الأربعاء 21 مايو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"الخروج إلى الحياة"... عرض تراجيدي إنساني

Time
الثلاثاء 11 فبراير 2020
View
5
السياسة
كتب - فالح العنزي:

جميل جدا أن يقوم طالب لا يزال على مقاعد الدراسة بقراءة أحد النصوص العالمية ويقدمه وفق رؤيته الخاصة فوق خشبة المسرح بما يتناسب والامكانات المتاحة، مسرحية "الخروج إلى الحياة"، التي تصدى لاخراجها الطالب فيصل الصفار تعتبر واحدة من أشهر أعمال الأميركي وليام سارويان، شارك في بطولتها تمثيلا فهد الشمايخي، علي محمد، إسماعيل كمال، غدير حسن، شملان العميري وعلي المهيني، وقدم العرض ضمن مسابقة مهرجان الكويت للمسرح الأكاديمي بدورته التاسعة.
طبعا النص فلسفي معقد يمكن قراءته وتناوله من أكثر من زاوية فـ "الخروج إلى الحياة" تمنح الانسان فرصة لرؤية ما عاشه أو سيعايشه وبالتالي تكون لديه فرصة من الخروج الى الولوج للحياة الجديدة وهنا يمر الانسان بمرحلة من التفكير والتمحيص والشعور بأن كل لحظة وموقف وربما جملة سبق أن مرت أمامه سواء عاشها أو مرت كطيف عابر في شريط حياته، تساؤلات مختلفة ومرتبكة يطرحها العرض منها بشكل مباشر وهو ماذا ستفعل بعدما رأيت صحيفة أعمالك؟ هل ستعود للحياة؟ هل ستولد من جديد؟ هل ستتفاءل؟ اسئلة طرحها مخرج العرض فيصل الصفار وترك للمتلقي اختيار الاجابة المناسبة.
حاول المخرج من خلال استخدام أدواته خلق شخصيات رئيسية فوق الخشبة هي رجل ينشأ بين أبوين يلغيان شخصيته فيصبح زوجا معدما، امرأة او من ستصبح زوجته مستقبلا وهي امرأة عقيم، رجل آخر عشيق وشخصيات أخرى تجد نفسها في مستقبل آخر، ساحة صراع نفسي تعيشه شخصيات العمل الزوج المخدوع والزوجة الخائنة وتاجر المخدرات والعشيق، حاول المخرج اللعب على الوتر العاطفي من خلال ظهور أحداث وشخصيات اضافية مثل الطفل والحال التي كان يعيشها فنجد انفسنا ندخل دائرة ونخرج من أخرى، فيما يتعلق بالسينوغرافيا فقد كانت متناغمة بين الازياء والموسيقى المستخدمة.
في الندوة تطبيقية لمسرحية "الخروج إلى الحياة"... قال عميد المعهد العالي للفنون المسرحية د.علي العنزي: احب اشكر جميع الطلبة وأنا سعيد جدا بهذا النجاح الذي تقدمونه، أتمنى من الطلبة أن يتخذوا من النصوص العالمية منهجا لهم في المرحلة الأولى، واعتماد الهدف من النص المستخدم، وأحب أن اشكر المخرج على هذا النص وأتمنى من الجميع أن يسير في خطاك.
بينما أفصح أستاذ النقد والدراما المساعد في قسم الدراسات المسرحية في كلية الآداب بجامعة الاسكندرية د.ابراهيم الحجاج: "نجد بأن النص المقدم ليس هو النص الأصلي فهو اعداد، لذلك ستكون هناك مقارنة بين النص الأصلي والنص المعروض، بحيث يلتقي كلا النصين في القصة وهي عبارة عن مجموعة من البشر في عالم آخر "مجهول" يستعرضون فيه نتاج ماضيهم عن طريق رسائل، النص الأصلي للكاتب الأميركي كانت النظرة بهدف التفاؤل ويجعل الانسان البسيط صاحب قدرة لمواجهة كل الصعاب ومن هذا المنطلق تتحقق مثاليته، أما بالنسبة للعرض المقدم، فنجد أن المخرج كان له رأي آخر مع سارويان في هذه النقطة، كما وضع سؤال لماذا هذه النظرة التشاؤمية؟ فنحن في أمس الحاجة للقليل من التفاؤل والأمل.
في المداخلات قال الطالب بدر الاستاد: الإيقاع كان في غالب الأحيان هابط، أحببت أداء الممثلين، الطالب هاني الهزاع، رغم أن الموسيقى في غالب الأحيان كانت هابطة ولكن استطاعوا أن يتغلبوا عليها.
ورأى د.أيمن الخشاب أن أكثر الأمور التي تميز فيها العرض هي الحركة دون كلام، وانتقد د.محمد الزنكوي تكرار استخدام الموسيقات الحزينة رغم وجود الطاقات الشبابية الهائلة، وتمنى استخدام موسيقات تعبر عن الفرح والسعادة.
وقالت د. ليلى عثمان: أتمنى أن يكون هناك اهتمام بقسم النقد، من أجل تخريج كتاب للمسرح.
علاء الجابر: أنا أحب الانسان الذي يعمل على الشيء الصعب، لذا أشكر المخرج على استخدامه لنص عالمي صعب، بحيث إن القليل الذين قدموه على خشبة المسرح يحتاج كثير من التعب ويسبب الارهاق.
وفي كلمة المخرج قال: أحب اشكر الجميع على الحضور، في البداية من خلال الأزياء المستخدمة والتي كانت تعبر عن اللون الأبيض كدلالة عن (الجنين) ولكن الأزياء كانت تحمل أكثر من مغزى، كما أن الشخصيات كانت غير سوية، لذا فإنها استخدمت اللون الأبيض تعبيرا عن البراءة الحقيقية.
أما بالنسبة للموسيقى، فكانت هناك فترة من الصمت كان الهدف مقصودا طوال العرض من خلال الحركة والأداء، أما عن الماكياج، لا سيما أن الشخصيات عبارة عن أطفال، لذا فإن الشكل الذي سيكون بالحياة هو نفسه يكون داخل الرحم، واستخدام الماكياج بحسب اختلاف أعمار الشخصيات وارتباطها بشريط الحياة الذي يمر بهم.


عرض "الخروج إلى الحياة"


الأبيض يعكس البراءة


نص وليام سارويان في المعهد
آخر الأخبار