السبت 28 يونيو 2025
40°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

الدراما التراثية تعود إلى الواجهة هذا الموسم

Time
الخميس 07 يناير 2021
View
5
السياسة
كتب - مفرح حجاب:

تعود الدراما التراثية مجدداً هذا الموسم بقوة كبيرة، من خلال مجموعة من الأعمال سيكون أبرزها مسلسل "الوصية الغائبة"، بعدما كان لها حضور كبير خلال السنوات الخمس الماضية من خلال مسلسلات "لا موسيقى في الأحمدي، الديرفة، محمد علي رود، رحى الأيام" وغيرها، ولعل ما يجدر ذكره ان من أكثر الفنانين الذين كانوا يتحمسون للأعمال الدرامية التراثية الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، الذي قدم سلسلة كبيرة من تلك الأعمال حتى في سنواته الأخيرة كان من بينها مسلسلي "التنديل، والعافور"، وأيضا الفنانة حياة الفهد التي تحرص على تأليف أعمالها التراثية بنفسها وحققت نقلة كبيرة في هذا اللون الدرامي حين قدمت مسلسل "الفرية"، الذي كان بمثابة اعادة جديدة ومبهرة للدراما التراثية وقدمت بعدها العديد من الأعمال، كما لا يمكن اغفال دور المخرج محمد دحام الشمري، الذي قدم مجموعة كبيرة من الأعمال التراثية منها "لا موسيقى في الأحمدي" والفنان عبدالعزيز المسلم الذي قدم "العضيد، الليوان، اللي ماله أول" وغيرها من الأعمال التي تنتمي إلى التراث بالإضافة الى العديد من المنتجين والفنانين.
العودة الى التراث مرة أخرى هي باختصار شديد تأكيد على أن الجمهور يبحث دائما عن الصدق في الدراما ولديه حنين إلى الماضي يعود من خلاله إلى الزمن الجميل في ظل حياة جافة متغيرة وسريعة غاب فيها الحنين والتآلف الاجتماعي وبرز فيها الانعزال الفردي لكل أفراد الأسرة والتباعد الاجتماعي نتيجة طغيان التكنولوجيا في أيدي الجميع من خلال الهاتف النقال، فضلا عن غياب النص الجيد الذي يستطيع المؤلف من خلاله أن يحتال على الرقابة، التي تسببت في وجود سطحية وهشاشة في الأعمال الدرامية بحجج غير منطقية، متناسية ان العالم الآن أصبح منفتحا على بعضه دون حواجز أو حدود، فلم يعد لنا حتى في هذه المرحلة ارث أو تاريخ نكتبه في الدراما الجديدة ما لم يكن هناك تغيير حقيقي في الفكر والمنهج، الذي يتم التعامل به مع صناعة الدراما كونها من الصناعات الثقافية التي تؤثر في المجتمع، وعلينا الا نغفل مجموعة المنتفعين الذي يتاجرون بالدراما ويستفيدون من كل حقبة ولا يهمهم سوى تحقيق مكاسب مادية بصرف النظر عن تصدير ضعف القيم الاجتماعية في الدراما الاستهلاكية وان كانت المكاسب المادية حق مشروع لكن يفترض أن تحمل الأعمال الدرامية قيمة تحترم عقول الناس.
عادت الدراما التراثية من جديد بعدما أثرت في الناس وكانت الملاذ لهم بعد الهبوط الكبير في الأعمال الجديدة، بالإضافة إلى أنها تحقق أيضا مكاسب كبيرة في كل شيء، فهي تصنع اسم المنتج وتقدم المؤلف بشكل ينال من خلاله احترام الجميع عندما يوثق الحقب الزمنية بشكل جيد ويراجع مصادره، وكذلك المخرج الذي ينتقى مواقع تصوير ويكون له رؤية يحافظ من خلالها على هوية العمل ومتطلباته وعدم الدمج بين الماضي والحاضر ويستبعد الممثلات والممثلين الذي يريدون الظهور بكامل أناقتهم وجمالهم وكذلك الذين لا يملكون موهبة أو القدرة على تجسيد مثل هذه النوعية من المسلسلات، كما ان الأعمال الدرامية التراثية تبرز ممثلين وتقدم للساحة أصحاب قدرات ابداعية.
يبقى أنه يجب أن يكون هناك دور حقيقي لوزارة الإعلام في دعم مثل هذه النوعية من الأعمال وتوفر لها على الأقل بنية تحتية من خلال بناء مدينة تراثية بالتنسيق مع الجهات المختصة بدلا من التصوير في المزارع والجواخير، فلا يمكن للمنتجين الذين يبذلون جهودا كبيرة لتقديم دراما تراثية ان يتحملوا كل هذا العبء دون أن يكون هناك دور للمؤسسات المختصة إذا اردنا ان نقدم اعمال تراثية للأجيال الجديدة تشاهد من خلالها عبق الماضي والعادات والتقاليد وتضحيات الأجداد ليكون لدينا أيضا حاضر نفخر به.


مسلسل "محمد علي رود" حقق نجاحا كبيرا في رمضان الماضي
آخر الأخبار