طلال السعيدفي حديث صحيح عن الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) قال: "الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".الحمد لله الذي جعل الكويت واهلها بأيد وقلوب رحيمة ،يالله تعز الصباح، فدمعة سمو نائب الامير في ختام خطابه السامي في افتتاح مجلس الامة غالية على كل كويتي مخلص محب لهذه الارض، فهذه الدمعة الغالية لم تأت من فراغ، بل جاءت من شعور بعظم وثقل المسؤولية... هي دمعة رحمة بالكويت واهلها، وهي دمعة حرص وخوف على الوطن والمواطن، من راع يقدر عظم المسؤولية، ويعلم علم اليقين انه مسؤول امام الخالق عز وجل عن رعيته، وفي بعض الاحيان قد تعجز الكلمات عن التعبير عن محتوى القلب، فاما ان يصمت المتكلم او ان يتكلم بدموعه!خطاب نائب الامير لم ينته، ولكنه انهاه قبل نهايته، وفي ذلك تعبير بليغ جدا قد لا تتمكن الكلمات من ايصاله، وتعجز الحروف عن التعبير.
الشعور العام في الشارع الكويتي كان متفاعلا جدا مع خطاب نائب الامير، الذي تكلم بنبضه، وعكس هاجسه، وكأنما هو يسمع كل ما يدور بين الناس، وكانت عظمة الخطاب السامي قبل الختام في دعاء من القلب الكبير للبلاد والعباد، بان يكفيهم الله عز وجل شر الاشرار، وكيد الفجار، وشرور المتربصين بنا، وكأنه يقول للجميع حافظوا على بلدكم، فالاخطار تحيطكم من كل جانب، ولا يحفظ الديرة الا اهلها، لذلك عضوا عليها بالنواجذ. وقد لخص نائب الامير ببلاغة، ومن دون مط او اطالة مشكلاتنا اليومية، وطالب بوضع الحلول العملية لها، وهذا مايريده المواطن.ووعد بمراقبة عمل الحكومة، ومحاسبة المقصر، ووعد بالقضاء على الفساد، واهله وسبق وحذر النواب من الخروج عن حدود المسؤولية البرلمانية في خطاب الحل!الان اكتملت الصورة، فهذا ما يريده الشعب الكويتي، وهذه مسؤولية المجلس والحكومة، وهذا خطاب القيادة السياسية، فماذا بعد؟ضجت قاعة عبدالله السالم بالتصفيق قبيل ختام الخطاب، وكأن الناس كلها تقول لنائب الامير: "دمعتك غالية علينا جدا"، ومن كان يشاهد من وراء التلفزيون لم يتمالك نفسه فبكى، فهذا الحب الكبير الذي يحمله الشعب الكويتي لقيادته متأصل في نفوس الكويتيين، يتوارثونه جيلا بعد جيل، والقيادة السياسية تبادلهم حبا بحب، سواء من رحل الى رحمة الله، او من هو في سدة الحكم حاليا، ونقولها للتاريخ: الله يعز الصباح، والله وبالله وتالله، فليس لنا الا اسرة الحكم، فهم ارحم بنا من امهاتنا وآبائنا، حفظهم الله ورعاهم... آمين.