الدويلة: الأغنية الشعبية حاضرة في كل زمان ومكان

كتب - فالح العنزي:


يعتبر الفنان حبيب الدويلة، من رواد الأغنية الشعبية في الخليج، تفرغ في السنوات الأخيرة لطرح الأغنيات الخاصة والمناسبات الوطنية واسمه حاضر في غالبية مؤسسات الدولة، يحرص الدويلة، على التواصل مع جمهوره من خلال الاغنيات المنفردة وآخرها "يا طير" التي كتبها سعد بن نعمان ولحنها الدويلة، وهي اهداء الى السعودية بمناسبة اليوم الوطني. كذلك يعيش حاليا نشوة انتشار مقطع من أغنيته القديمة "تضحك علي".
"السياسة" التقت الدويلة، في مزرعته الخاصة والمتوقع أن تتحول خلال الفترة المقبلة إلى متحف خاص، يقول الدويلة: "أكثر من أربعين عاما وأنا أحرص أشد الحرص للحفاظ على اسمي ومكانتي من خلال حسن اختياري لأعمالي الغنائية، خصوصا الشعبية منها، هذا مجالي وملعبي وتواصل الجمهور معي يتطلب أن أكون حاضرا في كافة المناسبات، والحمد لله ثقة مؤسسات الدولة في حبيب الدويلة، تمنحني دافعا لمواصلة العطاء من دون كلل أو ملل، وهذه الثقة ولله الحمد انتقلت خارج الكويت بتكليفات رسمية لتقديم أعمال تخص المناسبات الوطنية هناك.
وكشف الدويلة عن مفاجأة تخص جمهوره، قائلا: أعمل باجتهاد كبير على البحث والتنقيب في كل أرشيفي الغنائي من ألبومات على أشرطة الكاسيت أو أشرطة الفيديو إلى جانب المقابلات الصحافية والتكريمات والدروع والأوسمة والنياشين، هذه المقتنيات ستبصر النور لكن في متحف شخصي أعمل على تشييده في مزرعتي الخاصة، حيث توجد مساحات كبيرة يمكن استثمارها بشكل جيد.
وأضاف: تراودني الفكرة منذ سنوات، خصوصا أن إرث الفنان هو أعماله التي يتركها من بعده وأنا ولله الحمد أمتلك في جعبتي مسيرة حافلة بالاغنيات والانجازات والتكريمات من الكويت ودول الخليج، دروعا بالعشرات وشهادات تكريم وكتب شكر، مقتنيات بالمئات، لماذا لا يكون لدي متحف شخصي يوثق هذه المسيرة ليس شرطا يكون متاحا للعامة انما لمن يرغب في زيارة المتحف "عين له فراش وعين له غطا"، طبعا قطعت شوطا جيدا في احصاء المقتنيات تمهيدا لحسن توزيعها وتصنيفها بحسب الزمان والمكان، وبإذن الله بعد ما انتهي من التنفيذ سوف أدعو وسائل الإعلام لمشاركتي حفل الافتتاح.
ونفى الدويلة، أن يكون غائبا عن التواجد في الإعلام خلال السنوات الأخيرة وقال: على العكس أقوم بتلبية كافة الدعوات التي توجه لي داخل وخارج الكويت، كما أن ثقة مؤسسات الدولة ووزارتها لتكليفي تنفيذ أعمال خاصة بالمناسبات هذا تشريف ومحل تقدير بالنسبة لي ولعطائي، ربما لست مشاركا في الحفلات الغنائية التي يتم تنظيمها هنا وهناك، لأن تقديم ليلة من الغناء الشعبي بشكل محترف يليق بسمعة هذا الفن العريق يحتاج إلى ترتيبات خاصة واستعداد جيد فالمسألة ليست "ترقيع".
وأضاف: الاغنية الشعبية لا تزال شامخة بعنفوانها وقوتها وأصالتها وحتى يستمر الحفاظ عليها بهذه المكانة لا يجوز قبول أي دعوة ما لم يكن الترتيب "صح"، لأن كل عمل فني غنائي يسجل باسم الدولة ممثلا بالمطرب، لذا ردي على كل من يسأل أين حبيب الدويلة من الجلسات الشعبية؟، أؤكد بأنني شاركت في أكثر من سهرة مع تلفزيون الكويت وكانت في ذروة ترتيبها الجيد من ناحية الفرقة الغنائية والايقاعيين والموسيقيين لكن خارج اطار تلفزيون الكويت في حال كانت هناك جلسة أو احتفالية أو سهرة يجب التحضير لها جيدا.
واعترض الدويلة، بشدة على مقولة "الزمان زمانا" التي بدأ جيل الشباب من المغنين ترديدها بشكل واضح خلال السنوات الأخيرة، في رسالة بأن لكل زمان دولة ورجالا وربما الموسيقى بقوالبها الحالية أصبحت هي التوجه الموسيقي المقبل، وفند الدويلة ذلك بقوله: كنت ومازلت من أوائل داعمي الاعمال الشبابية، بالعكس يوجد مغنون موهوبون يحتاجون التوجيه السليم وسيكونون في المستقبل رافدا للأغنية الكويتية مثلما كان جيلي رافدا لمن سبقونا، لكن واتمنى وضع خط أحمر تحت الكلام المقبل، الاغنية تستوعب قوالب غنائية جديدة بداعي التطوير الموسيقي لكن لا يجب المساس بقواعد الاغنية الكويتية، التي أسسها الأولين، عشرات الاغنيات يكون عمرها الافتراضي بالكثير عام واحد فقط ثم تختفي من الخارطة وأجزم بأن صاحب الاغنية يكون قد نسيها هو الآخر.
وأوضح الدويلة: بالدليل ليس بالكلام، حاليا تشكل أغنيتي "تضحك علي" بشهادة الجميع "ترند عربي" ويتم تداول مقاطعها بشكل تجاوز عشرات الآلاف رغم مرور أكثر من 18 عاما على طرحها هناك من ذهب وفتش في أعمالي وأظهرها للعلن، ولأن الاغنية الأصيلة لا تموت "كسرت الدنيا" ولا تزال، وهنا الدرس الذي يجب أن يتعلمه مطربو الجيل الحالي.