* "لا مناص" من التأكيد على أهمية تنفيذ القرارات الأممية لبناء الثقة بين الكويت والعراق* نقدر جهود الصليب الأحمر لإغلاق ملف المفقودين على النحو المطلوب* زيارة الوفد الأممي رسالة دعم للعراق في تنفيذ التزاماته ومكافحة الإرهاب* الجماعات الإرهابية لا تزال تمثل تهديداً لأمن واستقرار العراق والمنطقةأكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد نائب أول من أمس أن "الكويت لم ولن تدخر جهداً في دعم المساعي المبذولة أملا في معرفة مصير المفقودين من الرعايا الكويتيين وغيرهم من رعايا البلدان الثالثة".جاء ذلك في كلمة ألقاها الشيخ صباح الخالد خلال استقباله ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي بمناسبة زيارتهم الرسمية إلى البلاد والتي تأتي ضمن جهود الكويت خلال عضويتها غير الدائمة في المجلس ورئاستها لأعماله للشهر الجاري.وأعرب وزير الخارجية عن تقديره لـ"الجهود المبذولة من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر من خلال رئاستها للجنة الثلاثية واللجنة الفنية المنبثقة عنها في سعيهما لإنجاز مسؤولياتها لإغلاق ملف هذه القضية الإنسانية على النحو المطلوب".كما أثنى على قرار مجلس الأمن للقيام بزيارة إلى الكويت والعراق برئاسة مشتركة ما بين الولايات المتحدة والكويت معربا عن أمله في أن تتكلل الزيارة المقررة إلى العراق بالنجاح وتحقيق أهدافها المرجوة.ولفت إلى أن زيارة وفد مجلس الأمن "تأتي في وقت غاية في الأهمية لإيصال رسالة دعم للحكومة العراقية في تنفيذ التزاماتها الدولية ومكافحة الإرهاب فضلا عن إعادة الإعمار وتحسين الأوضاع الإنسانية".
وثمن الشيخ صباح الخالد ما تقوم به الأمم المتحدة ممثلة في بعثتها للمساعدة في العراق (يونامي) من جهود "مقدرة لمساعدة حكومة وشعب العراق في هذه المرحلة الهامة والرامية إلى بناء مستقبل واعد بدء من تهيئة الظروف المواتية لتحقيق الأمن والاستقرار فيه مرورا بتلبية الاحتياجات الإنسانية والأساسية للشعب العراقي وصولا إلى تهيئة الأرضية المناسبة للتعافي وتحقيق التنمية المستدامة وإعادة الإعمار".وأكد استمرار الدعم والتعاون الكويتي للبعثة من أجل إنجاز مهامها على الوجه الأكمل فضلا عن متابعتها للملفات المتعلقة بالأسرى والمفقودين الكويتيين ورعايا البلدان الثالثة والممتلكات الكويتية المفقودة بما فيها الأرشيف الوطني وفقا لمسؤولياتها ومن خلال حث وتشجيع الجانب العراقي على بذل المزيد من الجهود للوفاء بالتزاماته الدولية المتبقية.واستطرد الشيخ صباح الخالد قائلا "ما يثير قلقنا ويستدعي يقظتنا هو أن الجماعات الإرهابية لا تزال تمثل تهديدا لأمن العراق واستقراره بما في ذلك المنطقة على الرغم من هزيمة (داعش) في العراق".وشدد على ضرورة "مواصلة بذل جهود إضافية تتميز بالمرونة فضلا عن اتخاذ المزيد من التدابير الحاسمة لتحجيم تلك الأنشطة والممارسات وصولا إلى مساءلة مرتكبي تلك الجرائم المروعة وتقديمهم للعدالة".وقال إنه "من هذا المنطلق فإن الكويت تعول على الجهود التي تبذلها السلطات العراقية في ملاحقة مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية بالتنسيق والتعاون مع الآلية الأممية المعنية في جمع الأدلة التي أنشأها مجلس الامن وفقا للقرار 2379 لعام (2017)".وأوضح أن الكويت ومنذ أن بدأ العراق مرحلة البناء بعد سقوط النظام السابق بادرت بدعم جهود إعادة البناء والأعمار مؤكدا أنها "لم تدخر جهدا في الوقوف إلى جانب العراق للمحافظة على استقلاله وسيادته ووحدة وسلامة أراضيه".وأضاف أن "الكويت رحبت بالحوار الوطني الشامل الذى نأمل في أن يمكن أطياف المجتمع العراقي من تحقيق المصالحة الوطنية ومكافحة التطرف والإرهاب وتعزيز سيادة القانون وتوفير الرفاه والأمن لكافة مكونات المجتمع دون استثناء".وأشار وزير الخارجية إلى ضرورة استمرار التواصل والتعاون بروح الأخوة الصادقة مع العراق حيال جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك والذي ينبع من حرص البلدين على إزالة كل ما يعكر الصفو في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات وذلك بطي صفحة الماضي الأليم متجاوزين الظروف التي حالت دون ذلك سابقا. ونوه بالزيارة التي قام بها سمو الأمير إلى العراق أخيرا والتي "ساهمت في تعزيز وتقوية العلاقات الثنائية لما لها من نتائج إيجابية تصب في مصلحة البلدين".وأعرب عن تقدير الكويت لحرص مجلس الأمن الدولي "الدائم" على متابعة تنفيذ جميع الالتزامات التي نصت عليها قراراته ذات الصلة وخاصة تلك المتعلقة بالالتزامات التي مازالت متبقية منذ تحرير الكويت في العام 1991 في إطار بند الحالة ما بين العراق والكويت والمتعلقة بالتعويضات المستحقة للكويت والأسرى والمفقودين من الكويتيين ورعايا الدول الثالثة والممتلكات الكويتية المفقودة بما فيها الأرشيف الوطني وحث جميع الأعضاء على العمل سويا من أجل استمرار وحدة المجلس وصولا إلى إغلاق تلك الملفات المتبقية.وأضاف وزير الخارجية الكويت أنه "لا مناص" من التأكيد على أهمية هذه القضايا وحساسيتها ودورها في دعم وتعزيز وبناء الثقة بين الكويت والعراق معربا عن التطلع إلى مزيد من الجهد وإتباع نهج جديد ومبتكر في التعامل مع تلك الالتزامات المستحقة للكويت لتحقيق النتائج المرجوة وخاصة الإنسانية منها والمتصلة بمسألة المفقودين الكويتيين ورعايا البلدان الثالثة في إطار عمل اللجنة الثلاثية واللجنة الفنية المنبثقة عنها برئاسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر.