منوعات
الدويش: فيلكا واحدة من محطات حضارة مملكة دلمون
الأحد 24 فبراير 2019
5
السياسة
ألقى الدكتور سلطان الدويش على مسرح الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح في رابطة الأدباء الكويتيين محاضرة حول "مملكة دلمون في أرض الكويت" قدم المحاضرة الباحث خالد طعمة.تناول الدويش بالشرح والبحث والصور الضوئية نشأة مملكة دلمون في جزيرة فيلكا خلال الألف الثاني قبل الميلاد.واستهل حديثه بالقول: الخليج العربي من أهم مناطق الشرق الأوسط التي كانت تمر بها الطرق التجارية القديمة، ويعتبر همزة الوصل بين بلاد البحر الأبيض المتوسط وآسيا وشبة الجزيرة العربية".مشيراً إلى حضارة "دلمون" التي تشمل فيلكا والبحرين، وساحل شرق الجزيرة العربية، وأن نتائج الكشف الأثري في فيلكا أشارت إلى وجود مستوطنة تعود إلى فترة 2000ق. م . وذلك استنادا إلى المكتشفات الأثرية التى تم العثور فيها على جرار فخارية كبيرة الحجم للتخزين، وأواني وأختام من الحجر الصابوني، ومخلفات من معدن البرونز.واوضح الدويش أن جزيرة فيلكا تقع في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة الكويت العاصمة، وتبعد عنها مسافة عشرين كيلومتر بحريا، ويبلغ أقصى طول للجزيرة خمسة عشر كيلومتر ، كما يبلغ أقصى عرض لها ستة كيلومترات.ومعظم سواحل الجزيرة رملية، ماعدا السواحل الجنوبية الغربية منها، حيث يصل ارتفاعها إلى عشرة أمتار عن سطح البحر، ويأخذ بالانحدار في اتجاه الغرب.وتتميز الجزيرة بكثرة آبارها العذبة، وقد اشتهرت بخصوبة أراضيها وصلاحيتها للزراعة، كما توافرت فيها العوامل الأساسية لقيام الحضارات على أراضيها، ووفرة الموانئ الطبيعية، ووفرة المياه العذبة، وخصوبة التربة، حيث أنها تتمتع بموقع ستراتيجي مهم، فهي تقع على طرق التجارة الإقليمية والعالمية.كما تطرق الدويش إلى البعثات الاستكشافية، ومنها الأميركية والسلوفاكية واليونانية، بالإضافة إلى أهم الكتابات المسمارية التى تحدثت عن دلمون، منها النص المسماري الآشوري والذي كتبه ملك آشور العظيم سرجون حيث يذكر فيه بيري ملك دلمون: "الذي يعيش كالسمكة على بعد ثلاثين يبرو (ساعة مزدوجة) هناك في وسط البحر التي تشرق منه الشمس".ونص مسماري آشورى كتبة آشور بانبال ملك آشور وصف دلمون بأنها في وسط البحر الأسفل وغيرها.وأشار المحاضر بالشرح والصور الضويئية إلى مواقع المستوطنات السكنية، حيث أن أهم البقايا المعمارية في الجزيرة هي المدينة الدلمونية التى تحتوى على وحدات سكنية، ومعابد، خصوصاً معبد الاله "أنزاك" كبير آلهة "دلمون" ومن تلك المواقع ذكر المحاضر المدينة الدلمونية، والمعبد البرجي، وميناء الخضر، وقصر الحاكم، وموقع العوازم.وقال فيما يخص الأختام: عثر على عدد كبير من الأختام في الجزيرة بلغ 650 ، أغلبها أختام "دلمون" الدائرية الشكل، واستخدمت الأختام للتعرف على الممتلكات الشخصية، ومن ضمنها ختم للمقتنيات الثمينة لحفظها من السرقة، وكذلك ختم للعقود والبضائع التجارية، وتنوعت المواضيع الزخرفية التى حفرت على الأختام مابين الخطوط والأشكال الهندسية البسيطة، والمشاهد الطبيعية، ورسوم الأشخاص والحيونات".وأضاف: بعض أختام فيلكا ذو أهمية ليس للقيمة الجمالية بل للإشارة التي تظهرها لتجارة الخليج في الإلف الثالث ق.م وهذه الأختام عنيت بالأسلوب الذي شاع في حضارة وادي النيل، وكان المصريون في السابق يميلون إلى تفضيل الأختام المستديرة، وفي نهاية الألف الثالث ق.م بدأو يتبنون الخاتم الجعلي الذي أصبح بيضاوي الشكل، وفي النهاية أصبحت الأختام الجعلية أحد أكثر المنتجات شيوعا في المملكة المصرية مع مخزون هائل من التصاميم الخاصة بها، أما الأمثلة التي أتت من فيلكا فقد كانت تصاميم خليجية على أحد الوجهين مصرية بشكلها الجعلي، وهذا يوحي أن تجارا مصريين قد أقاموا في فيلكا، حيث أنهم كانوا متجولين وقد يكون لديهم أختام مصرية لختم بضائعهم، أو تجار دلمونيين يصدرون البضائع إلى مصرا".وعن فخار دلمون قال: في جزيرة فيلكا عثر على الفخار بكثرة في مواقع F3,F6 وموقع الخضر في شمال الجزيرة، عثر فيها على أوان فخارية كاملة، وعلى كسر فخارية كثيرة تعود إلى فترات زمنية متفاوتة ابتداءآ من مستهل الألف الثاني قبل الميلاد. وجدت معظم هذه اللقى داخل المباني أو بالقرب منها وكشف في المبنى الواحد عن أنواع عدة من فترات مختلفة في طبقات مختلفة نتيجة لاستمرار التوطن في مكان واحد وبناء البيوت الجديدة فوق القديمة.وأضاف: "من اللقى الفخارية التي كشف عنها في جزيرة فيلكا النوع المعروف بفخار بربار، نسبة إلى قرية في البحرين، ويعتبر هذا الفخار، إضافة إلى الأختام المسطحة المستديرة أهم عناصر حضارة دلمون التي ازدهرت في نهاية الألف الثالث وبداية الألف الثاني قبل الميلاد ومن اللقى الفخارية التي كشف عنها في جزيرة فيلكا النوع المعروف بفخار بربار، نسبة إلى قرية باربار في البحرين، ويعتبر هذا الفخار، إضافة إلى الأختام المسطحة المستديرة أهم عناصر حضارة دلمون التي ازدهرت في نهاية الألف الثالث.وختم الدويش بقوله: مازالت المواقع الأثرية في حضارة دلمون في جزيرة فيلكا لم تستكمل بعد، رغم مرور نصف قرن من الزمان، ونعتقد أن هناك الكثير من الكنوز والأسرار مدفونة أسفل التلال الرملية خاصة أسفل استراحة الشيخ احمد الجابر الصباح على تل سعد، وهناك معضلة أثرية في عدم العثور على مقابر لأهل دلمون في فيلكا حتى الآن سور قبل واحد في موقع الخضر يعود إلى دلمون المتأخرة. وربما استمرار التنقيبات في جزيرة فيلكا وبر الكويت ستحل الكثير من المعضلات في المستقبل.