"الخطر معهم"… أخذوه لحم ورموه عظم في "سينسكيب"

منتجه عبدالله السلمان حوله من مسلسل إلى فيلم بعد رفض التلفزيون شراء حقوقه

فالح العنزي

ينطبق المثل الشعبي "إش حادك يالمسمار قال المطرقة" على النسخة الجديدة من مسلسل "الخطر معهم"، والذي اضطر منتجه ومخرجه الفنان عبدالله السلمان، إلى تحويله لفيلم سيعرض الجزء الأول منه في سينما "سينسكيب" في السابع عشر من أغسطس الجاري، بعدما فشلت كل محاولات السلمان، في تسويقه للعرض عبر تلفزيون الكويت، على الرغم من أنه كان قد تلقى وعودا شفهية داعمة لمسلسله قبل وأثناء وبعد انتهاء تصوير حلقاته، خصوصا وأن المسلسل ينتمي إلى نوعية الأعمال محدودة الحلقات ناهيك عن الكلفة الانتاجية التي تكبدها المنتج في تنفيذ العمل من كاميرات حديثة تستخدم للمرة الأولى وتنفيذه برؤية اخراجية تتواءم مع ما يتم تنفيذه في ذات الاعمال الاجنبية والغربية الى جانب استخدام أحدث تقنيات تصوير الاعمال البوليسية والأكشن والاثارة والاستعانة بفريق متخصص في الاكشن والمطاردات.
وعلمت "السياسة" أن شركة السينما الكويتية التي كانت بمثابة الملاذ الثاني بعد تلفزيون الكويت "ما صدقوا" ورحب القائمون عليها بهذا التعاون خصوصا وان العمل بالنسبة لها "وجبة محلية كاملة الدسم والمواصفات والعناصر"، وأن منتج العمل يبحث لنفسه عن نافذة هروب حتى لا تستمر مدة الانتظار ويظل حبيس الادراج وينتهي به المطاف الى مصير مجهول.
"الخطر معهم" عمل بوليسي من تأليف وإخراج عبدالله السلمان، ويشارك في بطولته نخبة من الفنانين بينهم طارق العلي وعبدالله بهمن وسعود الشويعي وشهاب حاجية وحسن إبراهيم وغيرهم.

خسارة مادية
خطوة السلمان، التي اضطر إلى اللجوء إليها مكرها بسبب البيروقراطية، أسقطت معها الكثير من المفاهيم يأتي في مقدمتها غياب دور وزارة الاعلام في دعم الانتاجات المحلية التلفزيونية والذي يعتبر ركيزة رئيسية في اهتماماتها، ولن ندعي بأن الوزارة "قطعت الحبل بالمنتج" لأنه يبدو واضحا عدم وجود أي وعود رسمية "تكليف"، خصوصا وأن بعض القياديين من "باب الميانة" عندما تجمعه الظروف بمنتج أو صاحب شركة انتاج أو نجم أو فنان، ربما يذكر بعض الجمل التي تحمل في طياتها أكثر من معنى وأمل مثل "روح اشتغل وأبشر بالخير" أو "إذا ما ما صار منتج منفذ نشوف له دبره" أو "بنخليه على فئة 75 ألف دينار"، وغيرها من الجمل التحفيزية "اللي تودي المنتجين ورا الشمس"، وهذا مثلما حدث جليا مع منتج مسلسل "الخطر معهم" بجزئه الجديد والذي علمت "السياسة"، بأنه سيطرح على جزأين أول وثاني بمعنى أن ما تبقى من تصوير العمل سوف يدخل عملية مونتاج و"قصقصة" الأحداث والسيناريو أكثر من مرة، طبعا سيحدث ذلك دون أن يلتفت أحدهم لخسارة الشركة المنتجة والتي ستدخل هي الأخرى في عملية حسابية مع شركة "سينسكيب"، وكعادتها الأخيرة "راح تهبر" المنتج وتطبق عليه المثل الشائع "أخذوه لحم ورموه عظم".

ارتباط
ويرتبط المشاهد الخليجي وربما العربي بمسلسل "الخطر معهم"، الذي شكل نقلة نوعية في الدراما الخليجية منذ 21 عاما وحظي العمل منذ ذلك الحين بمتابعة غير مسبوقة، خصوصا وان المشاهد الخليجي لم يعتد على مشاهدة حقيقية للمطاردات البوليسية وغيرها، الى جانب ما تحمله الفكرة من قيمة الحفاظ على أمن المواطن ومكافحة الجريمة.
وذكر المخرج والمنتج عبدالله السلمان، في تصريحات سابقة بعد اعلانه عن الجزء الجديد من مسلسل "الخطر معهم"، بأنه لن يحيد عن الخط العام للعمل المعروف بأجواء الأكشن والإثارة والتشويق وفضل التعامل بمبدأ "الصدمة" مع المتلقي، ولم يكن يعلم بأنه هو أول من تعرض للصدمة بعدما رفض التلفزيون شراء حقوق عرض العمل كمسلسل وعدم مناقشته في أسباب الرفض هل هي مادية أم تتعلق بالمضمون والمحتوى، لأن لكل مشكلة حلا وكل عقبة يمكن تجاوزها.