الاثنين 05 مايو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

الخنساء... قدمت أبناءها الأربعة شهداء في سبيل الله

Time
الأربعاء 05 مايو 2021
View
10
السياسة
صحابيات في الإسلام

إعداد - ريندا حامد:

تعد قدوة في الصبر بين النساء، فقدت أبناءها الأربعة في الحرب ضد أعداء الإسلام، فلم تجزع وتماسكت بقوة إيمانها وهي تقول "الحمد لله الذي شرّفني باستشهادهم"، إنها أشهر شاعرة في الجاهلية وصدر الإسلام الصحابية الجليلة تماضر بنت عمرو بن الحرب بن الشريد السُلمية، التي لقبت بـ"الخنساء"، نظرًا لارتفاع أرنبتي أنفها.
عاشت" الخنساء" عيشة مرفهة حيث كانت عائلتها من السادة وتتميز بالثراء، اضافة الى كونها الابنة الوحيدة المدللة من أسرتها، فلم تتحمل مسؤولية، ولم يكن هناك ما يقلقها أو يشغل بالها من مصاعب الحياة، لدرجة أنها ظلت رافضة للزواج في أول الأمر، خوفا من تحمل المسؤولية، والابتعاد عن الدلال الذي كانت تعيش فيه.
لكن مع إلحاح العائلة تزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي، الذي استغل مالها بسبب إدمانه لعب القمار، حاولت بكل الطرق أن تقومه، لتحافظ على حياتها الزوجية، لكنها فشلت وانفصلا.
بعد فترة ليست بطويلة، تقدم لخطبتها مرداس بن أبي عامر السلمي، الذي عرف بين عشيرته بكرمه الواسع، ورجولته وقوته، وتزوجا وعاشا سويا في سعادة واحترام بينهما، ولكنه توفي وترك لها أربعة من الأطفال هم:عمرة وعمرو ومعاوية ويزيد.
عندما سمعت عن دين جديد تركت عبادة الأصنام على الفور، وذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع عدد من قومها، لكي تعلن اسلامها، وتنهل من علمه، ومن هنا بدأت رحلة التفقه في الدين، فزادت من ثقافتها، لكي ترضي الله ورسولها، كما كانت تربي أولادها على حب الجهاد لنصرة الإسلام، وتحثهم على المشاركة في المعارك والغزوات، وبالفعل كانوا حريصين على الجهاد في سبيل الله لاخر قطرة من دمائهم، حيث نالوا الأربعة الشهادة، في معركة القادسية، ورغم هول المصيبة على أي امرأة لكن الخنساء صبرت واحتسبت، وكانت راضية بحكم الله، وقالت وقتها (الحمد لله الذي شرّفني باستشهادهم).
تمتعت الخنساء بالشخصية القوية ورجاحة العقل والحزم، فقد كانت تقف أمام الجميع ولا تهاب أحدا، وعاشت طوال حياتها لم يستطع أحد أن يذكرها بشيء حيث كان يهابها كل المحيطين بها، ولم يتجرأ شاعر أن يهجوها بكلمة أو صفة تغضبها احتراما لها ولقوة شخصيتها، كما كان جمالها وحسن طلتها يعطيانها المزيد من الثقة بالنفس والطمأنينة.
إلى جانب إيمانها القوي وشجاعتها، انفردت الخنساء بقدرتها على كتابة والقاء الشعر، فقد كانت من أشهر شعراء الجاهلية، وكان الجميع يعجب بشعرها ومن بينهم رسول الله عليه الصلاة والسلام، الذي أحب رثاءها، وقد غلب على شعرها الحزن والأسى وبخاصة بعد رحيل أخويها، حيث حزنت عليهما كثيرًا وقيل إنها فقدت بصرها حزنا عليهما، ولم تجد إلا الشعر لكي تخرج حزنها من خلاله، وقد قال عنها نابغة الذبياني: "الخنساء أشعر الجن والإنس"، فكانت من أهم واعظم الشعراء في ذلك الوقت.
من أشهر قصائدها:
أبنت صخر تلكما الباكية
ألا لا أرى في الناس مثل معاوية
يالهف نفسي على صخر وقد فزعت
أمن ذكر صخر دمع عينك يسجم
يا عين جودي بالدموع أبكي لصخر إذا ناحت مطوقة قذى بعينك أم بالعين عوار
يا صخر من لحوادث الدهر ألا أبكي على صخر وصخر ثمالنا
ظلت الخنساء محتفظة بقوة شخصيتها ورجاحة عقلها وقدرتها على نظم الشعر حتى توفيت عن عمر ناهز الواحد والسبعين عاما عاشت حياتها صابرة راضية بقضاء الله وبخاصة بعد استشهاد أولادها الاربعة، فلم تيأس لحظة، رضي الله عنها وأرضاها.
آخر الأخبار