كل الآراء
الدُوَل والتهديد الوجودي
السبت 08 يوليو 2023
11
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوييشير التهديد الوجودي الى أي خطر كبير يواجه الدول، ويهدد بزوالها، وبالنسبة لي على الأقل، أعتقد أن في عالمنا اليوم المتغيّر لا يمثّل تغيّر المناخ، أو الذكاء الاصطناعي تهديدًا وجوديًّا لكثير من الدول والمجتمعات التقليدية، فالإنسان بعامة يملك القدرة على التكيّف مع الظروف البيئية المحيطة به.ولقد فعل ذلك خلال مئات آلاف من السنين، وربما سيمكنه كذلك التحكّم بالذكاء الاصطناعي عبر وضع محاذير معينة، أو بالحدّ من استقلاليته، أو إنشاء جدران حماية، لكن الخطر الوجودي الحقيقي الذي يجب الإسراع في التصدّي له هو احتمالية احتلال الدول، واستعباد أبنائها وبناتها على يد دولة أخرى أو على يد أشخاص أجانب، لا سيما إذا كانت الدولة الضحية تقع في إقليم متقلّب ومضطرب تاريخيًّا.ومن بعض التهديدات الوجودية وبعض الإجراءات والستراتيجيات الفعّالة للتصدي لأي تهديد وجودي محتمل، نذكر ما يلي:- الاحتلال الديموغرافي الأجنبي: تم احتلال بعض المجتمعات عبر التاريخ عن طريق المهاجرين، أو المتسللين الأجانب عبر حدودها، أو بسبب اختلال التركيبة السكانية، وبخاصة ما ينتج بسبب الاستهانة بتكوّن أقليات عرقية، أو دينية، أو ثقافية أجنبية تتحوّل مع مرور الوقت مصدر إزعاج، أو قلقا مستمرا، أو حتى لتهديد وجودي للمواطنين، وبسبب التغلغل الأجنبي في المؤسسات والإدارات الحكومية.-الطابور الخامس: هو الحليف الخفي المتسلل خلف الخطوط الأمامية، وهم كذلك من يروّجون الإشاعات المغرضة بهدف تفكيك النسيج الاجتماعي الوطني، وهم كذلك الجواسيس المتخفّون من رعايا الدول الأخرى، وكل من يعتنق خطابًا فئويًّا، أو قبليًّا، أو طائفيًّا، أو عرقيًّا إقصائيًّا يتعارض مع الوحدة الوطنية، ويهدف الى نشر الفتن والقلاقل بين المواطنين.- التَّصَدِّي للتهديد الوجودي: يفترض أن تسارع الدول التي تواجه تهديدات وجودية الى تعزيز رقابتها على الاستعمال المسيء لوسائل التواصل الاجتماعي، من اجل حماية الوحدة الوطنية، وأن تكون الحكومات صارمة في مكافحة أي خطاب إقصائي أو ازدرائي ينتشر في البيئة المحلية يقلّل، بشكل مباشر أو غير مباشر، من شأن أي فئة من فئات المجتمع الوطني، ألا هل بلغت...اللهم اشهد!كاتب كويتي@DrAljenfawi