الأربعاء 09 أكتوبر 2024
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"الدوائر والأبواب"... صرخة عالية ضد التسلط!

Time
الثلاثاء 25 سبتمبر 2018
View
5
السياسة
صدر عن دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع رواية (الدوائر والأبواب) للكاتب الجزائري عبدالوهاب عيساوي، وهو الرواية الفائزة في مسابقة د.سعاد الصباح للإبداع الأدبي والفكري 2016 - 2017.
وقدّمت الدكتورة سعاد الصباح للاصدار بمقدمة موجزة أكدت فيها أن المسابقة موجهة للمبدعين العرب من جيل الشباب منذ ما يقارب ربع قرن، في الوقت الذي تكاد تغلق فيه أبواب النشر أمام مواهب الإبداع العربي.
وذكرت د.سعاد الصباح أن استحداث هذه الجوائز كان بوابة لدخول عشرات المبدعين في العلوم والآداب إلى عالم النشر ، وهو ما يشكل حافزاً لجيل الشباب على العطاء والتفوق.
تجدر الإشارة إلى أن الرواية مقسمة على 19 جزءاً، وفي كل جزء تفاصيل يغوص كاتبها بأسلوبه الأدبي وراء كشف ملابساتها وأحداثها التي تقع في الريف الجنوبي للجزائر، بما فيه من صحارى ممتدة وتداخلات قبائلية واجتماعية، مع حضور واضح للاستعمار الفرنسي وأثره على مناطق الجزائر المختلفة.
تقع رواية (الدوائر والأبواب) في ما يقارب 220 صفحة من القطع المتوسط، وتمتاز بغلاف أنيق وصورة توحي بمضمون الرواية وما تخفيه من أحداث خلف الأبواب.
وقال الناقد عذاب الركابي أن الرواية استوفت كلّ شروط السرد الساحر: لغة وأسلوباً وتكنيكاً وخيالاً وفكرة . . وأداء الكاتب – السارد ينم عن مهارة عالية ، وخبرة في اصطياد هذا الكم من السحر والخيال الممتع الجاذب في سرده وهي ترصد صراع الماضي والحاضر في صورة ( الأب) إمام الجامع ، و( الأبن) العابث المتحرر اللاهي الماجن. برفقة الإيقاع الصوفي الشفيف عبر أبجدية تقديس الماضي من خلال خيال باذخ النستولوحيا والتأمّل والغرائبية والفانتازيا العالية، وعوالم ما فوق الخيال من مصادر الجذب والجمال في السرد.
وقال ان في الرواية يتجسد فضاء الصحراء والريف والواحات عبر لغة حبرها خشوع الروح .. وهو خليط متناغم من الواقعي والحلمي والرومانسي والغرائبي.
أما الديني والتاريخي مصوغ فنيّا ، عبر تناص لفظي ومعنوي ، أعطى الأحداث ،وأخلاقيات الصحراء ، وسايكولوجية أهل البلد بعداً تأملياً .
بطل الرواية السرد الماضي بكل مفارقاته المفضي إلى الحنين والنستولوجيا العالية . وتبدو العاطفة الصادقة الجياشة في إظهار قسوة المحتل الفرنسي على أبناء البلد الشرعيين في أساليبه غير الإنسانية .
مع توظيف جيد لهذا الخليط المتناغم من الواقعية والغرائبية وعبق الميثولوجيا الراسخة في الأذهان ، وهي عبر فلسفة السرد عنوان الزمان والمكان.
كما يبدو جمال السرد البصري الفوتوغرافي ، والمشهد السينمائي شديد المهارة ، متقن الأداء والإخراج والحركة، مع براعة في تجسيد لغة الجسد .. والجسد طاغ في لغته واستعاراته ، وبلاغة العاطفة وسلطة الشهوة .. وهذا يحسب للسارد وهو يتحكم بمفردات سرده وجمله الرشيقة ، ويلهو بالاستعارات النابضة بالتامل والحكم.
الرواية صرخة عالية ضدّ الظلم ، ورفض أي سلطة ابتداء من سلطة (الأبوة) والسلطات الحاكمة ، وانتهاء بسلطة الاحتلال، تقديساً للحرية – المرادف للوجود .
آخر الأخبار