عدن - وكالات: أكدت مصادر عسكرية وسكان، أمس، أن طرفي الصراع في اليمن تبادلا نيران الأسلحة الثقيلة خلال الليل في الحديدة، في اشتباكات هي الأعنف منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في 18 ديسمبر العام 2018، فيما سارعت الأمم المتحدة لمحاولة إنقاذ اتفاق لوقف إطلاق النار في الميناء.وجاءت الاشتباكات الجديدة مع إعلان الأمم المتحدة لاتفاق يحدد تفاصيل انسحاب متبادل للقوات من المدينة بموجب الهدنة المبرمة في ستوكهولم.وقال سكان إن قوات الحوثيين والجيش اليمني تبادلت القصف بالمدفعية وقذائف المورتر والصواريخ في وقت متأخر ليل أول من أمس، وفجر أمس، حيث سمعت أصوات انفجارات في أنحاء المدينة. وقال مصدر عسكري في الحكومة الشرعية إن الحوثيين حاولوا المباغتة بالهجوم على قواتهم، مشيراً إلى أنهم تمكنوا من صدهم، فيما زعم المتمردين بأن الجيش قصف مواقعهم من دون استفزاز من جانبهم.في غضون ذلك، قالت مصادر مطلعة أنه من المتوقع أن يعقد رئيس فريق مراقبي الامم المتحدة الجنرال الدانمركي مايكل أنكر لوليسغارد اجتماعاً يضم الطرفين خلال الأسبوع الجاري، للبدء رسمياً في تطبيق خطوات تم الاتفاق عليها أخيراً، لفض الاشتباك.وأشارت ثلاثة مصادر إلى أن الحوثيين وافقوا على الانسحاب لمسافة خمسة كيلومترات من ميناء الصليف في الحديدة وميناء رأس عيسى، فيما ستنسحب قوات التحالف بالتزامن مع ذلك من منطقة الكيلو 7 وحي مدينة صالح لمسافة كيلومتر واحد كخطوة ثانية.وجاءت المواجهات الجديدة بين الجيش والانقلابيين عقب تسلم الحكومة اليمنية خطة معدلة بشأن عملية الانسحاب من الحديدة، التي أعلنت موافقتها على خطة إعادة الانتشار في المدينة.وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في تغريدات على صفحته بموقع "تويتر"، إنه "بتوجيهات من الرئيس عبدربه منصور هادي، الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار في محافظة الحديدة يوافق على خطة العمليات لإعادة الانتشار المقدمة من رئيس بعثة الرقابة الدولية مايكل لوليسغارد بناء على المقترح المقدم من المبعوث الخاص لليمن، فيما تواصل الميليشيا الحوثية مماطلتها".وأضاف "نجدد تأكيد الحكومة الاستعداد للبدء في تنفيذ الخطة رغم مماطلة الميليشيا الحوثية، امتداداً لمواقفها الرافضة لتنفيذ التزاماتها وتحقيق أي تقدم منذ اتفاق ستوكهولم".
وأكد أن "الحكومة قدمت التنازلات تلو التنازلات حرصاً على السلام، وأن صبرنا على تلاعب الميليشيا لن يطول".من جانبه، قال نائب وزير النقل اليمني ناصر شريف إن الحكومة ترفض بدء أي نشاط لآلية التفتيش الأممية داخل موانئ البحر الأحمر قبل حسم اتفاق السويد.وأشار إلى أن الجانب الحكومي أخطر لجنة تسيير آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش بهذا الموقف خلال اجتماع عقد الخميس الماضي.على صعيد آخر، اعتبر نائب الرئيس اليمني علي محسن صالح أول من أمس، عمليات "عاصفة الحزم" التي ينفذها التحالف العربي "قراراً تاريخياً عروبياً أصيلاً"، وذلك تزامناً مع الذكرى الرابعة لانطلاق عمليات التحالف.وقال إن "هذه العمليات حققت انتصاراً كبيراً على المشروع الحوثي - الإيراني الطائفي في اليمن والمنطقة". واعتبر عمليات عاصفة الحزم "تاجاً على رأس التاريخ الحديث في الجزيرة العربية والإقليم وشامة في جبين الدهر".من ناحية ثانية، هدد المتحدث باسم الحوثيين يحي سريع أمس، بقصف الرياض وأبوظبي بالصواريخ البالستية.وقال "طورنا الصواريخ البالستية، وقطعنا شوطاً كبيراً في ذلك، ولدينا مخزون ستراتيجي دفاعي رادع، ولدينا بنك أهداف يتوسع بشكل مستمر".