السبت 28 سبتمبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولار يعيق انضمام الكويت إلى "بريكس"
play icon
المحلية

الدولار يعيق انضمام الكويت إلى "بريكس"

Time
السبت 26 أغسطس 2023
View
2225
السياسة

التكتل ضم دولاً جديدة واستثنى البلاد… "الاختلاف الاقتصادي لا يفسد لكسر الهيمنة قضية"

  • د.صادق البسام: الكويت تتعامل نفطياً بسلة عملات ولن تتأثر في وجود عملة البريكس
  • أمير المنصور: تقوية الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل حتى تقبلنا الكيانات الجديدة

ناجح بلال

في وقت كانت فيه السبّاقة على الانفتاح شرقا وجنوبا، جاء قرار توسعة منظمة "بريكس" مفاجئا للرأي العام الكويتي، لعدم شمول الكويت ضمن التوسعة المرتقبة للمنظمة التي يعول عليها كثيرا للعب دور عالمي مؤثر في الفترة المقبلة لاسيما اقتصاديا في ظل الخلل الجيوستراتيجي الذي يعانيه العالم بعد جائحة كورونا والحرب الروسية- الاوكرانية، خصوصا ان التوسعة شملت ثلاث دول عربية اثنتان منها خليجيتان.
واعلن رئيس جمهورية جنوب افريقيا سيريل رامافوزا يوم الخميس الماضي في اختتام اجتماع بريكس عن دعوة التحالف ستة دول للانضمام إليها، شملت 3 دول عربية وهي السعودية والإمارات ومصر، إضافة إلى إيران والأرجنتين وإثيوبيا، موضحا أن العضوية للأعضاء الجدد ستكون سارية انطلاقا من مطلع العام المقبل باعتبار ان التحالف "شراكة متكافئة للدول التي تتبنى آراء مختلفة لكنها ترى مستقبلا مشتركا". وفي وقت سارعت مصادر "مسؤولة" محلية تسجيل موقف بالحديث عن عدم تقديم الكويت طلب للانضمام لهذا الكيان، كشفت وسائل اعلام جنوب افريقية ووسائل اعلام مختلفة عن رغبة اكثر من 40 دولة الانضمام الى المنظمة والكويت كانت من الدول التي ذكرها المسؤولون و"المتقدمة بطلب انضمام" الى جانب بوليفيا والبحرين وبنغلادش وبيلاروسيا و……
وتفتح "السياسة" ملف "الكويت- بريكس" على مصرعيه بالاطلاع على رأي الخبراء والمحللين المحليين حول هذه المنظمة واهمية انضمام الكويت اليها من عدمه، والفوائد من الانضمام اليها ودورها في مستقبل الخريطة الجيوسياسية العالمية.

آراء الخبراء
تباينت آراء الخبراء المحللين حول اهمية الانضمام الى منظمة "بريكس" فمنهم من رآها ضرورية لتقليص هيمنة الولايات المتحدة الاميركية على الاقتصاد العالمي والذي يعود بالنفع على الكويت واخرون رأوها خطرا على استثمارات البلاد الهائلة في الدول الغربية باعتبار ان هذه المنظمة من شانها التحول الى كيان جيوسياسي معاد للغرب عاجلا ام اجلا.

دولة ضعيفة اقتصادياً
وفي هذا الشأن، رأى العميد السابق لكلية العلوم الإدارية والخبير الاقتصادي د.صادق البسام انه لا تاثير اقتصاديا محليا بانضمام الكويت لمجموعة "بريكس" خصوصا ان العملة الكويتية مرتبطة بسلة من العملات العالمية وغير مرتبطة بالدولار وحده في حين سيكون التاثير على استثماراتها الخارجية في الدول الاوروبية في حال الانضمام.
واعتبر البسام ان نجاح مجموعة بريكس في تحقيق اهدافها قد يكون له اثر على تعاملات الدولار واليورو، مستبعدا نجاح التجمع لان روسيا تعاني من ويلات حربها مع أوكرانيا كما أن الصين تعاني من صعوبات تنموية في حين ان الهند ذات المكانة الاقتصادية الكبيرة الا انها تصنف ضمن دول العالم الثالث، مشيرا الى ان وضع الدول الأخرى التي ضمت للبريكس مؤخرا أضعف اقتصاديا من المؤسسين.
وأضاف د.البسام أن على الكويت أن تعيد حساباتها وتعمل وفق دراسات اقتصادية دقيقة تتملس فيها إيجابيات الانضمام للبريكس من عدمه، خصوصا أن التنافس القادم بين هذه المجموعة الاقتصادية الجديدة وبين أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي يتطلب التأني باعتبار الكويت ليست من الدول المصدرة للمنتجات باستثناء النفط.

