الثلاثاء 01 يوليو 2025
40°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

الدراجي: الحملة ضد "الموصل"... سياسية منظمة

Time
الاثنين 11 يناير 2021
View
5
السياسة
أثار فيلم "الموصل" الذي عرضته منصة "نتفليكس" قبل نهاية العام الماضي، جدلاً واسعاً في العالم العربي، خصوصا في العراق.
وتحول الجدل إلى انتقاد الفيلم، في وقت احتفت به الصحافة الأميركية والأوروبية باعتباره "يُظهر المسلم العراقي كبطل مطلق في فيلم هوليوودي، يُحارب الإرهابيين من أجل هدف سامٍ".
الفيلم الروائي التشويقي يصوّر مهمّة محدّدة لكنها غامضة، لفريق قوات التدخل السريع العراقية "سوات" في محافظة نينوى العراقية التي واجهت تنظيم "داعش" وانتصرت عليه.
يدور العمل في أجواء الحرب والمعارك، التي يتولى قيادتها 3 رجال أساسيين في الفريق، وهم الرائد جاسم قائد المجموعة (الممثل العراقي سهيل دباج)، وليد (الممثل الأردني إسحاق إلياس) أحد أعضاء المجموعة الذي تتعلق المهمة به، ثم كاوة صلاح الفيلي (الممثل التونسي آدم بيسا) الشرطي الكردي الشاب الذي يلتحق بالمجموعة.
الفيلم من إنتاج الأخوين أنتوني وجوزيف روسو، المعروفين بإنتاجهما لأفلام المغامرة والتشويق التي تحقق أعلى الإيرادت عادة، كما أنه أول فيلم ناطق باللغة العربية يُنتج في هوليوود. وتولى إخراج الفيلم ماثيو مايكل كارناهان، في تجربته الأولى بعد سنوات من تميّزه في كتابة سيناريوهات أفلام تناولت قضايا الشرق الأوسط.
يسرد الفيلم الأحداث التي شهدتها الموصل، من معارك ومجازر جراء احتلال "داعش" لها قبل تحريرها من قبل القوات العراقية.
ويعتمد الفيلم على وقائع كخيط للحكاية وإطار يسهم في إنجاح مشاهد الحركة والمغامرة والتشويق، فالسيناريو مبنيّ على تحقيق كتبه الصحافي لوك موغلسون في مجلة "نيويوركر" في 2017، رافق فيه فرقة من قوات التدخل السريع في محافظة نينوى العراقية، كما أعلن الأخوين روسو.
وواجه الفيلم انتقادات أبرزها افتقاده لروح الواقع العراقي والحياة الاجتماعية فيه والخلفية السياسية لما يحدث في المنطقة.
ودافع عن الفيلم المخرج العراقي محمد الدراجي، الذي تولى الإنتاج التنفيذي في فيلم "الموصل" وأشرف على تدريب الممثلين وساعد في كتابة السيناريو، لموقع "الشرق" قائلاً: "الأحداث تدور في 4 ساعات فقط، في 5 شوارع، لوصول فريق (سوات) إلى هدفهم، فالفيلم يتحدث عن هذه الحالة واللحظات التي عاشتها المجموعة، حيث يريد الفريق العسكري بلوغ هدفه، والوصول إلى عائلة البطل وليد لإنقاذها قبل وصول داعش لأخذ زوجته وابنته والفرار بهما، وهناك عوائل هؤلاء الجنود العراقيين إما مقتولين أو مخطوفين من قبل داعش، والأحداث تصوّر اللحظات الأخيرة لإنقاذهم".
واعتبر الدراجي أن ما يدور في العراق حول الفيلم ليس جدلاً، بل حملات سياسية منظمة ضد العمل من قبل جهات تعتقد أن هناك انتقادات لهم وعدم إظهارهم بالصورة الجيدة مثل جماعة "الحشد الشعبي" الذين صوّرناهم يبيعون الأسلحة مقابل المخدرات، كما أظهرنا ارتباطهم مباشرة بإيران.
ورأى المخرج العراقي أن جزءاً من الحملة جاء من قِبل بعض القائمين على مؤسسات إنتاجية عراقية، فشلت في تقديم إنتاجات سينمائية أو أن توثّق بطولات المقاتل العراقي وفشلت في تحقيق أي عمل يتناول الأحداث المؤلمة في البلد، وعندما نجح الفيلم، دافعت عن نفسها بهذه الطريقة.
أما عن استغلال "نتفليكس" لاسم الموصل ومعاركها الأخطر في العقد الأخير، لتجذب مزيداً من الجمهور كما تردد، نفى الدراجي أن تكون شبكة البث التدفقي الشهيرة شاركت في الإنتاج أصلاً، مؤكداً أن "الفيلم كان يفترض أن يُعرض في صالات السينما بعدما عرض للمرة الأولى في مهرجان البندقية ثم في مهرجان تورونتو، لكن ظروف وباء كورونا حالت دون ذلك فاضطررنا إلى عرضه عبر نتفليكس".
عن أداء الممثلين وبينهم لبناني وتونسي وأردني، قال الدراجي: "هناك خيار ووجهة نظر للمخرج خاصة من الناحية الحرفية في التمثيل، ثم إن اللهجة العراقية كانت بالنسبة لفيلم موجّه للسوق الأميركية والأوروبية، ليست الأساس، ورغم ذلك جاءت مقنعة وجيدة، خصوصا أن الفريق تدرب لمدة 6 أسابيع متواصلة مع عدد كبير من المتخصصين".
وعن التدريب العسكري، قال: "دخل الممثلون معسكراً في المغرب لثلاثة أسابيع قادته شركة أمنية تدرب الجيش والشرطة العراقية في بغداد". وعن سبب تصوير الفيلم في مراكش، قال الدراجي: "الفيلم صُوّر في نهاية 2017 وبداية 2018، وكانت الحكومة أعلنت تحرير الموصل في 10 ديسمبر، والفيلم كان يُكتب في مرحلة خطرة جداً من الناحية الأمنية".
وتابع: "في البداية، أرادوا التصوير في الأردن لتقارب المناخ والجو الاجتماعي ثم توجّهوا إلى مراكش، لأن الموصل ليست أرضاً خصبة لصنع فيلم سينمائي بإمكانات وفريق تصوير ضخم يتعدى 500 شخص وآليات ضخمة، وهو نفس الفريق الذي صنع فيلم (أفاتار) وغيره".
وانتقد الدراجي عدم احترام الملكية الفكرية في العراق، مشيراً إلى أن هناك 4 ملايين عراقي شاهدوا الفيلم بشكل غير شرعي.


فريق الفيلم أثناء عرضه في مهرجان تورونتو السينمائي
آخر الأخبار