الخميس 18 ديسمبر 2025
12°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

الخارجية الأميركية تتدخل لتحصيل 677 مليون دولار على الكويت

Time
السبت 08 أغسطس 2020
السياسة
فاولر: الكويت هي الوحيدة بين الدول ترسل المرضى إلى المستشفيات الأميركية وسط فشلها المستمر في الدفع

ماكغفرن: الوقت حان لكي يدفع الكويتيون فواتيرهم
وإلا سيواجهون ضغوطاً متزايدة من الولايات المتحدة

 

أكدت وزارة الخارجية الأميركية انها أثارت مع الحكومة الكويتية قضية ديون المستشفيات الأميركية وتعمل على ايجاد حل لها، بحسب ما أفادت صحيفة "واشنطن بوست" التي ذكرت ان "الديون المستحقة على الكويت لبعض المستشفيات الكبرى في الولايات المتحدة التي تعاني ضائقة مالية، تقدر بحوالي 700 مليون دولار، وذلك قيمة الفواتير غير المسددة للرعاية الطبية المتطورة التي قدمتها لمواطنين كويتيين".
وفيما كانت "السياسة" نشرت في عددها الصادر في 18 فبراير الماضي خبرا على صفتحها الأولى بعنوان "نفقات العلاج بالخارج تلامس المليار دينار" بينت فيه ان هناك فواتير بـ 250 مليونا لم تصل الى المكاتب الصحية، ذكرت "واشنطن بوست" في تقريرها الصادر أول من أمس، ان "المؤسسات الطبية الاميركية أمضت سنوات في محاولة تحصيل هذا الدين المترتب على الكويت".
وأضافت: وعملت المراكز الطبية البالغ عددها 45، وتشمل مستشفى "ماساتشوستس العام" في بوسطن و"إم دي أندرسون" في هيوستن وغيرها، دون جدوى بمفردها ومن خلال وزارة الخارجية على استرداد المدفوعات الخاصة بعلاج السرطان والقلب والأطفال والرعاية الأخرى التي قدمتها لآلاف الكويتيين.
وفي يونيو، تضافرت المرافق الطبية معا في جهد جماعي غير مسبوق للسعي إلى سداد الديون البالغة 677.4 مليون دولار، وفي يوليو استعانت بأحد أعضاء الكونغرس للمساعدة في حل هذه المشكلة.

مراسلات
وكانت الجمعية الأميركية التعاونية لبرامج المرضى الأجانب كانت وجهت كتابا في 11 يونيو إلى وزراء الصحة والمالية والخارجية تقول فيه "لقد قدمت المستشفيات الرعاية بحسن نية إلى حكومتكم بناء على ضمان منكم للدفع، ويتوقع أعضاؤنا سداد هذه الفواتير بحسن نية أيضا". وفي إشارة إلى الأضرار المالية التي لحقت بالمستشفيات بسبب جائحة كوفيد 19، كتبت الجمعية "اضطرت المستشفيات إلى تحمل عبء الحفاظ على أرصدة بملايين الدولارات على مدى سنوات متعددة، وأصبح النظام الحالي غير عملي وغير مستدام للمستشفيات في جميع أنحاء الولايات المتحدة".
وأشارت "واشنطن بوست" الى أن المسؤولين الكويتيين لم يردوا على مكالمات ورسالة بريد إلكتروني أرسلت إلى سفارة الكويت في واشنطن هذا الأسبوع، وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إنها "أثارت هذه القضية مع الحكومة الكويتية وتعمل على إيجاد حل".
وأضافت: ومن غير الواضح لماذا تتخلف الكويت، الحليف القوي للولايات المتحدة الأميركية، عن سداد فواتيرها، وقال العديد من مسؤولي المستشفيات، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم بسبب الطبيعة الحساسة لجهودهم، إنهم اعتادوا على تأخر الكويت بسداد فواتير العلاج، ربما بسبب البيروقراطية أو النظام القديم لدفع الالتزامات الخارجية.

