"الداخلية" تدرس!

طلال السعيد

أبشروا بالخير يا أهل الكويت، فبهذه الطريقة الذكية يتم تعديل التركيبة السكانية، واذكروا الله على وزارة الداخلية، خوفا من ان تصاب بالعين نظرا لحلولها السحرية، فهي مازالت تدرس سحب رخص القيادة من الوافدين أصحاب ملفات الطب النفسي ليس خوفا علينا منهم، انما خوفا من ان يصطدم وافد له ملف في الطب النفسي بوافد آخر ليس له ملف، فلا يستطيع أن يقاضيه!
الموضوع لايزال قيد الدراسة مثله مثل دفاتر السيارات او دفاتر الملكية التي منذ التحرير وهي قيد الدراسة والامور تسير من سيئ الى أسوأ، فقد وصل الامر الى ان الدفتر لايستطيع الفرد العادي قراءته إلا بالاشعة فوق البنفسجية، والداخلية، أيدها الله، ممثلة بالمرورالعتيد جدا لاتزال تدرس!
وقديما حفظنا درس "إن تدرس تنجح" فبشروا جموع الوافدين بطول السلامة، فلن تسحب لهم رخصة ولن تنطفئ لهم نار، ولن يذل لهم جار، طالما الموضوع قيد الدراسة وسعادة المستشار الوافد يتصدى لها مثلها مثل رخص الطباخين، والرخص التي ليس لها ملفات ولم تسحب، كذلك رخص استخرجت بالرشوة وبالتزوير، لذلك لن يكون زبائن الطب النفسي اقل حظا من تلك المجاميع، فهم غير مسؤولين عن تصرفاتهم والكويت هي الوصي عليهم هذا واقع الحال مع الاسف الشديد.
كانت ردة الفعل الشعبية قوية جدا على جواب وزير الصحة حين صرح بأن هناك ما يقارب الاربعين ألفا من الوافدين يراجعون الطب النفسي وتصرف لهم أغلى الادوية، فقد كنا نتوقع انتفاضة حكومية عنيفة تنهي هذا التلاعب وتضع حدا فاصلا لسيطرة المستشار الوافد وصحبه الكرام على مفاصل الدولة، فقد أصبح يحلل ويحرم حسب مصلحته ومصلحة ابناء جلدته وهذا ماجعل الداخلية تدرس، وهذا معناه ان هناك فتوى جديدة للمستشار الوافد تمنع سحب رخص القيادة، "ولاطبنا ولا غدا الشر"!! ياحكومة لم نعد نحلم بتعديل التركيبة السكانية لكن ابعدوا عنا 40 ألف مجنون مع عائلاتهم... زين.

[email protected]