بروز "بريكس" الكبير
من جانبه، رأى المحلل والخبير الاقتصادي محمد رمضان أن مجموعة البركس في توسعها الاخير ضمت دولا ذات ثقل تجاري واقتصادي وموقع جغرافي متميز ولذا تم ضم السعودية والامارات وإيران من آسيا ومن أفريقيا مصر لوجود قناة السويس الممر المائي الدولي للتجارة العالمية، فضلا عن إثيوبيا باعتبارها دولة مصب المياه في دول افريقيا.
وقال رمضان إنه رغم ما قيل إن الكويت طلبت الانضمام لمجموعة "بريكس" ولكنها غير محتمسة بصورة كبيرة حيث إنها لاتسعى للانضمام لأي تحالف اقتصادي ضد الولايات المتحدة الامريكية أو ضد الدولار.
وأوضح أن البروز الكبير لقمة بريكس الاخير رغم مرور عشرات السنوات على تاسيسها هو المساعي للحد من هيمنة الولايات المتحدة بعدما جمدت مليارات الدولارات لروسيا عن طريق فرض العقوبات لذلك تسعى المجموعة تفويت أي هيمنة أو عقوبات على الدول التي تنضم إليها فضلا عن أن الانضمام لتلك المجموعة سيزيد من حجم التبادل التجاري والاقتصادي بالعملات المحلية لكل دولة إلى أن ترى عملة "بريكس الموحدة" النور" في المستقبل مع زيادة عدد الدول المنظمة اليها.
واعتبر ان من الامور الاخرى غير المجدية لانضمام الكويت لبريكس هو عدم وجود صناعة في الكويت كما هو الحال في السعودية والإمارات، مؤكدا أن تحالف بريكس لن يلغي دور الدولار ولكن سيكون العالم مقبلا على التعامل المالي من خلال سلة عملات خاصة للدول المشاركة في البريكس.
من جانبه، اعتبر المحلل المالي والخبير الاقتصادي أمير المنصور أن الكويت لاتمتلك صناعة حتى ترغب مجموعة بريكس أو غيرها بضمها، حيث لا توجد سوى السلعة النفطية التي تذهب معظم عوائدها على الرواتب، مستشهدا بما صرح به النائب د.حسن جوهر عندما قال إن ميزانية الكويت 17 مليار دينار والرواتب 15 مليار دينار، موضحا أنه يفترض محاسبة كل من ساهم في تراجع الاقتصاد الكويتي وسعى لبقاء حاله دون تنويع مصادر الدخل.
واشار الى أن الكويت قبل ان تطلب الانضمام لأي منظمة اقتصادية عليها أولا أن تسأل نفسها ماذا ستفعل لو تراجعت أسعار النفط لدون المستوى كما حدث في السنوات السابقة؟
يذكر ان الدورة 15 لقمة "بريكس" نظمت في جوهانسبورغ في جنوب افريقيا في الفترة من 22 الى 24 اغسطس الجاري تحت شعار "بريكس وإفريقيا.. شراكة من أجل نمو متسارع وتنمية مستدامة وتعدّدية شاملة" واجتمع فيها إضافة إلى قادة البلدان الخمسة لمجموعة "البريكس"، رؤساء دول وحكومات يمثلون 67 بلدا من إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا والكاريبي ومسؤولي منظمات دولية وإقليمية.

لافروف حدد معايير الانضمام: هيبة وموقف الدولة

مع انضمام دول جديدة بينها عربية لمجموعة بريكس، قال وزير الخارجية الروسي إن المعايير التي أخذت في الاعتبار لدى مناقشة توسع المجموعة، كانت تشمل وزن وهيبة الدولة ومواقفها في الساحة الدولية.
وقال سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي الخميس الماضي في ختام قمة "بريكس" في جنوب أفريقيا: "النقاشات حول توسيع "بريكس" كانت مكثفة. لم تخلُ من مشاكل، لكن بشكل عام كانت كل دولة تستهدف اتخاذ القرار بضم أعضاء جدد.
وأضاف: المعايير والإجراءات بالنسبة للمنضمين الجدد أخذت بعين الاعتبار، لكن الاعتبارات الأهم لقبول عضوية دولة من الدول المرشحة كانت هيبتها ووزنها "السياسي" وبطبيعة الحال، موقفها على الساحة الدولية، لأن الجميع متفقون على أن نوسع صفوفنا من خلال ضم ذوي أفكار مشتركة". وأوضح لافروف أن من الدول التي تحمل الأفكار المشتركة، تلك التي تؤيد تعددية الأقطاب، وضرورة جعل العلاقات الدولية أكثر ديمقراطية وعدالة، وزيادة دور الجنوب العالمي في آليات الحوكمة العالمية.
واعتبر أن انضمام الأربع الأخيرة إلى "بريكس" يثري المجموعة بما لهذه الدول من إرث حضاري عربي وإسلامي.

