الأحد 18 مايو 2025
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

الخلافات تعزز العلاقة الزوجية وتدخُّلات الأهل تعجِّل بالطلاق

Time
الثلاثاء 18 فبراير 2020
View
5
السياسة
* شيماء إسماعيل: رضا الزوجة مفتاح السعادة في بيتها ونجاح الشراكة
* الحرمان العاطفي والخرس الزوجي يقودان للعالم الافتراضي والعلاقات العابرة
* الخطوبة فترة استكشافية مهمة لتحديد مسار الحياة مستقبلا
* علاقات الصداقة بين الرجال والنساء أحد أسباب تدهور العلاقات الزوجية


القاهرة - ريندا حامد:


تشهد العلاقات الزوجية تدنيا كبيرا في نسب نجاحها حاليا، فقد وصلت فى بعض الدول إلى أن أصبحت هناك حالة طلاق مقابل كل زيجتين، والغريب أن ذلك يحدث رغم ارتفاع مستوى التعليم، الثقافة، الوعي، والتقدم والتطور التكنولوجي الذي نعيش في ظله، كما أن هذه النسبة لا ترتبط بزيادة نسبة الفقر كما يعتقد الكثيرون، ففي إحدى أغنى بلدان العالم وأكثرها تقدما مثل "مقاطعة أورانج في ولاية لوس انجلوس الأميركية"، توجد ثلاث حالات طلاق مقابل كل أربع زيجات.
حول أسباب الطلاق، والأخطاء التي يرتكبها الزوجان فتعجل بنهاية الحياة الزوجية،اكدت استشاري العلاقات الأسرية وخبيرة التنمية البشرية وتطوير الذات الدكتورة شيماء إسماعيل في حديث لـ"السياسة" أن الخلافات الزوجية دليل واضح على نجاح وقوة العلاقة بين الطرفين لافتة إلى أن انعدام الثقة وتدخل الأهل والخطأ في اختيار شريك الحياة والفيديوهات الإباحية والعلاقات العابرة والعالم الافتراضي نفضي جميعها إلى فشل العلاقة والاتجاه السريع نحو الطلاق، وفيما يلي التفاصيل:

