السبت 20 سبتمبر 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

الدعاء... قوة للضعيف وطريق الفوز بجنة الخلد

Time
الخميس 30 مايو 2019
السياسة
إعداد - رحاب أبو القاسم:


شهر رمضان، تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام، فيه ليلة خير من ألف شهر، لذلك يغتنم المسلمون هذا الشهر للتقرب من الله وتطهير النفس وتهذيبها، فيتسابقون إلى الطاعات والعبادات والخيرات، إنه بحق شهر الفضائل.


الدعاء، من أعظم العبادات وأجلِّها في شهر رمضان، أعظم شهور العام، وهو مناجاة العبد لربه في خشوع وخضوع، وبنية صافية ويقين كامل بأن الله سبحانه وتعالى لن يرد هذا الدعاء، لقوله عز وجل: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ".
والعبد في هذا الشهر الكريم، أقرب ما يكون لربه، لهذا يجد فيه فرصة للدعاء والإلحاح في طلب الرزق والمغفرة، والله سبحانه وتعالى أمرنا به، لقوله: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ"، فهذه الآية توضح أهمية
الدعاء وأن من ينكره ويتكبر على الله عز وجل ولا يدعوه، سيكون تعبير واضح عن ضعف إيمانه بالله سبحانه وتعالى ويكون جزاؤه جهنم.
ومن فضل الدعاء أنه طاعة وعبادة لله سبحانه وتعالى، قال النبي عليه الصلاة والسلام: الدعاء هو العبادة، ووصفه الرسول الكريم بأنه أكرمُ عبادة على الله، حيث قال: ليس شيءٌ أكرم على الله عز وجل من الدعاء، وفيه رد الحق للضعيف واستقواء للمظلوم، ودليل قوي على قوة إيمان العبد بربه. ولفضله العظيم، تم ذكره في عدد من الآيات القرآنية، حيث ذكر في (209) آيات مقاربة لألفاظ العبادة التي وردت في (271) آية تأكيدا لكون الدعاء هو الأصل في العبادة، وحث عليه رسولنا الكريم، حيث صرح بأن الله سبحانه وتعالى يستحي من رد دعوة الداعي، قال: "إن ربكم حي كريم يستحي من عبده أن يرفع يديه إليه فيردهما خائبين". كما أدرك صحابة رسول الله أهمية الدعاء، امتثالًا لرسول الله، ورغبة في الثواب، فكانوا يداومون على مناجاة الله في خشوع وخضوع، وقد وجههم رسولنا الكريم بالطريقة الصحيحة للدعاء، إذ قال لهم صلى الله عليه وسلم.أيها الناس أربعوا على أنفسكم إنكم لستم تدعون أصم ولا غائًبا إنكم تدعون سميعا بصيرًا إن الذين تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته".
ودعاء الصائم في الشهر الكريم، تأكيد قوي لمظاهر العبودية لله سبحانه تعالى، ودليل على قوة ارتباط العبد بربه، التي تفتح له أبواب الرحمة والمغفرة، كما أن الدعاء مانع أكيد من مصائب كثيرة كما جاء في الحديث:لا يرد القضاء إلا الدعاء. وقوله تعالى:" قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا"، كما أنه سبب لانشراح الصدر، وتفريج الهم، وزوال الغم والحزن، وتيسير لأمور العبد.
وكباقي العبادات توجد شروط للقيام بهذه العبادة على النحو الصحيح، يأتي على رأسها طهارة العبد واستقباله للقبلة أثناء القيام بها، على أن تكون النية خالصة لوجه الله عز وجل مع استحضار القلب، بجانب الإخلاص لله تعالى في الدعاء وعدم إشراك أحد معه، وأن يكون في الخفاء بعيدًا عن التظاهر بها أمام العباد، لقوله تعالى: "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ". مع تحري الصدق والقيام بالأعمال الصالحة دون غيرها، والبعد عن كل ما حرمه الله تعالى، فقد قال صلى الله عليه وسلم في حديثه: الرجلَ يطيلُ السَّفرَ. أشعثَ أغبَرَ. يمدُّ يدَيه إلى السماءِ. يا ربِّ، يا ربِّ، ومطعمُه حرامٌ، ومشربُه حرامٌ، وملبَسُه حرامٌ، وغُذِيَ بالحرام. فأَنَّى يُستجابُ لذلك. بالإضافة إلى اليقين الكامل بأنّ الله تعالى لن يرد الدعاء، كما أنه من المستحب أن يبدأ العبد دعاءه بالحمد والثناء على الله سبحانه وتعالى، وأن يعقبه الصلاة على أشرف الخلق رسولنا الكريم. وأن يناجي العبد ربه في الدعاء بأسماء الله الحسنى، سواء كانت بالمغفرة أو الرحمة، أو طلب الرزق، وغيرها، وعليه الاستمرار في الدعاء والإصرار عليه، فالله تعالى إمّا أن يستجيب لدعاء العبد في القريب، أو يحميه من أذى ما، أو يؤجل الإجابة ليوم القيامة وفي جميع الحالات فالعبد هو الفائز برحمة الله
عز وجل.
آخر الأخبار