السبت 28 سبتمبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

الديبلوماسية الكويتية تمكّنت من كسب تعاطف العالم

Time
الثلاثاء 01 أغسطس 2023
View
50
السياسة
أسّس أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد السياسة الخارجية للكويت على أسس ومبادئ وثوابت رئيسية في مقدمتها: التوازن الستراتيجي، والحياد الإيجابي، والدفاع عن الثوابت القومية، والابتعاد عن الأحلاف العسكرية، إدراكا منه لحساسية وضع الكويت ودقة مصالحها الستراتيجية العليا التي تفرض عليها انتهاج سياسة خارجية متوازنة ومنفتحة على جميع دول العالم بما يضمن الحفاظ على أمن واستقرار الكويت، وصيانة استقلالها وسلامتها الإقليمية، بعيدًا عن التنازعات والتجاذبات الأيدلوجية أو العسكرية التي كانت تحكم العالم إبان الحرب الباردة.
ونظرًا لهذه السياسة المتوازنة، استطاعت الحكومة الكويتية بعد الغزو العراقي للكويت في 2 أغسطس 1990، أن تكسب تعاطف أغلب دول العالم وأن تجعلها تقف مع الشرعية الكويتية بقيادة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد ضد الغزو العراقي. ومما يحسب له أن الديبلوماسية الكويتية استطاعت كسب الاتحاد السوفيتي في إدانة الغزو العراقي ودعم تحرير الكويت، رغم أن السوفيات كانوا حلفاء للعراق وتجمعهم اتفاقيات تعاون وصداقة مع نظامه.
وأدان المجتمع الدولي جريمة النظام العراقي البائد في حق الكويت وأصدر مجلس الأمن الدولي قرارات حاسمة بدءا بالقرار رقم 660 الذى طالب النظام العراقي بالانسحاب فورا بالإضافة إلى حزمة القرارات التي أصدرها المجلس تحت بند الفصل السابع من الميثاق والقاضية باستخدام القوة لضمان تطبيق القرارات.ونجحت هذه الجهود الديبلوماسية في كسب الكويت مساندة عالمية وأممية من خلال توافق الإرادة الدولية مع قيادة قوات التحالف الدولي لطرد القوات العراقية وتحرير الكويت. وفي سرد موجز لهذه الجهود قام سمو ولي العهد أنذاك الشيخ سعد العبدالله خلال شهر أغسطس 1990 بتحرك سياسي في مختلف الاتجاهات لحمل العراق على الانسحاب من الكويت وتطبيق قرارات مجلس الأمن وتوجيه الشكر للدول التي ساندت ودعمت الكويت في حقها المشروع، وفي رفض وإدانة العدوان العراقي الذي يشكل انتهاكا صارخا لكل المواثيق العربية والدولية.ففي 13 أغسطس زار دمشق وتسليم رسالة من سمو أمير البلاد إلى الرئيس السوري حافظ الأسد وفي 14 أغسطس وصل سموه إلى أنقرة قادما من دمشق حيث أكد على شكر تركيا لسياستها الداعمة للكويت، وفي 16 أغسطس وصل سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء آنذاك إلى الجزائر حيث نقل تحيات وشكر الكويت أميرا وحكومة وشعبا للجمهورية الجزائرية لموقفها الأخوي والشجاع والعادل في رفض العدوان العراقي.
وفي 18 أغسطس وصل سموه إلى تونس حيث أجرى مباحثات مع الرئيس التونسي آنذاك زين العابدين بن علي، تناولت كل الموضوعات المتعلقة بأزمة الاحتلال العراقي، وأعرب سموه عن تقديره لموقف تونس رئيسا وحكومة وشعبا لإدانتهم للعدوان العراقي ومساندتهم للسلطة الشرعية ، وفي 20 أغسطس عاد سموه إلى القاهرة والتقى مع الرئيس محمد حسني مبارك للتشاور في الجهود المبذولة لاحتواء الأزمة.
وفي 22 أغسطس عقد سمو ولي العهد مؤتمرا صحافيا في القاهرة شدد فيه على "ضرورة انسحاب القوات العراقية فورا من جميع الأراضي الكويتية وتمكين السلطة الشرعية من ممارسة واجباتها" وكان سموه قد عقد المؤتمر الشعبي في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية والذي أعلن للعالم أجمع وقوف الشعب الكويتي الأبي بشرف وشجاعة وبكل توجهاته السياسية وراء قيادته الشرعية.
آخر الأخبار