الرياض، عواصم - وكالات: اعتبر التحالف العربي في اليمن أن الهجمات التي شنها الحوثيون ضد أهداف مدنية واقتصادية في مناطق مختلفة من السعودية صباح أمس، تعد رفضا منهم لجهود ومبادرات السلام، قائلا في بيان إن "التصعيد الحوثي باستهداف المنشآت الاقتصادية والمدنية، بمثابة الرد على الدعوة الخليجية للحوار والسلام".وأعلن التحالف أن هجمات الحوثيين التي طالت أهدافا ومنشآت بجنوب السعودية، ألحقت أضرارا مادية في مركبات ومنازل سكنية، ولم تلحق خسائر في الأرواح، مشيرا إلى أن التصعيد العدائي استخدمت فيه الصواريخ الباليستية والمسيّرات وصواريخ الكروز.وفي ساعة مبكرة من صباح أمس، شنت جماعة الحوثي الارهابية هجمات عدة بصواريخ وطائرات مسيرة على مرافق للطاقة وتحلية المياه في المملكة، حيث ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن هجوما معاديا استهدف محطة لتحلية المياه بمدينة الشقيق التابعة لمنطقة جازان، ومنشأة لشركة "أرامكو" في جازان، ومحطة الغاز بخميس مشيط ومحطة كهرباء ظهران الجنوب، ومحطة للغاز الطبيعي المسال تابعة لـ"أرامكو" أيضا في ينبع.من جانبه، أعلن مصدر مسؤول في وزارة الطاقة السعودية، انخفاض مستوى إنتاج مصفاة شركة ينبع ساينوبك للتكرير (ياسرف) بشكلٍ مؤقّت عقب هجوم حوثي، قائلا "عند الساعة الحادية عشرة والنصف تقريباً من ليل أول من أمس، تعرضت محطة توزيع المنتجات البترولية في جازان (جنوب غرب) المملكة لاعتداءٍ بطائرةٍ مُسيّرةٍ عن بعد"، مشيرا إلى أنه "عند الساعة الخامسة والنصف تقريباً من صباح أمس، تعرّض معمل ينبع للغاز الطبيعي، ثم مرافق شركة ينبع ساينوبك للتكرير (ياسرف) لهجومين منفصلين بطائرتين مسيرتين عن بعد".وأضاف "أدى الاعتداء على مرافق شركة ينبع ساينوبك للتكرير (ياسرف) إلى انخفاض مستوى إنتاج المصفاة بشكلٍ مؤقّت"، مؤكدا أنه "سيتم التعويض عن الانخفاض من المخزون".وأكد المصدر أنه "لم تترتب على الاعتداءات إصابات أو وفيات"، مشيرا إلى أن المملكة تُدين بشدة الاعتداءات، وتؤكد أن الأعمال التخريبية والإرهابية، التي تكرر ارتكابها ضد المنشآت الحيوية والأعيان المدنية في مناطق مختلفة من المملكة، ومنها على سبيل المثال الهجوم الذي حدث مؤخراً على مصفاة الرياض، إنما هي محاولاتٌ جبانةٌ، تخرق كل القوانين والأعراف الدولية، ولا تستهدف المملكة وحدها فحسب، وإنما تستهدف زعزعة أمن واستقرار إمدادات الطاقة في العالم، كما تستهدف الاقتصاد العالمي، فضلاً عن أن بعض هذه الهجمات يُؤثّر في الملاحة البحرية في منطقة حساسة كالبحر الأحمر، ويُعرّض السواحل والمياه الإقليمية لكوارث بيئية كبرى، مكررا الدعوة التي وجهتها المملكة إلى دول العالم ومنظماته للوقوف ضد الاعتداءات التخريبية والإرهابية، والتصدي لجميع الجهات التي تنفذها أو تدعمها.وجاءت الهجمات بعد ساعات من توعد رئيس المجلس السياسي الأعلى المشكل من جماعة "أنصار الله" في صنعاء مهدي المشاط، التحالف بالرد على ما أسماه "الحصار"، في إشارة إلى القيود التي يفرضها التحالف على ميناء الحديدة الذي تديره الجماعة.
وتوالت الإدانات العربية والدولية، حيث اعتبرتها الخارجية الأميركية تمثل "تهديدا خطيرا على الاقتصاد العالمي"، بينما جددت السفارة الأميركية بالرياض "التزام الولايات المتحدة الراسخ بدعم الدفاع عن المملكة"، وأكدت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب أن الأعمال الإرهابية والممارسات العدائية التي تمثل جرائم حرب تستوجب المحاسبة، وتعد دليلا بارزا على إمعان الميليشيات المدعومة بالمال والسلاح من إيران في تجاوزاتها للحرمات والحدود الإنسانية والأخلاقية والقوانين والأعراف الدولية.ودان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف الحجرف بأشد العبارات ، داعيا المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات وموقف فوري وحاسم لوقف هذه الأعمال العدوانية، بينما اعتبر البرلمان العربي الهجمات العدائية رفضا لأي محاولات تضع اليمن على طريق الاستقرار، داعيا المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف امدادات الجماعة بالسلاح والضغط عليها للقبول بيد السلام الممدودة.ودانت الإمارات والبحرين والكويت وقطر ومصر والأردن واليمن بأشد العبارات مواصلة ميليشيات الحوثي هجماتها "الارهابية الدنيئة"، معتبرة استهداف المنشآت الحيوية والمدنية "تصعيدا جسيما واستهدافا سافرا لأمن وسيادة المملكة وتهديدا مباشرا للأمن والاستقرار في المنطقة".

سيارة تضررت من الهجمات