كل الآراء
الخوف من الفِرَاق والانْفِصَال
الأربعاء 24 أغسطس 2022
5
السياسة
د. خالد عايد الجنفاويأُؤْمِن بصدق الحقيقة الحياتية التالية: إذا تغلّب الانسان على خوفه المفرط من الألم العاطفي والحسّي، الذي يمكن أن يصاحب الفِرَاق أو الانْفِصَال الاختياري عن بيئة، أو عن شخص معيّن، فسيحقق أرفع درجات قوة الشخصية. لا سيما في تجاوزه الطوعيّ لأي مشاعر ألم مفرطة، مثل الحزن الشديد، والشعور المرير بخسارة الأحبة أو الأهل أو الأصدقاء السابقون، والتي ترافق هذا النوع من اضطراب قلق الانفصال، وبخاصة بين بعض البالغين الذين ربما لا يزالون يعانون من تبعات صدمات شديدة في مرحلة الطفولة تسببت في ترسخ خوفهم المبالغ.ومن بعض دلائل الخوف المرضي من الفراق والانفصال، وبعض وسائل معالجة هذا النوع من ضعف الشخصية ما يلي:دلائل الخوف من الفِرَاق والانْفِصَال: الشعور المتجاوز للحد من الإحباط، وانعدام القوّة، والارتباك الفكري والعاطفي بسبب فراق بيئة معينة، أو شخص معيّن، والخوف الزائد عن اللزوم من الموت.المعاناة من حساسية عاطفية حادّة تجاه نقد الآخرين، والحرص على الالتصاق الطفولي بمن يعرف المصاب بالخوف من الفراق والانفصال، في قرارة نفسه، أنهم ربما لا يكترثون بمشاعره، والشعور المُتَكَرّر بأنّ التمتع بالسعادة والاطمئنان النفسي والروحي لن يتحقق ما لم يكن الانسان الى جانب من يلتصق بهم بشدّة، وظهور علامات في كلامه وتصرّفاته تكشف عدم خجله من إظهار ضعفه النفسي أمام الجميع.مُعَالَجَة الخوف من الفِرَاق والانْفِصَال: قبول الانسان حقيقة كونية ثابتة، وهي أنه سيعيش على كوكب الأرض زمنية محددة، وأنه حري به عدم تضييع كل وقته وجهوده لتحقيق الخلود الفعلي أو التَذكارِيّ، وأن يحرص على تقوية ثقته بنفسه عن طريق اكتساب مهارات الاعتماد التام على النفس في التعامل مع شؤون حياته، الخاصة والعامة.أن يسعى الى تحقيق الوسطية في كل شيء يقوله، أو يفعله، أو يقدمه، أو يأخذه من الآخرين، وأن يتذكّر أنه إذا لم يضع لنفسه أولويات محددة يسعى الى تحقيقها أثناء حياته فهو يضيع وقته المحدود.وأن يتخلّص من كل طريقة تفكير انهزامية، وعدم التوق الى الماضي بشكل يجعل الانسان يتوقف عن عيش حاضره بشكل مناسب.كاتب كويتي@DrAljenfawi