ما رأيك في منظومة الزواج؟
جميع الأديان السماوية تحث على الزواج، لأنه ضروري للإنسان، فهو من نعم الله على البشر، لقوله تعالي في كتابه العظيم "وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"، ولقول رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم" يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة؛ فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحفظ للفرج، ومن لم يستطع؛ فعليه بالصوم، فإنه له وجاء".
ما أسس و معايير اختيار الزوج؟
للأسف، أقبل بعض الشباب والشابات، في الآونة الأخيرة، على الزواج فقط للهيئة والوجاهة الاجتماعية، للتخلص من لقب "عانس"، وحتى لا يفوتهم سن الزواج للشاب والفتاة،بالتالي يكون هذا الزواج غير مكتمل وتعتريه الكثير من المشاكل، بسبب التخلى عن معايير اختيار الطرف الثاني، التي منها الارتياح النفسي له والقبول بين الطرفين، والخلق الحسن، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، لذا يجب التأكد من أخلاق الطرف الثاني قبل الارتباط به، وأن يكون فارق السن مناسبا، من 5 الى 10 سنوات، حتى لا تحدث غربة في المشاعر، وأن يكون بينهما تكافؤ اجتماعيا،ثقافيا،وفكريا، وأن تكون الحالة المادية للزوج أعلى من المرأة، حتى لا تحدث معايرة في وقت من الأوقات، وأن يكون هناك انسجام بين الطرفين، مع التحلي بالصبر والتضحية لانجاح العلاقة الزوجية.
هل اختلفت معايير الاختيار باختلاف العصور؟
بالفعل، ففي الأجيال السابقة، كان ما يهم الأسر هو سرعة زواج ابنتهم بغض النظر عن أي فروقات بينها وبين من يريد الارتباط بها، بدون مراعاة لاختياراتها ورأيها، أما حاليًا، مع التطور وزيادة نسبة تعليم الفتاة، وزيادة الوعي أصبح للفتاة الرأي الأهم في اختيار شريك حياتها.
هل يوجد سن مناسب للزواج سواء للرجل أو المرأة؟
السن الأنسب لزواج الفتاة بين 21 و25 ولا يقل عن ذلك، فاذا تزوجت قبل هذا السن تكون طفلة ليس لديها القدرة على تحمل المسؤولية أو تحديد أهدافها، كما أن قدرتها الجسمانية،العاطفية، والجنسية لم تكتمل بعد، لأنها لا تتحلى بالثبات الانفعالي الذي يتحلى به الشباب بين سن العشرين والثلاثين، بشرط القدرة المادية والعاطفية على الزواج.
هل فترة الخطوبة مهمة لانجاح العلاقات الزوجية؟
بالطبع، هي فترة استكشافية للطرفين، لصفاتهما وأنماطهما الشخصية، وكل طرف يتعرف على ميول الآخر، ويجب أن تمتد ما بين 6 أشهر إلى عام كامل، ويجب أن يتجنبا الكذب، والنفاق،والمعاملات الزائفة، حتى لا تفقد أهميتها، من ثم يحدث الصدام والمشاكل بعد الزواج، فقد تصل إلى حد الطلاق.
ما رأيك فى موضة تأخير الزواج للشاب والفتاة؟
للأسف موضة يمشي على خطاها بعض الشباب، لكنني ضد انتشار هذه الظاهرة، ويجب أن يكون لتأخير الزواج سبب مقنع، لكن غير ذلك يعد فعلا مرفوضا وشاذا.
لماذا تزداد المشكلات في السنوات الأولى من الزواج؟
لأن الطرفين "الزوج والزوجة"، من بيئتين مختلفتين في أغلب الأحيان، بالتالي يوجد بينهما اختلاف في التفكير، ووجهات النظر، ووالتعامل، ومن يعتقد منهما أنه بمرور الوقت سيؤثر على الآخر، ويغير من صفاته، وتصرفاته،وطباعه، فقد أخطأ تمامًا، وبعد الاصطدام بالواقع وعدم القدرة على تغيير الطرف الآخر، فلا يستطيع شخص سلخ الآخر أو تغيير طباعه التي تربى وترعرع عليها سنوات الطفولة،المراهقة، والشباب، كما لا يوجد شخص يتغير بين يوم وليلة، فكل منهما تشبع بصفاته، وأفكاره، وطباعه، فلا يستطيع أحد تغييرها بالسهولة التي يعتقدها البعض.
كيف يتلاشى الأزواج الجدد هذه الاختلافات؟
يجب التعرف جيدًا على الطرف الآخر "طباعه وانماط شخصيته"، خلال فترة الخطوبة، وأن يكون بين الطرفين رصيد من الحب حتى لا تنهدم العلاقة في أقرب الفرص مثل البيت الزجاجي الذي من السهل تكسيره، أيضا يجب على الطرفين أن يعلما أن الزواج من القرارات المصيرية التي يجب التفكير فيها جيدًا قبل اتخاذها، فإذا كان الاختيار صحيحا منذ البداية من جانبهما، وتفكيرهما بطريقة عقلانية، ولديهما نظرة مستقبليه لشكل العلاقة، هنا تكون فرصة النجاح أكبر.
هل الأهل فعلا السبب في أغلب مشاكل الأزواج؟
بالطبع،الأهل لهم دور في ذلك، لأنهم يقحمون انفسهم في مشاكل أولادهم، فينحازون للطرف التابع لهم بعاطفة، دون مراعاة للطرف الآخر، لذا من المفضل عند حدوث المشاكل بين الزوجين، أن يتم حلها بعيدًا عن الأهل والأقارب، أو أي طرف آخر خارجي، فاذا تحتم اللجوء لطرف ثالث، فيجب اختيار شخص حكيم هادئ قادر على حل المشاكل بحكمة دون الانحياز لطرف دون الآخر، حتى لا تتضاعف المشاكل وتأخذ مسارا آخر، يؤدي في النهاية إلى الطلاق.
ما السبب في عدم تحمل هذا الجيل للمسؤولية؟
هذا راجع للتربية منذ الصغر، لأنه تربى على عدم تحمل المسؤولية، واللامبالاه في التعامل مع المواقف والأحداث، فالزوجة على سبيل المثال أثناء تربيتها يجب أن تتعلم المهارات الحياتية التي تؤهلها فيما بعد لأن تكون زوجة، وأما مسؤولة قادرة على احترام زوجها وتربية جيل جديد سوي، كما يجب على الزوج أن يتربى على تحمل مسؤولية الأسرة، واحترام الطرف الآخر، أن يعرف كل منهما حقوقه وواجباته تجاه الآخر، لكن اذا كانت الاسرة مفككة وغير مسؤولة، فإنها ستفرز جيلا قابلا للانهيار،مما يظهر على المدى البعيد بعدم قدرته على تكوين أسرة سوية.

الحصن المنيع
هل طبيعة العمل والبقاء مع الزملاء لفترات طويلة وظهور علاقات صداقة بين الرجال والسيدات أحد اسباب تدهور العلاقات الزوجية؟
ليس شرطا، فقد تكون الزوجة زميلة له في العمل، في الوقت نفسه زوجته وبينهما مشاكل دائمة، يجب أن تتوفر الثقة من جانب الطرفين في العلاقة الزوجية، فهي الحصن المنيع.
هل ارتفاع نسبة الطلاق نتيجة لتدهور العلاقات بين الازواج؟
نتيجة متوقعة لعدم اختيار شريك الحياة بالشكل الصحيح، فنجاح الزواج لا يحدث صدفة، بل نتيجة للجهود المتواصلة من الطرفين لإنجاح هذه العلاقة.
هل أصبح الطلاق القرار الأسهل لهذا الجيل؟
الاستقلال المادي، وتغيير ثقافة الزواج، وعدم القدرة على تحمل الطرف الآخر، كلها تدفع لاختيار الراحة النفسية بقرار الانفصال والطلاق.

