السبت 24 مايو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الاقتصادية   /   الأولى

الخرافي: لا يوجد كويتي فقير... وعلينا إعادة النظر في"التموين"

Time
الثلاثاء 16 نوفمبر 2021
View
5
السياسة
* أعمل في القطاع الخاص منذ 48 عاماً... وأطلقنا مصنعاً للحديد رأسماله أصبح 10 ملايين دينار
* لدينا صناعة حقيقية في "الإنشاءات" و"الأغذية" و"البتروكيماويات" وعلينا تطوير بقية القطاعات
* مدينة الحرير مجرد "حلم في خيال خصب" وفكرة هدم "الشويخ الصناعية" خطأ كبير
* القطاع الخاص وصل ببعض المشاريع إلى العالمية لذا فهو المنقذ الحقيقي للدولة في الوقت الحالي
* المجلس الأعلى للتخطيط منذ نشأته وحتى اليوم يقدم توصيات مكتوبة فقط ولم نر تطبيقها
* هيئة الشراكة بين القطاعين العام والخاص لديها 40 مشروعاً لم ينفذ منها سوى مشروعين فقط


حل رئيس اتحاد الصناعات الكويتية حسين علي الخرافي ضيفاً على برنامج "على درجة رجال الاعمال" الذي يقدمه الزميل مبارك الشعلان على قناة "العدالة" الفضائية.
وكعادته، تحدث الخرافي بصراحته المعهودة في حوار مفتوح حول وضع الاقتصاد الكويتي في المرحلة الحالية، وحول الأزمة التي تعيشها الساحة السياسية في ظل الصراع المشحون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، داعياً إلى ضرورة خلق حوار مفتوح بين السلطتين وإيجاد اتفاق مكتوب يحدد الاولويات ويضع برنامجاً محدداً لتنفيذها لضمان تطوير الدولة وضمان مستقبلها ومستقبل أجيالها القادمة.
وفي ردوده على اسئلة محاوره رفض الخرافي موضوع ترشيح نفسه لعضوية مجلس الامة، او حتى انضمامه للحكومة كوزير، مؤكداً أن الاجواء المشحونة في مجلس الامة، أو المسؤوليات التي يتحملها الوزير دون أن يعطى فرصة للعمل والانتاج، تجعله يرفض المشاركة في المجلس أو الحكومة في اي مرحلة كانت.

وفي الوقت نفسه رأى الخرافي أن الكويت ما زالت تعتبر دولة رخاء، وان الكويت تمتلك بالفعل صناعة حقيقية، مؤكداً بأن كل مواطن كويتي لديه راتب شهري يكفيه، وأن الحكومة توفر له "التموين" الذي يعطى للجميع بدون تفرقة، داعياً إلى إعادة النظر في صرف التموين لغير المستحقين، بالإضافة إلى عدم صرف الاعانة الجامعية لغير مستحقيها كذلك... وفيما يلي تفاصيل الحوار:

هل عملت في القطاع الحكومي بعد تخرجك من الجامعة الاميركية في بيروت؟
أبداً لم أعمل يوماً في القطاع العام، فبعد تخرجي فكرت أن أعمل في القطاع الحكومي ولكن ولله الحمد كان أخي الكبير خالد الخرافي رحمه الله يشغل آنذاك منصب وكيل وزارة التجارة والصناعة، وكان يمتلك خبرة في القطاعين العام والخاص، لكنه لم يشجعني للدخول في القطاع العام ونصحني بالعمل في القطاع الخاص، لذلك اتبعت نصيحته وذهبت للعمل في القطاع الخاص منذ 48 عاماً وحتى الآن.
بدأت حياتي العملية بالعمل في شركة الملاحة الكويتية التي وجدت أنها تتلاءم مع شخصيتي، حيث عملت فيها لمدة ثلاث سنوات، وكانت شركة ناجحة جداً حيث كانت إدارتها الرئيسية في "ليفربول"، حيث انتقلت للتدرب في مقر الشركة الرئيسي في "ليفربول" لمدة سنة، وهناك تعلمت الكثير قبل أن أرجع للكويت والبدء في تأسيس شركة مع أخواني، حيث أسسنا مصنعا للحديد في العام 1974 برأسمال 50 ألف دينار، ليصل رأسمالها اليوم إلى 10 ملايين دينار.

