الأحد 06 يوليو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

الخلل وين؟

Time
الخميس 19 أغسطس 2021
View
5
السياسة
طلال السعيد

الجمارك تضبط 16 الف سلعة تموينية ما بين حليب وسكر وعيش وطحين مدعوم قبل تهريبها الى الخارج.
طبعا التحية والتقدير لرجال الجمارك الابطال على جهودهم الجبارة، فلم تعد مهمتهم التدقيق على الداخل للبلاد فقط، انما اصبح التدقيق على الخارج من البلاد ضرورة، ولا بد من جهد مضاعف، قواهم الله، لكن على الحكومة قبل كل شيء ان تسأل نفسها: اين الخلل، وكيف وصلت هذه الكمية الكبيرة، والكميات التي قبلها الى ايدي المهربين؟
المهمة مهمة الحكومة، وليست مهمتنا كمواطنين، فهي مسؤولة عن البحث عن مواطن الخلل، وتحاول معالجتها، او توكل المهمة الى الجهات المسؤولة في الداخلية للوصول الى أساس الخلل.
لكن من النظرة الاولى يتبين ان جنسيات موظفي التموين تتفق مع جنسيات المهربين والبلد التي يراد تهريب تلك الكميات اليها، وعلى ما يبدو ان المشكلة تتلخص باسناد الامر الى غير اهله، فهناك شبكة متكاملة من "الحرامية"، وليت امر التموين، وكأن الامر مرتب له فليس معقولا ابدا، ليس محض صدفة، أن تجد الصورة تتكرر في كل جمعيات الكويت الى درجة تجعلك تتصور ان هذه الجالية هم وكلاء التموين بالكويت!
الطامة الكبرى التي لا يمكن السكوت عليها هي ان" كبار" المسؤولين يفكرون بالغاء البطاقة التموينية بشكل نهائي للتوفير على الدولة، ولوقف السرقات، والمعنى الصحيح لهذا الكلام هو عقاب المواطن الكويتي بسبب جرائم الوافدين، وعجز الحكومة عن مكافحة تلك السرقات، ولكي تستريح الحكومة من "عوار الراس" تلغي التموين بشكل نهائي!
بمعنى ان الحكومة لا تقدر الا على المواطن المسكين الذي هو بحاجة فعلية الى التموين، ولا ذنب له في كل ما يجري، فالوافد يسرق "على عينك يا تاجر"، ويصدر البضاعة الى بلده، والذي يبتلي المواطن ويهدد بالغاء التموين!
لا ادري لماذا تذكرت تلك المرأة التي احرقت خيمة عرس زوجها الذي تزوج عليها، وفي النهاية نفذ فيها حكم الاعدام، بعد ان ازهقت ارواح لا ذنب لها، المهم ان العريس، او زوج المرأة لم يمت في الحادثة، ولا يزال حيا يرزق... زين.

[email protected]
آخر الأخبار