تعليم المرأة
هل تعليم المرأة ونزولها مجال العمل يعد سببا في ارتفاع نسبة الطلاق؟
هذه ليست النقطة الأساسية، لكن المرأة أصبحت تهتم أن يكون لديها قدر كاف من التعليم، بل، وتستكمله إلى الدرجات الأعلى، أما نزولها إلى مجال العمل وتكوين علاقات وتعاملات مع البشر، جعلها قادرة على التمييز بين الصح والخطأ، ومعرفة واجباتها وحقوقها، عكس الأجيال السابقة التي علمت واجباتها، لكنها لم تعرف حقوقها، كما كانت ترفض لقب مطلقة.
هل الخلافات الزوجية دليل على علاقة صحية؟
أثبتت دراسة أميركية حديثة عن قسم الأسرة بجامعة مينيسوتا، أن الخلافات الزوجية التي تطرأ بين الزوجين، دليل واضح على نجاح وقوة العلاقة بين الطرفين، وليس العكس، فهي تعتبر طريقة واضحة وصحية للتخلص من الإجهاد والقلق الموجود بين الطرفين، ووسيلة للتخلص من المشاعر المكبوتة التي تجعلهما يشعران بالإجهاد الذهني، بل والبدني في أغلب الأوقات، كما أن المشاجرات تعزز ثقة كل منهما بالآخر، لأنه عاجلًا أم آجلا سيضطر أحدهما إلى التنازل من أجل إرضاء الآخر، مما يجعل علاقتهما أكثر قوة وصلابة.

الجرائم البشعة
ما سبــــب الجرائم العائلية البشعة التى انتشرت في السنوات الأخيرة؟
البعد عن الدين والأخلاق الحميدة،الضغط النفسي الذي يمكن أن يتولد عن المشاكل المتكررة بين الزوجين، اذ تصل في بعض الأحيان إلى الانفجار واللجوء إلى وسائل خطأ،تصل إلى هذه الجرائم.
ما سبب تمرد الأزواج وانتشارها مؤخرًا؟
التمرد يعنى رفض الطرف الثاني من البداية، لأنه تم فرضه عليه، بالتالي يحدث لعدم اختيار هذا الشخص، وقد يكون الأهمال سببا له.
ما تأثير الانفتاح على العالم الخارجي على العلاقات الزوجية؟
للأسف له تأثير سلبي على العلاقات الزوجية، بسبب الحرمان العاطفي الذي يحدث بين الأزواج، زيادة الخرس الزوجي الذي يطرأ بينهما بمرور الوقت، وانعدام لغة الحوار بينهما، بالتالي يلجأ كل طرف الى العالم الافتراضي كمتنفس ولإشباع الرغبات المفقودة، فالحياة الزوجية اذا انعدم خلالها الحب، التقدير، العاطفة،الاحتواء،والاحترام، ستكون حياة مملة.

الفيديوهات الإباحية
هل لتداول الرجال للفيديوهات الإباحية تأثير على علاقة الرجل بزوجته؟
نعم له تأثير سلبي، هذا يدل على ابتعاد الزوج عن دينه والواقع، تكون لديه مشاكل،يعتقد أن اللجوء إلى هذه المواقع هو الحل لمشاكله، لكن النتيجة تكون بانعدام المشاعر الطبيعية،ظهور مشاكل نفسية،سلوكية،وانفعالية، لذا يجب الابتعاد عن هذه الفيديوهات التي حرمتها الأديان السماوية.
ما الأخطاء التي يرتكبها الزوجان وتعجل بنهاية الحياة الزوجية؟
عدم الاحترام بين الطرفين، اللجوء الى الضرب والإهانة الجسدية واللفظية، افشاء الأسرار لأطراف خارجية، البخل العاطفي، معايرة كل منهما للآخر.
ما روشتك لعلاقة زوجية ناجحة وسعيدة؟
أثبتت دراسة حديثة لجامعة وينجرز في نيوجيرسي عن السعادة الزوجية، أنه كلما كانت المرأة سعيدة وراضية عن حياتها الشخصية، كلما كان زوجها سعيدًا بغض النظر عن شعوره تجاه علاقتهما، فالسعادة الزوجية ترجع إلى المرأة او الزوجة خاصة، فإذا كانت راضية فإنها ستفعل العديد من الأمور التي تضفي جوا من السعادة والبهجة داخل منزلها، مما ينعكس بالتأكيد على كل من في المنزل " الزوج والأولاد"، لذا يجب أن يسود الاحترام،التقدير،الحب،المودة،والتفاهم بين الطرفين، كما يجب قبل الاقدام على خطوة الزواج معرفة أهمية الزواج وحقوق كل طرف وواجباته، لينعما بحياة زوجية سعيدة.
آخر الأخبار