الكويت تمتلك صناعة حقيقية
هل ترى أن الاستثمار في القطاع الصناعي يعتبر مجدياً اقتصادياً؟
لا شك أن كل استثمار له مردود جيد، لكن يجب التخصص في نوعية الاستثمار، بمعنى أن المتخصص في القطاع الصناعي عليه أن يهتم بعمله الصناعي ويتابعه بشكل دقيق ويتعلم من أخطائه، وكذلك الحال لكل استثمار، فأي استثمار لا تعطيه حقه لن ينجح.
بصفتكم رجل صناعي، وفي الوقت نفسه رئيساً لاتحاد الصناعات الكويتية، هل ترى أن الكويت لديها صناعة حقيقية، وكم أثرها في الناتج القومي مقارنة بباقي دول مجلس التعاون؟
نعم هناك صناعة حقيقية في الكويت في مختلف القطاعات، فهناك الصناعات الانشائية التي تساعدك على بناء بيتك من الألف إلى الياء بمنتجات كويتية 100%، وهذا يؤكد أن لدينا صناعة إنشائية حقيقية، وكذلك الحال بالنسبة للصناعة الغذائية، فأي شخص يذهب للجمعية يجد أن هناك مواد غذائية كويتية أنتجت على حسب الاصول العالمية.
وكذلك بالنسبة للصناعات المهمة والتي يجب أن نركز عليها بشكل أكبر، ألا وهو الصناعات البتروكيماوية، حيث نجد شركة "إيكويت" كخير مثال على صناعة البتروكيماويات الكويتية التي تقوم بتصدير كل منتجاتها إلى الخارج، ما ينتج عنه مردود اقتصادي مهم للبلاد ويساعد على تعديل الميزان التجاري، ويساهم مساهمة فاعلة في مجال توظيف الكويتيين.

نقل الشويخ الصناعية
كثر الحديث عن ضرورة نقل منطقة الشويخ الصناعية إلى منطقة أخرى وتسليم المنطقة الحالية للرعاية السكنية لتوفير قسائم للمواطنين، كيف ينظر اتحاد الصناعات لهذا الامر؟
منطقة الشويخ الصناعية ليست صناعية، حيث تم تسميتها بـ "الشويخ الخدمية"، لذلك عندما يتحدث البعض عن الاراضي الصناعية يكون هناك خلط بين الاراضي الصناعية والمناطق الخدمية مثل الشويخ والري والفحيحيل، وبالتالي عندما تم توزيع هذه الاراضي في الخمسينات كانت حدود الكويت عند بوابة السور، وبالتالي فإن من خصصت له هذه الاراضي لم تعط له بالمجان، وإنما قاموا بتطويرها من جيوبهم الخاصة.
واليوم انتقلت هذه المنطقة من ورش إلى منطقة خدمات مهمة جداً للبلد، وبالتالي فإن فكرة هدمها وتحويلها إلى منطقة إسكانية يعتبر خطأ كبير، لأن هذه المنطقة تحتوي على بنية تحتية ومشاريع كبيرة توفر للاقتصاد الكثير، ناهيك عن وجود العديد من المدن السكنية والمناطق الجديدة التي وفرت أعدادا كبيرة من القسائم السكنية، ما يعني أن المشكلة الاسكانية اصبحت في طريقها للحل، شريطة أن يعطى للقطاع الخاص الفرصة في تنميتها.

لا يوجد فقير في الكويت
هناك فجوة بين الأثرياء والطبقات المتدنية في الدولة، بدليل وجود أكثر من 180 ألف مليونير بالكويت، كيف ترى ذلك؟
لا اعتقد أن لدينا طبقات بالكويت، مفهوم الطبقية انعكاس لمؤسسي الفكر الشيوعي وهو بعيد كل البعد عن الواقع الفعلي للمجتمع الكويتي، فلا توجد طبقة فقيرة في الكويت، فكل أهل الكويت لديهم رواتب تكفيهم وتغنيهم، لكن لا يجب على الشخص أن يلبس ثوباً اكبر من ثوبه، بمعنى أنه لا ينبغي على الشخص أن يقترض ليركب سيارة فارهة.
ناهيك عن أن الكويت تصرف "التموين" بشكل شهري للغني والفقير- وهذا خطأ - لكن هذا يدل على ان الكويت ما زالت دولة رخاء، حتى أن التمويل يصرف للعمالة المنزلية، وذلك على الرغم من أن المواطن يقوم باستقدام خادم ويدفع له تذكرة سفر ورسوم باهظة لاستقدامه. لذلك أرى أنه يجب أن يعاد النظر في صرف التموين للمحتاج فقط، كذلك مكافأة الطلبة للجامعيين يجب أن لا تصرف إلا للمحتاجين، نحن بحاجة إلى إعادة النظر في الكثير من الجوانب خصوصا وأننا نصرخ دائماً بأن السكين وصلت إلى العظم.

