المحلية
الحمام التركي .. تجربة شهدتها الكويت فشلت في استقطاب الزبائن
الخميس 30 أغسطس 2018
5
السياسة
لم تكن الكويت استثناء عن غيرها من المدن أو المناطق في عالمنا العربي التي شهدت تشييد الحمامات العمومية ذات الطابع التركي وإن كانت هذه التجربة في البلاد أقصر من غيرها.أما فكرة بناء أول حمام عمومي في الكويت ذي طابع تركي فانطلقت عام 1915 في عهد الشيخ مبارك الصباح عندما تشاركت مجموعة من تجار أسرة آل معرفي ومراد بهبهاني وآل مقدم مع حاكم إمارة المحمرة الشيخ خزعل بن مرداو في بناء حمام تركي عمومي في براحة مبارك القريبة من منطقة الميدان في الحي الشرقي.وعن هذا الحمام يقول الباحث في التراث محمد جمال في كتابه (الحرف والمهن والأنشطة التجارية القديمة في الكويت): إن الحمام التركي بني آنذاك على مساحة حوالي 200 متر مربع وكان البناء عبارة عن بيت مسقوف من طابقين وسرداب ودور أرضي وتولى إدارة الحمام طاهر الشيرازي والسيد نعمة الله مقدم الذي كان يشغل أيضا وظيفة وكيل المساهمين.والدور الأرضي من الحمام التركي العمومي وفق كتاب الباحث جمال كان يحتوي على صالة صغيرة لاستقبال الرواد تضم عددا من الخزانات الخشبية لوضع الملابس قبل الدخول للاستحمام إذ كان الزوار يودعون أمتعتهم لدى مسؤول الاستقبال الذي يقوم أيضا بإعطاء الزبائن إزارين (وزار) واحد للف الرأس والآخر لتغطية الجسم قبل الدخول إلى القاعة الرئيسية في السرداب التي يسبق الدخول إليها حوض صغير لغسل الرجلين.وكانت قاعة الحمام السفلية ذات الأرضية الأسمنتية تحتوي على حوض كبير مرتفع عن مستوى الأرض مملوء بماء البئر وأرضية الحوض صفيح نحاسي سميك أسفلها موقد لوضع الحطب والقرم لإشعال النار في الموقد لتسخين ماء الحوض.وكان الماء الساخن يصب في حوض الاستحمام بواسطة الأنابيب كما تزود القاعة بالأبخرة لتدفئة الجو وإضافة إلى حوض الاستحمام الرئيسي كانت داخل القاعة وقرب الجدران أحواض مربعة صغيرة من الأسمنت طول اضلاعها 70 سنتيمترا وعمقها 70 سنتيمترا فيها ماء ساخن يصب من الحوض الكبير فيجلس الزوار على الحوض الصغير حاملين بأيديهم (طاسة) وهي وعاء معدني صغير يستخدم لصب الماء إضافة إلى استخدام (السدر) وهو مسحوق اخضر من نبتة السدر الصحراوية و (مفراكة) أي ليفة الاستحمام لتنظيف الجسم .ويلفت الباحث جمال في كتابه أنه عقب انتهاء الزائر من الاستحمام يغسل جسده بماء عذب لإزالة الملح الناتج من بعض مياه الآبار المالحة ثم يعطى إزارا وفوطة للتجفيف قبل التوجه إلى الصالة الأرضية لتسلم أمتعته ودفع الأجرة التي كانت تبلغ حوالي 4 آنات الى نصف روبية.ويشير إلى أن الحمام التركي العمومي أغلق منتصف الأربعينيات اذ لم ينجح في استقطاب عدد كبير من الزبائن مما أدى الى خسارة وانخفاض العائدات ومع مرور الوقت هجر الحمام وتحول إلى خربة إلى أن أزالته البلدية عام 1962 مع البيوت المجاورة له.ووفق الباحث جمال وفي مطلع الأربعينيات تم بناء حمام حديث في منطقة سوق واجف لصاحبه المرحوم رضا الصايغ الذي أيضا لم يحالفه الحظ في إدارته فاشتراه أحد أقرباء اصحاب الحمام القديم في الشرق وهو المرحوم محمود أسد ششتري وعين طاهر الشيرازي لإدارته. ويوضح أن من قام بتصميم وتنفيذ الحمام الجديد هو الاسطى أحمد البنا من أساتذة البناء الكبار في الكويت سابقا وتكون الحمام الجديد من صالة استقبال تضم 35 (كبت) أي خزانة خشبية تؤدي إلى قاعة داخلية كبيرة فيها حوضان كبيران أحدهما للماء الحار والآخر للبارد.