الدراما الكويتية هزمت "كورونا" بالضربة القاضية

كتب - مفرح حجاب:


لم تستسلم الدراما الكويتية لجائحة "كورونا"، وتمكنت من هزيمتها بالضربة القاضية على أرض الواقع، وذهبت كل التوقعات أدراج الرياح إذ كانت تؤكد في مجملها على تراجع الصناعة وانخفاض أسعار الأعمال وأجور الممثلين وغيرها من التكهنات، التي ساقها العديد من العاملين في الساحة دون وجود دليل واضح، فما حدث انه كان هناك حالة من التعطش الدرامي في القنوات الفضائية التي استهلكت كما كبيرا من المسلسلات عرضت خلال فترة الحظر وتفشي "كورونا"، وأصبحت بحاجة إلى تجديد خارطة برامجها، فضلا عن دخول منافس كبير لتلك القنوات ممثلا بالمنصات الرقمية والتطبيقات، التي تعرض دراما بأقل تكلفة وتجني منها أرباحاً كبيرة، ولذلك بات هناك حالة من الزحام الكبير في الكويت تحديدا لتصوير الأعمال الدرامية. فمن يتابع الساحة الفنية الآن سيجد ان المنتجين نجحوا تماما في التعامل مع الإجراءات الاحترازية لفيروس "كورونا" دونما مخالفة، وتجلى هذا في تصوير مجموعة من الأعمال وزيادة مواقع التصوير رغم ان هناك بعض المشاكل التي تواجههم، خصوصا في عدم توافر "لوكيشنات" كثيرة لأن اصحاب البيوت يخشون تأجيرها خوفا من الجائحة كما ترفض بعض المؤسسات الأهلية والحكومية التصوير لمنع انتقال عدوى الفيروس لكنهم تغلبوا على هذا الأمر من خلال بناء مواقع واستخدام ديكورات وغيرها.
الأمر الأهم هو اتجاه الفضائيات والعديد من المنصات الرقمية والتطبيقات إلى الكويت كسوق مهم لصناعة الدراما، وهذا نابع من إيمان هذه المؤسسات بكفاءة العنصر الكويتي سواء الفنانين أو الفنيين والمنتجين وغيرهم في صناعة الدراما، وهو أمر طبيعي في ظل وجود مؤسسات أكاديمية متخصصة تخرج منها أجيال منذ عشرات السنين.
كما أن شجاعة الفنانين الكبار ومشاركتهم في الأعمال وتواجدهم في الدراما رغم تقدمهم في العمر وعدم فزعهم من "كورونا" كان له دور كبير في استمرار العمل لإيمانهم برسالة الفن الاجتماعية، خصوصا الفنان الكبير سعد الفرج، الذي يصور حاليا مسلسل "مطر صيف" مع المخرج مناف عبدال والمؤلف ياسر حمداني، ويشاركه البطولة نور وحسين المهدي وحصة النبهان وأحمد مساعد ومشاري المجيبل، وغيرهم، كذلك اعلنت الفنانة الكبيرة حياة الفهد، الاستعداد لتصوير مسلسل "مارغريت" مع الفنان حسن البلام ونخبة من الفنانين، بإدارة المخرج باسل الخطيب، وتأليف محمد وعلي شمس، وإشراف عام يوسف الغيث، ويؤكد إتخاذ الفهد هذا القرار ذكائها في ظل ظروف أزمة "كورونا"، حيث أرجأت الجزء الثاني من "أم هارون" الذي أطلق عليه "عرش الطاووس"، لأنه يحتاج التصوير خارج الكويت والظرف الحالي فيه صعوبة وهو أمر يحسب لها.
كما كان للجيل الثاني حضور مهم عبر تصوير مجموعة أعمال، منهم الفنانان داود حسين وإبراهيم الحربي من خلال مشاركتهما في مسلسل "بو طار" مع الفنانين مرام البلوشي وعبدالله الخضر وعبير الجندي وأحمد العونان من تأليف بندر طلال السعيد وإخراج ثامر العسلاوي، كذلك دخلت الفنانة هدى حسين السباق بصحبة الفنان جمال الردهان بمسلسل "الناجية الوحيدة" تأليف الكاتبة منى النوفلي وإخراج هيا عبدالسلام في تحد درامي من نوع مختلف، أما الفنان طارق العلي، فيعود الى الكوميديا بمسلسل "غريب" ويشاركه مجموعة كبيرة من الفنانين منهم أحمد الفرج، شهاب حاجية، فاطمة الطباخ، رانيا شهاب، فيصل السعد، عبدالله البصيري، إبراهيم الشيخلي، من تأليف عبدالله بالعيسى وإخراج نعمان حسين، وفي وسط هذا الزحام كان للشباب تواجد مهم من خلال مسلسل "الروح والرية" للمؤلفة أنفال الدويسان والمخرج منير الزعبي، الذي يتعاون للمرة الثالثة مع المؤلفة، حيث استعان بالفنانين يعقوب عبدالله، هبة الدري، ريم ارحمة، فهد البناي، إيمان الحسيني وإبراهيم الشيخلي وغيرهم ويسلط الضوء على قضايا اجتماعية تعتمد على الجيل الجديد، كذلك قدم المخرج عباس اليوسفي سباعية "عالقون" مع المؤلفة نوف السلطان واستعان أيضا بكوكبة من الشباب منهم بثينة الرئيسي وبشار الشطي وعبدالله التركماني والفنان عبدالعزيز الحداد ليقدم نصا فلسفيا مختلفا تماما في تصويره وإخراجه، كل ذلك من شأنه أن يوفر للموسم الجديد وجبة درامية كبيرة ودسمة، خصوصا أن هناك مسلسلات جديدة أيضا بدأ العمل فيها مثل "أنا بعد أحبك" للمخرج خالد جمال وهناك استعداد لتصوير الجزء الثاني من مسلسل "أمر اخلاء" للمخرج عبدالرحمن السلمان، بطولة فوز الشطي وعبدالله التركماني وغيرهما، كما يقوم المنتج عبدالعزيز الطوالة بالانتهاء من تصوير مسلسل تراثي في الأردن لم يكشف عن تفاصيله.