لن أقبل التوزير
هل تقبل أن تكون وزيراً في الحكومة لإصلاح هذا الخلل؟
لم أفكر يوماً في أن أصبح وزيراً، وحتى لو طرح علّي مثل هذا الامر فلن أقبل التوزير، فالوزير في الوقت الحالي غير قادر على أن يقوم بعمله، لأن تركيزه الدائم يكون على أمور صغيرة وعلى الرد على الاستجوابات، لذلك نجد أن الوزير غير قادر على الإنتاج، فضلاً عن أنه لا يعطى الفرصة للانتاج.

مجلس التخطيط... ومدينة الحرير
أين دور المجلس الاعلى للتخطيط والجهات الاشرافية الاخرى في هذا الجانب؟
استغرب أساساً من وجود المجلس الاعلى للتخطيط وما هي مهمته خصوصا في ظل وجود مجلس الوزراء، فكما نعرف فإن المجلس الاعلى للتخطيط يضم 8 وزراء، والمجلس الاعلى للتخطيط منذ نشأته وحتى اليوم يقدم توصيات سمعنا بها ولم نر تطبيقها، فما هو الهدف من تكرار الهيئات والمجالس بدون اي فائدة، أن اي مجلس يجب ان يقدم نتائج مكتوبة ومعلومة وليس مجلس رؤى إنشائية.
أين الرؤية الستراتيجية في رؤية 2035 ومدينة الحرير؟
مدينة الحرير هي "حلم في خيال خصب"، فلا يوجد شيء اسمه مدينة الحرير، هي مجرد أفكار وربما تغير اسمها فيما بعد إلى المنطقة الشمالية، ما نراه حالياً مجرد رؤوس أقلام، وربما انتهى بنا الامر إلى تطوير مدينة الصبية، خصوصا بعد تطوير جسر جابر الذي صرفنا عليه نحو 700 مليون دولار ليوصلنا فقط إلى مزارع العبدلي، لذلك يجب الاسراع في تنفذ مدينة الصبية.

دور القطاع الخاص والغرفة
إن مشكلتنا الرئيسية تكمن في غياب الجانب التخطيطي، فنحن لدينا خطط لكنها لا تنفذ، فعلى سبيل المثال يوجد لدى هيئة الشراكة بين القطاعين العام والخاص نحو 40 مشروعا لم ينفذ منها سوى مشروعين فقط، في حين انه يفترض أن يكون لدى الهيئة برنامج عمل محدد تلتزم به أمام مجلس الوزراء ومجلس الامة، لأن كل مشروع جديد ينتج عنه توفير وظائف جديدة نحتاجها لمخرجات التعليم، لذا أرى أنه قد حان الوقت أكثر من اي وقت آخر نحو الخصخصة ومشاريع الشراكة، لأنه كلما زادت الخصخصة كلما خف العبء عن مجلس الوزراء وعن الجهاز التنفيذي الذي سيصبح جهازاً رقابياً اكثر منه جهازاً تنفيذيا.
وإنني أدعو إلى إعطاء القطاع الخاص الوضع الذي يستحقه، فالقطاع الخاص هو المنقذ للدولة في الوقت الحالي وتنمية الميزانية، ورأينا كيف حول القطاع الخاص بعض المشاريع التي أخذها من القطاع العام ووصل بها إلى العالمية، وبعد أن كان يوظف 10 مواطنين أصبح يوظف 1000 مواطن، وهذا كله ينعكس إيجاباً على الدولة.
ما اسباب ومبررات ارتفاع حالات الفساد، وما هو العلاج من وجهة نظركم؟
الأسباب الرئيسية هي أن "المال السايب يعلم السرقة"، ثم أنه على المدى الطويل لم يكن هناك نوع من الاهتمام بمحاربة الفساد، ونجد أن الكثير من الفاسدين تم ترقيتهم في أماكن أخرى حتى انهم أصبحوا غير قابلين للمحاسبة، ولو كانت هناك محاسبة لقلت عملية الفساد.
إن محاربة الفساد يجب أن يتم من خلال اسلوب مؤسسي مستمر، وكلما كان هناك اهتمام بمحاربة الفساد بشكل فوري كلما تقدمت الدولة بالمجال التكنولوجي والاقتصادي.
آخر الأخبار