الاثنين 30 سبتمبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

الدكتور الفقيه القاضي وحيد رأفت ثاني رئيس للفتوى والتشريع 1964

Time
الخميس 08 يونيو 2023
View
10
السياسة
د. كاظم بوعباس

لا شك أن دراسات فقه القانون الاداري لم تزدهر في مصر إلا بعد إنشاء مجلس الدولة عام 1946؛ قبلها كان الفقه الاداري طفلا يحبو؛ لذلك فإن الفقهاء الذين كتبوا في مرحلة ما قبل عام 1946، يستحقون أن نرفع لهم القبعات؛ فهم الذين تعرضوا لتخفيف الصدمات الاولى في التأليف في هذا الفرع القانوني الناهض.
ومن هؤلاء محمد عبد الله العربي، ووايت ابراهيم، ومصطفى كامل، ومصطفى الصادق؛ لكن يأتي على قمتهم المرحوم العلامة الدكتور وحيد فكري رأفت.
ويعد كتاب في مبادئ القانون الاداري، الذي أصدره الفقيه الكبير عام 1938؛ ويقع في أكثر من ثمانمائة صفحة! وهو من اوائل مؤلفات القانون الاداري المتعمقة في العالم العربي،
وهذا يدفعنا الى بعض الحديث عن العلامة المناضل وحيد رأفت.
فقد ولد الفقيه الكبير عام 1906؛ وعندما حصل على شهادة البكالوريا من مدرسة السعيدية كان الأول على الجمهورية؛ والتحق بكلية الحقوق جامعة فؤاد (القاهرة حاليا) وحصل على ليسانس الحقوق عام 1926.
بعدها سافر الى فرنسا وحصل على الدكتوراه عام 1930؛ وعندما عاد إلى مصر مارس التدريس بالجامعة حتى عام 1942؛ وهو العام الذي قدم فيه استقالته نتيجة لخلاف بينه وبين العميد العلامة علي بك بدوي.
بعدها عمل وحيد رأفت بالقضاء المختلط ثم بالقضاء الأهلي؛ وعندما أنشىء مجلس الدولة عام 1946عمل في المجلس؛ وتقدم باستقالته على إثر خلاف شهير بينه وبين السنهوري، وأعضاء قسم الرأي بالمجلس؛ حيث كان السنهوري يريد بحسن نية تدعيم سلطة الثوار في ثورة يوليو، وكان يريد استصدار فتوي من قسم الرأي تجيز لأعضاء مجلس قيادة الثورة عدم دعوة برلمان الوفد للانعقاد.
وبينما وافق جميع أعضاء قسم الرأي تصدى لهم وحيد فكري رأفت رافضا هذا الرأي، ومؤكدا أن القول بهذا الرأي سوف يكون بداية لتأسيس الديكتاتورية في مصر؛ ثم تقدم باستقالته؛ وعمل محاميا مرموقاً.
وفي عام 1964 عمل رئيسا لإدارة الفتوى والتشريع في الكويت حيث اعقب الدكتور السنهوري الذي انشأ الادارة وترأسها عام 1960، التي ارست العديد من المبادئ القانونية والوظيفية قبل القضاء الاداري فى دولة الكويت؛ ثم عمل مستشارا لصاحب السمو امير الكويت عام 1972.
وجدير بالذكر أن الفقيه الكبير كان ضمن الفريق المصري في قضية تحكيم طابا.
وقد انتقل الفقيه الكبير الى رحاب الله تعالى عام 1978.
ومن مؤلفاته:
1- مبادئ القانون الدستوري بالاشتراك مع د. وايت إبراهيم 1937، ومبادئ القانون الإدارى 1938.ورقابة ‏القضاء لأعمال الدولة 1942،واتحاد الإمارات العربية المتحدة- دراسة وثائق 1971. والعالم العربي والستراتيجية السوفياتية المُعاصرة 1976. وفصول من ثورة 23 يوليو 1952 ‏‏(1978).
ودراسة فى بعض القوانين المُنظمة للحريات 1981. ومشكلة طابا بين مصر وإسرائيل "باللغة الإنكليزية".
لقد كان للعلامة وحيد رأفت دور كبير في النضال من أجل مصر؛ وقد كان شجاعا لا يخاف في الحق لومة لائم؛ وتعرض للسجن عام 1957؛ بسبب مقالة له عن النفوذ السوفياتي؛ ورغم أنه كان معارضا إلا أنه كان يحظى باحترام جميع الأطياف السياسية، بما فيها النظام الحاكم؛ لدرجة أن الرئيس الأسبق حسني مبارك بعث اليه الدكتور مفيد شهاب ليستشيره في كيفية حل مشكلة طابا.
وفيما بعد طلب منه مبارك أن يكون ضمن الوفد المصري للدفاع عن القضية؛ ووقتها طلب وحيد رأفت الاذن له بذلك من فؤاد سراج الدين رئيس حزب الوفد، واجتمعت الهيئة العليا للحزب ووافقت بالإجماع على ذلك. رحم الله الفقيه الكبير الدكتور وحيد رأفت.

كاتب كويتي
آخر الأخبار