الخالد: الكويت مستمرة في دعم تحقيق التنمية المستدامة بأفريقيا

نيويورك - كونا: أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ان الكويت مستمرة في جهودها في دعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة في أفريقيا، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة تضافر الجهود من أجل حفظ السلام في القارة الافريقية ومعالجة الأسباب الجذرية للعنف والنزاعات قبل نشوبها، لافتا الى ان بناء سلام دائم يعد أفضل طريقة لاسكات البنادق.
جاء ذلك في كلمة القاها في جلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي عقدت يوم الخميس الماضي في إطار بند "الأمن والسلم في أفريقيا" تحت عنوان "الشراكة لتعزيز الأمن والسلم الإقليمي".
وذكر الخالد الذي ترأس وفد الكويت المشارك في الجلسة، ان التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي عملا بالفصل الثامن من الميثاق شهد تطورا ملحوظا جديرا بالإشادة والاعجاب، داعيا إلى أهمية الحفاظ على الجهود المبذولة التي حققت عدة مكاسب والبناء عليها وعلى وجه الخصوص مبادرة العمل من أجل حفظ السلام.
وقال الخالد ان "تضافر الجهود للاستجابة إلى التحديات التي تهدد السلم والأمن من خلال الدبلوماسية الوقائية والوساطة يجب أن تكون خط الدفاع الأول لمنع نشوب النزاعات" مشيرا الى "ان أفضل طريقة لإسكات البنادق على نحو مستدام هي من خلال بناء سلام دائم ومنع وقوع النزاعات من خلال العمل الدائم لإرساء قواعد السلام".
وأضاف "ومن أجل تحقيق السلام الدائم وأهداف التنمية المستدامة للعام 2030 يجب معالجة الأسباب الجذرية للعنف والنزاعات قبل نشوبها"، لافتا الى ان أجندة الاتحاد الأفريقي لعام 2063 نصت على عدة عوامل لتحقيق منع نشوب النزاعات وحلها.
وتابع "ولما كانت التنمية احدى الركائز الأساسية للأمم المتحدة لإضفاء السلام المستدام فقد أولت الكويت اهتماما بالغا لهذه الركيزة وترجمت ذلك من خلال الدعم والمساهمة والشراكة مع كل الدول الأفريقية إيمانا منها بأن افريقيا هي العمق الستراتيجي للعالم العربي بخاصة وان هناك 10 دول عربية عضوة في الاتحاد الافريقي ومن هنا جاء تأكيد الكويت في البيان الرئاسي لمجلس الامن 2019/5 بشأن أهمية التعاون والتنسيق ثلاثيا بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية بشأن قضايا السلام والأمن الإقليمية".
وزاد كما أكد بجلاء تقرير الأمين العام السابق كوفي انان بشأن "أسباب الصراع في افريقيا وتعزيز السلام الدائم والتنمية المستدامة فيها" بأنه لا يمكن أن يكون هناك سلم بدون تنمية ولا يمكن أن يكون هناك تنمية بدون سلم فان هذه الرؤية تتسق مع أحد المبادئ والركائز الأساسية لسياسة الكويت الخارجية وعلى وجه الخصوص السياسة التنموية التي ينتهجها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية منذ عام 1961 حيث بلغت مساهمات الصندوق التنموية لعدد 51 دولة افريقية ما يناهز 10 مليارات دولار.
وذكر الخالد ان "الكويت أكدت في العديد من المناسبات أنها ستستمر في جهودها في دعم تحقيق اهداف التنمية المستدامة في أفريقيا سواء كانت عبر التعاون الحكومي أو الشعبي أو من خلال المؤسسات التابعة للصندوق الكويتي للتنمية العربية والاقتصادية الذي يعتبر افريقيا الساحة الكبرى لأنشطته التنموية في كل المجالات.
واضاف كما ان مشاركة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد كضيف شرف في أعمال قمة الاتحاد الافريقي التي عقدت في اديس ابابا في عام 2012 كأول زعيم عربي من خارج دول الاتحاد الافريقي تأتي تجسيدا لما توليه الكويت من أهمية لهذه القارة بشكل عام ولمنظمة الاتحاد الافريقي بشكل خاص وتدلل على متانة علاقة الكويت بدول الاتحاد ككل، لافتا الى استضافة الكويت للقمة العربية الافريقية الثالثة في نوفمبر 2013 تحت شعار (شركاء في التنمية والاستثمار) والتي تعهدت الكويت خلالها بتقديم قروض ميسرة بقيمة مليار دولار اضافة الى مبلغ مليار دولار للاستثمار في البنى التحتية تحت اشراف الهيئة العامة للاستثمار.
واشار الى انه وعلاوة على ذلك كان إعلان سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد عن مبادرة إنسانية سامية بتخصيص جائزة مالية سنوية لدعم الأبحاث التنموية في مجالات الغذاء والصحة والتعليم في افريقيا بقيمة مليون دولار أميركي تحمل اسم (جائزة عبدالرحمن السميط للتنمية في افريقيا) كمساهمة من الكويت لتشجيع ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتنمية الموارد البشرية في القارة الافريقية.
ولفت الخالد في ختام كلمته الى ان الكويت تعول على الأمم المتحدة وأجهزتها بأن تعمل على تعزيز قدرة الدول الأفريقية على تنفيذ مبادرة إسكات البنادق في افريقيا 2020، مؤكدا ان الكويت ستواصل من خلال عضويتها كمراقب في الاتحاد الافريقي وبالتعاون مع دوله تعزيز قدرة الاتحاد على تجسيد رؤية السلام والتقدم والرخاء ومنع نشوب النزاعات في القارة الأفريقية مع تأكيد أهمية "الحلول الافريقية للمشاكل الافريقية".