تراكم الديون
ولفتت الصحيفة الى ان جاريت فاولر، مدير الجمعية الأميركية التعاونية لبرامج المرضى الدوليين، الذي كتب الكتاب الموجه إلى المسؤولين الكويتيين، قال إن التراكم الحالي استمر لفترة أطول بكثير من أي وقت مضى، مضيفا أن الديون السابقة كانت تظل مستحقة لمدة عام، مشيرا الى أن الكويت هي الوحيدة بين الدول التي ترسل المرضى إلى المستشفيات الأميركية وسط فشلها المستمر في الدفع. وتابع فاولر في مقابلة "كتابتي لهذا الكتاب دليل على أننا في ظروف غير عادية، لم أفعل شيئا كهذا من قبل، إن الدين الكويتي مستمر في الارتفاع مع استمرارهم في عدم سداد الفواتير، ليس لدينا في الوقت الحالي أي إشارة منهم بخصوص موعد الدفع".
اما رسالة فاولر فوصفت مبلغ الـ 677 مليون دولار بأنه "تقدير متحفظ" للمبلغ المستحق، وقد لا يشمل رسوم الأطباء أو الخدمات الإضافية لبعض المراكز الطبية، ويشمل المبلغ أكثر من 183 ألف دولار مستحق من 2017 و172.8 مليون دولار من 2018 و414.9 مليون دولار من 2019 و 89.4 مليون دولار حتى الآن في عام 2020.
ولفت الى إن جهود استرداد الأموال تقودها مستشفيات ماساتشوستس، التي تدين لها الكويت بحوالي ربع المبلغ الإجمالي. وقال النائب الديمقراطي جيم ماكغفرن عن ماساتشوستس، الذي يساعد المستشفيات في جهودها لاسترداد مالها من مستحقات، للكونغرس إن الكويت تواصل ضخ المليارات في صندوق الثروة السيادي الذي يعتبر خامس أكبر صندوق في العالم بأصول قوامها 592 مليار دولار. وأضاف ماكغفرن في تصريحاته أمام الكونغرس إن "الكويتيين يقولون إن هذا الأمر عالق في مجلس الأمة"، فيما قال أحد الخبراء الذين استشارتهم "واشنطن بوست" إن الدين قد يكون نتيجة مشكلة إدارية. ورأى ماكغفرن إن الوقت قد حان لكي يدفع الكويتيون فواتيرهم وإلا سيواجهون ضغوطا متزايدة من الولايات المتحدة، مضيفا "هناك ألف عذر مختلف يقدم لنا ولا يؤدي أي منها إلى الدفع لمستشفياتنا، والأصدقاء لا يعاملون بهذه الطريقة، كل ما نقوله هو: "من فضلكم ادفعوا، وإذا لم يفعلوا، فسننظر في تشريعات أخرى لن تكون بصراحة مهذبة مثل اصدار قرار غير ملزم يعبر عن رأي صارم بالقضية" وهو ما يعرف باسم "Sense of Congress".

معاناة
وذكرت "واشنطن بوست" أن الفواتير غير المسددة تسببت بالمعاناة للمرضى والمستشفيات في الولايات المتحدة لسنوات مع ارتفاع كلفة الرعاية الطبية، وزاد الوباء من خطورة الوضع بالنسبة للمستشفيات، ومع انخفاض حجم المرضى وإلغاء الإجراءات الاختيارية المربحة أو تأجيلها، قد تخسر المستشفيات والأنظمة الصحية الأميركية 323.1 مليار دولار في عام 2020، وفقا لجمعية المستشفيات الأميركية. وأضافت ان الديون الكويتية المتزايدة، على الرغم من صغر حجمها، تمثل مشكلة لبعض المستشفيات، فكما يقول مسؤول في مستشفى كبير تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب المفاوضات "إنه يؤثر بشكل عام على توقعاتنا المالية وقدرتنا على التخطيط". ويمثل الأجانب مصدر دخل صغير نسبيا للمراكز الطبية الأكاديمية النخبوية التي تقدم رعاية متخصصة قد لا تكون متاحة في بلدان أخرى، وبحسب الخبراء فإن ذلك يمكن أن يشمل شعاع البروتون والعلاج المناعي للسرطان أو زرع الأعضاء أو التشخيص والعلاج المتقدم للأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية متعددة. وأظهر استطلاع للرأي أجرته الجمعية التعاونية للمرضى في الولايات المتحدة في الفترة 2017-2018 أن 57190 مريضا أجنبيا جلبوا حوالي 2 مليار دولار من إجمالي الإيرادات للمؤسسات الطبية الخمسين التي أبلغت عن بياناتها. وأرسلت الكويت رابع أكبر عدد من المرضى البالغين إلى الولايات المتحدة، بعد كندا والصين والمكسيك، وتلقى مواطنو الكويت رعاية طبية للمرضى المقيمين في المستشفيات تفوق أي دولة أخرى. كما أرسلت الكويت ثاني أكبر عدد من مرضى الأطفال بعد الإمارات العربية المتحدة.

 

تقرير 'الواشنطن بوست'

آخر الأخبار