السبت 12 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

الخلاف وارد

Time
الثلاثاء 07 فبراير 2023
View
5
السياسة
طلال السعيد

الخلاف بين كل الدول وارد، وقد يكون خلافا في وجهات النظر، او يكون خلافا اعمق واكبر، وقد يصل الى المقاطعة، اوحتى سحب السفراء.
في هذه الحال يصبح الدور على الاعلام الرسمي الذي يفترض فيه ان يوضح وجهة النظر الرسمية في هذا الخلاف، ويقطع الطريق على كل مزايد يتكسب من وراء الخلافات التي قد تكون مفتعلة في بعض الاحيان، وهناك من يتعمد تأجيجها لسبب أو آخر، وهذا الذي يحصل حاليا بين دول الخليج، كلها او بعضها، وبين مصر العزيزة بعد مقالة
"الحفاة العراة" اياه، الذي تناول السعودية وبعض دول الخليج، ان لم يكن كلها، ولا يزال التأجيج مستمرا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمقالات الصحافية من الطرفين بسبب هذا المقال الذي قد يكون وافق هوى البعض هناك، ان لم يكن وافق هوى الاغلبية.
لذا فان اغلب ما يكتب يزيد الهوة، ويعمق الخلاف بين بعض دول الخليج ومصر، وكان يفترض بالمسؤولين في مصر اصدار بيان رسمي يشجب تلك المقالة ويتبرأ منها، ويتخذ اجراء تاديبيا ضد صاحب المقالة لوضع حد للمهاترات، وقفل باب الاخذ والرد، والمزايدات التي نسمعها ونقرأها بشكل يومي من اشخاص، اغلبهم لا يقدرون حجم المسؤولية، لكنهم استطاعوا بالفعل تأجيج الشارع، والتأثير على الناس، فأوصلوا النقاش الى ادنى مستوياته، بل وصل الى درجة الشتم المتبادل!
كل هذا نتيجة "جهل" الحكومات بالتعامل مع شعوبها، وعجزها عن توجيه الشارع لما يخدم مصلحة البلد نفسها، خصوصا مع دول كانت ولا زالت مؤثرة ومانحة! فحين ينحدر الحوار الى هذا المستوى، وينمي شعور الكراهية، ويفتح الباب للخلاف، والاختلاف الموجود اساسا، لكنه كالنار التي تحت الرماد تنتظر من يحركها!
فاما ان تكون الجهات الرسمية في مصر غافلة عن كل ما يدور في الشارع المصري، وتلك مصيبة، او انها راضية بما يثار بين حين وآخر وهنا تكون المصيبة اعظم!
مخطئ من لا يزال يعتقد ان العلاقات الخليجية - المصرية لا تزال في احسن احوالها، فهناك احتقان واضح في الشارع الخليجي، خصوصا الكويتي والسعودي، ناتج عن استفزازات متعمدة لا زلنا نسمعها، ونقرأها، ولا يمكن لنا السكوت عليها، ونحن نمتلك وسائل الرد، ونملك التأثير على الشارع المصري نفسه، كما أثّرت قناة "الجزيرة" بالامس القريب.
المهم ان الطريق الى انهاء هذا الخلاف هو تدخل الحكومة المصرية اذا كان يهمها الشارع الخليجي، واذا كان لا يهمها فليقولوا ولنقل، والعبرة في النهاية...زين.
آخر الأخبار