الدرس اللبناني!

طلال السعيد

خرج اللبنايون كلهم، عن بكرة ابيهم، في ثورة ضد الفساد والمفسدين بعد ان ازكمت رائحة الفساد انوفهم، وأضرت بهم، واجلستهم على بساط الفقر، فلكل لبناني معاناة، ولكل عائلة ألم، والوجع الأكبر وجع الوطن الذي يشعر اللبنانيون انه سرق منهم، حتى المنتمين للأحزاب، والذين كانوا متحمسين لها، اكتشفوا، بعد فوات الأوان، ان خسارتهم كبيرة، وان الانتماء الحقيقي للوطن وليس للحزب، لذلك خرجوا كلهم إلى الشارع للتكفير عن خطاياهم بحق وطنهم، ولمحاولة استعادة وطنهم المخطوف من خاطفيه، فقد كان الانتماء الحزبي والطائفي والمذهبي اهم من الانتماء الوطني، والنتيجة جاع المواطن، وانتفخت جيوب أمراء الطوائف، وتبخرت الوطنية ليحل محلها الحزب، والمذهب، والطائفة!
نحن هنا في الكويت بنعمة نحسد عليها، يشعر بها غيرنا اكثر بكثير مما نشعر به نحن، فقد كدنا نصل إلى ما أوصل اللبنانيين أنفسهم وبلدهم اليه، حين الغوا عقولهم وسلموا أنفسهم وبلدهم إلى أمراء الطوائف، والأحزاب، وها نحن نرى النتيجة على الهواء مباشرة!
نحمد الله عز وجل ان قيادتنا الحكيمة كانت ابعد منا نظرا، وأكثر منا حنكة وحكمة، فانتبهت لما لم ننتبه له، وأعدت العدة فأنقذت البلاد والعباد من شر الاشرار الذي كاد يحل بنا تحت مسمى "الربيع العربي" تارة، والحراك الشعبي تارة أخرى، وكلها مسميات تذهب بالشعوب إلى الهاوية!
فهل نستفيد من الدرس اللبناني، ونأخذ العبرة والعظة مما يجري أمامنا، وتتناقله المحطات الفضائية اللبنانية على الهواء مباشرة، ونحصن عقولنا، وقلوبنا، ووطننا من الولاءات الجانبية، ونبتعد عن الأحزاب ومخرجاتها ومخططات السراديب؟
فهذا البلد الجميل الرائع لبنان تتسابق السفارات الخليجية لإجلاء رعاياها منه، وتنصح الدول الأخرى رعاياها بعدم السفر إليه خوفا مما هو آت!
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يكشف عن لبنان واهله الغمة، كما نسأله ان يحفظنا في بلادنا، وينصر ولاة امورنا ويتم علينا نعمته...آمين.