منوعات
الحلزون... يمكنه الحياة بلا طعام أو شراب لأعوام
الاثنين 06 مايو 2019
680
السياسة
الصيام لا يرتبط فقط بالإنسان، فهناك كائنات عديدة تصوم وربما لفترات طويلة يعجز عنها الإنسان، فقد تدخل فيما يسمى بـ " البيات الشتوى " الذي تصوم فيه، ليس فقط عن الطعام والشراب ولكن عن الحركة أيضا، وقد يتخذ الصيام أشكالاً أخرى بعضها يتصف بالغرابة، في هذه الحلقات نقدم لك عزيزي القارئ غرائب الحكايات في صوم الكائنات، لكي تلمس قدرة الله في خلقه ولكي تدرك أنك لست وحدك الذي تصوم.الحلزون، حيوان رخو ذو قوقعة يطلق عليه "الحلز، والقوع" و يسمى "القواقع" لدى العامية، من الحيوانات اللافقارية التي أنعم الله عليها بقدرات تحمل كبيرة بداية من الصدفة أو القوقعة الخارجية وصولاً لقدرتها في السُبات ضد مشقة البيئة لمدة إعجازية تصل لـ 3 أعوام.Aوللحلزون قدرات تحمل عجيبة ومثالية، إذ إنه مع بدء فصل الشتاء يعمل على إغلاق قوقعته بقشرة عقب دخولها للداخل، ويقوم بفتح ثقوب صغير على تلك القشرة لاستمرارية دخول الأكسجين والتنفس، ويظل الحيوان في قوقعته طالما كانت درجة الحرارة غير مناسبة ومنخفضة، حتى أن بعض الأنواع يمكنها البقاء في ذلك السُبات حتى 4 أشهر، ومنها ما يصل إلى 6 أشهر وبخاصة في مناطق دول أوروبا، حيث يمتد الصقيع لأشهر أكثر من الدول القريبة من خط الاستواء، بل هناك سُبات يمتد إلى أعوام بسبب عوامل بيئية. وأكدت الدراسات أن دخول الشتاء ليس فقط ما يجبر الحيوان الرخو على السُبات ضد البرد، فمع انخفاض درجات الحرارة إلى أقل من 15 درجة تقريبا في الفصول الطبيعية "غير الشتاء" يأخذ الحيوان في الدخول لقوقعته وبالتالي تجميد أعضائه الحيوية عن النشاط والاستفادة من مخزونه بالقوقعة في التغذية.للحلزون صيام آخر وهو صيام الجفاف إذ انه يغلق قوقعته في حالة إذ ما نضبت مصادر غذائه أو حل بالمنطقة الجفاف وقل منسوب المياه ليعمل بذلك السُبات في تفادي ذلك الجفاف، والحفاظ على صحته، كذلك يصوم الحلزون في حالة الشعور بالخطر ويمكن لهذا الصيام أن يمتد لفترة شهرين دون أن يعاني أي مشاكل صحية حيث إن الخوف أبرز ما يهدد ذلك الحيوان الرخو، فضلاً عن طبيعته ككائن ليلي حيث ينام أغلب نهاره وفي حالة صيام تام عن الطعام والشراب.وتشير الدراسات إلى أن القواقع تتكاثر وتضع بيضها في حفر، يستمر ذلك البيض نحو 3 أسابيع حتى يفقس، وخلال تلك الفترة يحرص الحلزون الخنثى على التواجد بقرب ذلك البيض والعمل لحمايته وتقليل الخطورة التي تهدده قدر الإمكان، حيث إنه قبل إنتاجية البيض يتزاوج الطرفان عبر الالتصاق ببعضهما، ويستمر التكاثر حيث يمنح كل طرف الآخر الخلايا الجنسية الذكرية بهدف تخصيب البيوض لدى الطرف الآخر وذلك خلال عدة أيام، في تلك الفترة يصوم الطرفان عن الطعام والشراب ويكتفيان بما لديهم من مخزون طاقة حتى يضعا البيض.يعد الحلزون من الكائنات قليلة الحركة إذ إنه لا يتعدى 50 مترا خلال ساعة تحرك، الأمر الذي يجبره على التهام الكثير من الطعام وتوفير الجهد الحركي اللازم للبحث عن مصادر أخرى والتي غالبا ما تكون بعيدة، بالتالي يجبر على أن شهيته كبيرة تمنحه العناصر الغزيرة التي تؤمن له حياة لا تقل عن عام على الأقل، لذلك كلما وجد نفسه في موضع تهديد أو شعر بأي خطورة دخل في قوقعته ولا يخرج منها وحتى لو ظل لعدة أشهر.تشير الدراسات أيضا إلى أن هناك أنواعا من الحلزون لديها قدرة على الصيام نتيجة المرض، فغالبية تلك الكائنات تعيش في مستنقعات وأراضٍ يغلب على الكائنات الحية فيها العدوانية الشديدة، فضلاً عن انتشار الميكروبات والبكتيريا حيث يتسم الحلزون بحساسية عالية للأمراض تجعله في حالة الإصابة بالمرض يغلق على نفسه قوقعته والمعاناة داخليًا دون طعام أو شراب لفترات طويلة جدًا في محاولة للتغلب على ذلك المرض والعودة من جديد معافي والبدء في استكمال حياه الطبيعية والإقبال على الطعام.وعلى عكس الكثير من الكائنات الحية التي تدخل في سُبات عن الطعام حيث تقطع ذلك السُبات بتناول ولو قليل من الطعام، إلا أن الحلزون له قدرة على مواصلة السٌبات لفترات طويلة جدًا دون أن يتخلل ذلك الصيام أي تناول طعام أو شراب أو حتى الخروج من قوقعته.على الهامش:الاسم: حلزونالشعبة: الرخوياتالنظام الغذائي: النباتات والأعشاب والخضراواتمدة فقس البيض: 21 يومًاالموطن: معظم دول العالم عدا الجنوبية والشمالية من الكرة الأرضيةالعمر المتوسط: حتى 25 عامًا