الأحد 29 سبتمبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الفنية

"الحكيم" دريد لحام يداوي المجتمع السوري بعد الحرب

Time
الاثنين 05 يونيو 2023
View
11
السياسة
يوثق فيلم سينمائي مدته 95 دقيقة الحالة المعيشية والنفسية في المجتمع السوري، بعد مرور 12 عاماً على حرب مدمرة تركت آثارها على البنيان والنفوس، وجرى معالجتها عبر فيلم "الحكيم" بطولة الفنان السوري المخضرم دريد لحام، ونخبة من الفنانين.
ويترك الفنان لحام، في الفيلم أدوار الكوميديا الساخرة التي اشتهر بها، ويؤدي دوراً مستنبطاً من اضطرابات الناس وقدرتهم على التكيف مع الخراب دون أن يخسروا إنسانيتهم.
يتناول الفيلم يوميات الطبيب "جابر"، الذي يعيش في ريف حمص مع حفيدته "ياسمين"، بعد أن تخلى عن عمله في المدينة ليداوي المرضى في بلدته مجاناً، رافضاً أن يحصل منهم على أتعاب، بل أنه يمنح مرضاه عينات من الأدوية التي يحتاجونها، وفي بعض الأحيان يشتريها لهم من ماله الخاص، حتى أكسبته تلك العطاءات النبيلة محبة أهل قريته الذين يبادلونه القيم ذاتها، لكن الأحداث تتوالى فتتكشف أسرار عن تداعيات الأزمة النفسية والاقتصادية السورية، والتعامل بين السكان وسط الخراب والمباني المهدمة وتأثير ذلك على الواقع المعيشي بعد الحرب الطويلة.
يقول مخرج الفيلم باسل الخطيب، إن الموضوعات المتعلقة بالحرب السورية ستستمر طويلا لتوثيق ما عاشه السوريون خلال الفترة الماضية.
لكنه اعتبر أن قلة دور السينما في البلاد تشكل التحدي الأكبر أمام السينما السورية، وتابع: "الحرب التي مررنا فيها وهذه السنوات المؤلمة شئ محفور بذاكرتنا، وأرى أن واجبنا كأشخاص متاح لهم أن يقدموا مسلسلات وأفلاما، واجبنا أن نوثق ونؤرشف ما حدث للأجيال القادمة".
بينما قالت نجمة الفيلم صباح جزائري: "يجب أن تكون هناك دور سينما تغطي كل سورية، حتى يتمكن الجميع من مشاهدة ما نقدمه من أعمال توثق بعض مما حدث في سنوات الحرب".
من جهته قال الفنان الكبير دريد لحام، وسط تصفيق الحضور في مسرح دار الأسد للثقافة والفنون بالعاصمة دمشق: "منذ 4 سنوات قلت إن أحلامي الكبيرة انتهت بفيلم (دمشق حلب)، ثم اكتشفت بعدها إني صار عندي أحلام صغيرة ورجعت هالأحلام تكبر إلى أن صارت فيلم (الحكيم) الذي تشاهدونه".
واعتبرت وزيرة الثقافة السورية لبانة مشوّح، أن الحرب السورية فرضت آثارها السلبية على العمل الثقافي والإبداعي، لكن إبداع السوريين تحدى كل الظروف وانتقل إلى مرحلة فنية جديدة.
وأعلنت مشوّح، أن وزارة الثقافة ستطلق مع جهات حكومية وخاصة مشروع الاقتصاد الإبداعي، باعتبار أن السينما من أهم فروعها ليكون الفيلم السوري عربيا بامتياز وينتقل للعالمية.
فيلم "الحكيم"، من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وتأليف الإعلامية ديانا جبور، وإخراج زوجها باسل الخطيب.
وقد نال الفيلم ذهبية مهرجان "سينمانا" العُماني كأفضل عمل متكامل، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في القسم الدولي بمهرجان "الفجر" السينمائي في العاصمة الإيرانية طهران، إضافة إلى تكريم من مهرجان أيام السينما العراقية الثاني في بغداد.
وكان يفترض عرض الفيلم في فبراير الماضي، لكن الزلزال الكبير الذي ضرب سوريا وتركيا جعل من الصعب على المنتجين إطلاقه في هذا الوقت وسط الأزمة الإنسانية التي عانت منها الشام. وسيعرض الفيلم جماهيريا في دور السينما السورية ابتداء من منتصف يونيو الجاري.

دريد لحام في العرض الخاص للفيلم

آخر الأخبار