* الشركات الأكثر تنوعاً بين الجنسين شهدت زيادة 19 % في عوائد الابتكار و9 % في الأرباح* تقليص الفجوة ومحو الأمية الرقمية يفتحان الطريق أمام المرأة للخدمات الماليةأطلقت مجموعة زين تقريرها السنوي في قيادة الفكر بعنوان "المرأة.. في مجال التكنولوجيا: سد الفجوة بين الجنسين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)"، الذي تسلط الضوء فيه على حجم الفجوة بين الجنسين في مجالات (العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات)، مع إبراز تأثيراتها على التنمية الاجتماعية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط.وأوضحت زين أنها تستكشف في هذا التقرير - الذي يتزامن مع اليوم العالمي للمرأة - جوانب متعددة في العديد من القضايا المتعلقة بطبيعة التحديات التي تواجهها المرأة فيما يتعلق بمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والتحيزات التي تواجهها في المهن المتربطة بهذه المجالات.وكشفت المجموعة أن الحاجة إلى معالجة قضية المساواة بين الجنسين في جميع جوانب المجتمع أصبحت ضرورة ملحة لعدد كبير من القطاعات والمجالات، وذلك ابتداءً من الشركات والمؤسسات التعليمية، والهيئات والجمعيات والمنظمات غير الهادفة للربح، وصولاً إلى هيئات المجتمع المدني. وأكدت أن عملية الإدماج بين الجنسين أثبتت مع مرور الوقت أنها تعزز النمو الاقتصادي، وتُحسِّن المحصلات الاجتماعية والاقتصادية لملايين الأشخاص، وحيث أن الفجوة بين الجنسين موجودة منذ أجيال، وإذا استمرت هكذا دون حل، فإنها ستعمل على تقليص النمو والتطور لما يقرب من نصف السكان، وستؤثر بالتالي على المجتمعات ككل، لذا، يجب أن يكون العمل المتضافر وتغيير السياسات أولوية لمعالجة التباينات الموجودة في الوقت الراهن، وهو الأمر الذي سيؤدي في النهاية إلى تحقيق تغييرات منهجية.الثورة الصناعية الكبرىوقال نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في مجموعة زين بدر ناصر الخرافي "نمر الآن بحقبة الثورة الصناعية الرابعة، وما تخرجه لنا من ابتكارات تكنولوجية، لذا هناك حاجة إلى دمج سريع، وواسع النطاق للمرأة في مجالات التكنولوجيا، لزيادة فاعلية مشاركتها في هذا التطور الرقمي، فمن خلال نهج عادل وشامل، سنتمكن من تحقيق حلول مستدامة تفيد البشرية".وأوضح "إن الإرث المنهجي القديم الذي لم يعد يوفر فوائد مجدية وواقعية في هذه القضية، يخضع الآن تحت المجهر للتدقيق والمراجعة، حيث إن التطور الفكري الذي حدث في الحركات الاجتماعية المختلفة، بات يدفع وبشكل أكبر نحو تحقيق العدالة الاجتماعية كجزء من الواقع الجديد".وتابع الخرافي "لقد أصبح الحديث عن تمكين المرأة والحاجة إلى تحقيق التكافؤ والمساواة بين الجنسين جزءا من المحادثات الحاضرة دائما، لذلك، تتضح الحاجة مع التطورات الاجتماعية إلى أجندة جديدة شاملة ومنصفة للجميع، وفي نفس الوقت تكون ذات أهمية قصوى لمجتمعات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لفترات طويلة، حيث عانت هذه المجتمعات كثيرا من المفاهيم الثقافية والأيديولوجية القديمة، التي أعاقت بدورها تطور الابتكار الاجتماعي، فكانت هذه النتيجة المؤسفة المتمثلة في مضاعفة قضايا التمييز بين الجنسين بشكل مُحزن". وأشار الخرافي إلى أن النمو السكاني في منطقتنا الذي يتسم بوجود زيادة كبيرة في شريحة الشباب، يضغط على أية محاولات حقيقية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وما يزيد المعاناة في هذا الأمر، ما يحدث من تأثيرات سلبية لعدم المساواة، وغياب تحقيق التكافؤ في الفرص للمرأة.دمج المرأة في العمل
