع كبار المسؤولين الحكوميين وكبار رجال الدين للكشف الصحي، ويمكنني القول إن مقر الحكومة في وضع إغلاق تام. يتولى جهاز الأمن الإيراني هذه المهمة، وهذا ما ساعد على نشر شائعات تفيد بأن المرشد خامنئي ربما يكون مصابًا بالفيروس. وغني عن القول إن إيران تواجه مستوى عال عدم اليقين حاليًا".
أضاف: "تاريخيًا، استخدمت طهران قوات الـ"باسيج" في قمع المعارضة السياسية. ومرة أخرى، تم نشر هذه القوات، ما يشير إلى خطورة الأزمة ".


معصومة ابتكار (صورة أرشيفية)
آخر الأخبار