الثلاثاء 17 يونيو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

الخدم في الكويت... وجودهم ضرورة رغم "الصداع"!

Time
السبت 04 يناير 2020
View
5
السياسة
* 711 مليون دينار سنوياً متوسط رواتب 659 ألف عامل حتى منتصف 2019
* غازي العبدالله: وصل الأمر لوجود ما لا يقل عن ثلاث خادمات للبيت الواحد
* أم حامد: الزوجة الكويتية العاملة تضطر للخادمات رغم ارتفاع كلفة استقدامهن


تحقيق- ناجح بلال:

يعتبر ملف الخدم في الكويت من القضايا الاجتماعية الأساسية، نظرا لعدم الاستغناء عنهم في المنازل وطبيعة المجتمع الكويتي التي تفرض الاعتماد على العمالة المنزلية في أمور كثيرة، لا سيما أن معظم الأسر الكويتية اعتادت على وجود الخدم في المنازل منذ أمد بعيد.
وفي الآونة الأخيرة شكل هذا الملف صداعاً على المستويين السياسي والاجتماعي، لا سيما بعد دخول منظمات دولية ودول على الخط.
وبعيدا عما تثيره بعض التقارير الدولية وبلدان الخدم من سوء أحوال الخدم في عدد من الدول ومنها الخليجية، فإن الكويت تشهد ارتفاعا سنويا في أعداد العمالة المنزلية.
ووفق الأرقام الرسمية فإن 658 ألفاً و733 إجمالي العمالة المنزلية في الكويت حتى منتصف 2019 حسب آخر إحصاءات الهيئة العامة للمعلومات المدنية، منهم 328 ألفاً و879 من الإناث. وبالنظر لتعداد العمالة المنزلية في نفس الفترة من العام الماضي فكانوا نحو 637 ألفاً و980 إجمالي الإناث منهم 291 ألفاً و750، والذكور 346 ألفاً و230، فيما يبلغ إجمالي النساء الكويتيات المتفرغات لأعمال المنازل 55 ألفاً و143.
وهذه الأرقام توضح أن هناك تزايدا في عدد العمالة المنزلية من منتصف 2018 الى منتصف 2019 بنحو بنحو 20 ألفاً و753.
وفي تحليل لهذه الأرقام، التقت "السياسة" عددا من المواطنين والمتخصصين الذين ارجعوا أن عمل الزوجة وزيادة مساحة البيوت من الاسباب الرئيسية لتنامي أعداد العمالة المنزلية في البلاد.
واليكم التفاصيل:
بداية، يرى المواطن غازي العبدالله أن هناك بالفعل انتشارا مكثفا للعمالة المنزلية داخل الأسر الكويتية ووصل الأمر لوجود ما لا يقل عن ثلاث خادمات للبيت الواحد، مفيدا أن الزوجة الكويتية أصبحت تعتمد على الخادمة في كل شيء من الألف للياء، لكن الاشكالية هروب الخادمات.
في السياق، قالت أم حامد إن الزوجة الكويتية العاملة تضطر للخادمات رغم ارتفاع كلفة استقدامهن، حيث إن الأم العاملة لايمكن أن تطمئن على أولادها من دون وجود الخادمات، موضحة أنه لا توجد خادمة مثالية ولكن حسن معاملة الخادمة يجبرها أن تكون إيجابية.
وأكدت أهمية معاملة الخادمات بصورة إيجابية لأنهن بشر ودخلن البلاد وقبلن بالعمل في هذه المهنة من أجل الراتب لتحسين اوضاعهن.
وذكر المواطن محمد المطيري بأن تزايد عدد فئة العمالة المنزلية في البيوت يعود بالدرجة الأولى لقلة رواتبهن حيث أن المواطن لو لديه ثلاث خادمات فراتبهن الإجمالي لايزيد عن 350 دينارا، ولكن تبقى الإشكالية في مكاتب الخدم التي تبالغ في استقطاب الخدم.

أسباب زيادة الأعداد
من جانبه، رأى الخبير في العلوم الاجتماعية د.موسى الحساوي أن راتب عمال المنازل يتراوح بين 70 و110 دنانير وبهذا يكون متوسط راتب الخادم 90 دينارا، وفي حال توزيع هذا المبلغ على 658 الفا و733، لإجمالي عمال المنازل لتبين أن ما ينفق على العمالة المنزلية شهريا يبلغ تسعة وخمسين مليونا ومائتين وخمسة وثمانين الفا و970 ليكون حجم الانفاق السنوي 711 مليونا و431 ألفاً و640.
وأوضح د.الحساوي أن مايزيد من أعداد العمالة المنزلية في البلاد كبر البيوت، فمساحة البيت الذي لايقل عن 350 مترا يحتاج ما لايقل عن 3 خادمات نظرا لزيادة اعداد الغرف والابناء، لافتاً الى أن شركة الدرة المتخصصة في أعمال العمالة المنزلية لم تحل إشكالية العمالة المنزلية في البلاد بأي حال من الأحوال.
وأشار د.الحساوي إلى ضرورة عدم اعتماد الأمهات بشكل اساسي على الخادمات لتربية الابناء لأن هذا الأمر يؤدي لسلبيات إجتماعية، منها أن الطفل سيكتسب سلوكيات الخادمة الوافدة كما أن لكنة بعض الأطفال في الكلام ستكون حسب لكنة الخادمات، ولذا ينبغي أن تكون مهام الخادمات التنظيف والطهي فقط دون أن تتدخل الخادمة في السلوكيات التربوية للأطفال.
وبين المخترع الكويتي سعد شرار العازمي أن تزايد أعداد الخدم في الكويت يؤثر على تربية الاجيال، مفيدا أن هناك الكثير من الخادمات تهربن من بيوت كفلائهن ليس بسبب التعذيب كما يشيع البعض ولكن هناك بعض مكاتب الخدم تحفز الخادمة على الهرب لتعملن في بيوت أخرى، ومن هنا يضطر الكفيل لاستقطاب خادمة أخرى.

هروب وتحريض
بدوره، قال مسؤول مكتب الخدم أبو غالية إن تزايد أعداد الخدم نتيجة طبيعية لزيادة عدد السكان، لافتا الى أن معظم مكاتب الخدم توسعت أعمالها في السنوات الأخيرة نتيجة إحتياج الأسر الكويتية للخادمات الاناث والذكور، لافتا الى أن هناك هناك اشكاليات تواجه مكاتب الخدم وهي "السماسرة"، حيث نضطر لدفع ما لا يقل عن 250 دولارا عن الخادم أو الخادمة فضلا عن العمولات الأخرى التي يتم دفعها.
وذكر أبو غالية أن مكاتب الخدم الكبرى لا تضحي بأسمها، ولذا فهي لا تجبر الخادمات على الهروب من بيوت الكفلاء ولكن الاشكالية أن هناك مكاتب خدم تتعامل بالعمولة مع بعض المكاتب، وتلك المكاتب التي تعمل بشكل غير مباشر تستخدم الاساليب غير الايجابية، ناصحا المواطنين بضرورة الاعتماد على مكاتب الخدم التي تسعى للحفاظ على سمعتها.
آخر الأخبار