تحالف جيوسياسي

وفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فان الحرب التجارية بين بكين وواشنطن والحرب في أوكرانيا، اعادت الجدل بشأن وضع "بريكس"، مع اهتمام عشرات الدول للانضمام، مع تنوع توجهاتها واقتصاداتها.
ورات الصحيفة أن التكتل يخاطر بأن يصبح تحالفا جيوسياسيا بشكل أكثر وضوحا، في محاولته لإعادة التوازن إلى القوة العالمية، مضيفة ان مبعوث الصين في جنوب افريقيا اعتبر أن المزيد من الدول تأمل في الانضمام إلى "بريكس" لحماية مصالحها المشروعة، ليكون التوسع هو الثاني فقط في تاريخ المجموعة.
ووفق المنصة الرسمية لفعاليات القمة الـ15 لدول "بريكس"، ونظرا للمصالح المتزايدة، فإن الأعضاء المؤسسين على استعداد لفتح أبواب المجموعة لتوسيع عضويتها، وسيطلق عليها اسم "بريكس بلس" أو "بريكس +"، على غرار مجموعة "أوبك بلس".
وتمثل مجموعة "بريكس" نحو 56.65 تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، أي 40 بالمئة من سكان العالم و26 بالمئة من الاقتصاد العالمي.

فوائد انضمام الكويت

يمكن للكويت ان تستفيد تجارياً وصناعياً من ظهور منظمة البريكس وفي عدة مجالات ابرزها:

● تأسيس مناطق حرة منها مدينة صناعية لدول البريكس على مساحة كبيرة بالقرب من ميناء مبارك الكبير.
● تأسيس عشرات التوربينات الهوائية ومصادر الطاقة المجددة لصالح المناطق الصناعية لتأمين الكهرباء.
● تأسيس بنك في المناطق الصناعية لتحويل الأموال بين دول البريكس والعالم لتمويل لاستيراد والتصدير.
● تأسيس مدينة سكنية جديدة بنظام حديث بجانب المدن الصناعية لسكن العمال والمستثمرين الأجانب.

الرغبة في الانضمام إلى "بريكس"… لماذا؟

وفق مسؤولين في جنوب افريقيا، فان الكثير من الدول تسعى للانضمام إلى مجموعة "بريكس" رغبة في الاستفادة من المميزات الاقتصادية والسياسية التي تتيحها، فضلا عن البحث عن عالم متعدد الأقطاب لا تسيطر عليه دول أو مجموعة بعينها، وخلق حالة من التوازن بالاقتصاد العالمي، حيث اكدوا ان 23 دولة قدمت حتى الآن من أصل ما يزيد على 40 دولة تبدي رغبتها طلبا للانضمام للمجموعة. ويثير موضوع توسيع المجموعة خلافا بين الدول الأعضاء، ففي الوقت الذي تتحمس به الصين وروسيا لتوسيع التكتل وزيادة نفوذه، تتوجس الهند من الخطوة.
الدول التي طلبت الانضمام إلى "بريكس" رسميا، هي الإمارات ومصر والجزائر والأرجنتين والبحرين وبنغلاديش وبيلاروسيا وبوليفيا وكوبا وإثيوبيا وهندوراس وإندونيسيا وإيران وكازاخستان والكويت والمغرب ونيجيريا وفلسطين والسعودية والسنغال وتايلاند وفنزويلا وفيتنام.

عالم متعدد الأقطاب… تبعات التوسع

حدد تقرير لموقع "سكاي نيوز عربية"، تبعات توسع "بريكس" وضم بلدان جديدة، في عدد من النقاط اهمها:

● الانتقال إلى عالم متعدد الأقطاب، حيث توجد أكثر من مجموعة أو كتلة".
● التوسع أمر طبيعي إذ تسعى جميع الدول إلى أسواق واستثمارات جديدة.
● تمكنت من إنشاء بنك جديد وهناك مناقشات لايجاد عملة جديدة وموحدة.
● تقديرات بأن يفوق ناتج التحالف في 2030 ناتج مجموعة الدول السبع
● تحول كبير في العلاقات الدولية في المجال الجيوسياسي والجيواقتصادي.

آخر الأخبار