ونوه علينا أن نتخذ جميعا خطوات حقيقية لضمان إدماج المرأة في كافة مجالات الأعمال، بتوفير بيئة عمل لا يمكن للمرأة المشاركة فيها فحسب، بل وتتفوق فيها أيضا، حيث أمامها مجالات كثيرة تحتاج إلى ابتكاراتها وإسهاماتها مثل: العلوم، التكنولوجيا، الهندسة، والرياضيات".وكشف الخرافي أن مجموعة زين تبدي اهتماما كبيرا بهذه القضية، فمنذ إطلاقها لمبادرات التنوع بين الجنسين وتمكين المرأة، أصبح لدينا أكثر من 100 امرأة في مجالات العلوم والبيانات، يمثلن الآن جزءا من مجموعة المواهب التي نستفيد منها في المشاريع المتعلقة بالتكنولوجيا عبر عملياتنا، حيث أثبتت المساهمات في هذا المجال خصوصا في ذروة الجائحة مدى المرونة والتنوع في المواهب التي لدينا في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات".تقليص الفجوة بين الجنسينقالت الرئيس التنفيذي للاستدامة جنيفر سليمان "يشكل التفاوت الواضح بين الجنسين في منطقة أو بلد أو مجتمع أو مؤسسة تحديات اجتماعية واقتصادية كبيرة، أهمها أنها تخنق فرص التقدم على جميع المستويات، حيث تمكنت المجتمعات من خلال نهج متكامل للتغيير المنهجي، جني الفوائد التي جلبتها نزعات التغيير إلى الأمام، إذ ثبت أن إشراك المرأة في جميع جوانب الحياة هو أحد أكبر العوامل المحفزة للتقدم والعدالة الاجتماعية".وأوضحت أن زين لديها قائمة طويلة من الأنشطة التي تهدف إلى تقليص الفجوة بين الجنسين، إذ سلطت جائحة كوفيد-19 الضوء على التفاوتات الصارخة في العديد من جوانب الحياة الحديثة، وقضية الإناث في المجالات المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات واحدة منها، لذلك، نأمل أن يساعد تقريرنا الذي يتزامن مع اليوم العالمي للمرأة في التعرف على آثار هذه القضية التي أعاقت تقدم المرأة في بعض الأحيان.الفجوة الرقميةتعرض التقرير لواحدة من أكثر القضايا التي تشهدها المجتمعات في الوقت الراهن وهي الفجوة الرقمية بين الجنسين، مبينا أن مجالات التوظيف شهدت تغييراً جذرياً على مدار العقود الماضية، حيث تأثرت جميع الصناعات بالوتيرة السريعة لتبنّي التكنولوجيا تحت متطلبات الثورة الصناعية الرابعة. وأوضح أن هناك حاجة إلى تشكيل وصقل المهارات في سوق العمل، وإدراج سياسات وإجراءات أكثر شمولية، بحيث يكون تصنيف الجهود على أساس الجدارة، وأن تكون مصممة للقضاء على التحيُّزات بشكل فعال، بما في ذلك التحيزات المتعلقة بالجنس أو العنصر أو العرق أو العمر.وأفاد التقرير أن الدراسات والأبحاث بينت أن سبب الفجوة الرقمية بين الجنسين يرجع إلى القصور الذي تواجهه النساء في الوصول إلى المهارات الرقمية التي يمكن أن تساعدهن على تحقيق التقدم والتطور في هذا المجال، بالإضافة إلى ذلك، فإن النساء هن أكثر ميلاً إلى أن يمثلن شرائح دخل أقل من الرجال، وهو الأمر الذي يتركهن غير قادرات على تحمل تكاليف شراء البرمجيات والأجهزة الرقمية.وأظهر أن هناك 433 مليون امرأة غير متصلة بالشبكة، وأن عدد النساء اللاتي يملكن هواتف نقَّالة أقل عن الرجال بـ 165 مليون جهاز، بينما تزداد احتمالية امتلاك الأولاد للهواتف النقَّالة 1.5 مرة أكثر من البنات، وتبلغ فجوة مستخدمي الإنترنت بين الجنسين على مستوى العالم 17%، كما نوه التقرير أنه في حال توصيل 600 مليون امرأة إضافية بالإنترنت خلال السنوات الثلاث المقبلة، سيرتفع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بين 13 مليارا و 18 مليار دولار.وتعرض تقرير قيادة الفكر إلى مسألة محو الأمية الرقمية والإدماج الرقمي للمرأة لأنها تفتح لها الطريق إلى الخدمات المالية، لذلك فإن إشراك النساء في الفضاء الرقمي يوفر لهن المعرفة اللازمة للوصول إلى خدمات مثل الخدمات المصرفية عبر الهاتف النّقال، وهو الأمر الذي يمكنهن في النهاية من المشاركة بشكل أكبر في الاقتصاد.وأوضح أن الشركات التي تحقق أداءً أعلى من المتوسط على صعيد التنوع بين الجنسين شهدت زيادة بنسبة 19% من عوائد الابتكار، وزيادة بنسبة 9% في الأرباح قبل خصم هوامش الفوائد والضرائب، وإذ يُنظر إلى الخدمات التكنولوجية والرقمية باعتبارها أدوات يُمكن استخدامها لتمكين التنمية، فمن الممكن تحسين المحصلات الاجتماعية والاقتصادية.