منوعات
الذئبة الحمراء... تلتهم الكبدوالكُلى وتنتهي بالوفاة
الأحد 29 مارس 2020
10
السياسة
القاهرة - علا نجيب:يعد من الأمراض الغامضة التي احتار العلماء في أسباب الاصابة بها، فالبعض يؤكد أن أسبابه وراثية، وآخرون يرون أنها مكتسبة بسبب العوامل البيئية أو الافراط في تناول أدوية بعينها. وبعيدا عن هذا الاختلاف أثبتت الأبحاث العلمية أن النساء أكثر إصابة به مقارنة بالرجال، وأن حدته تزداد في شهور الحمل الأولى وأيام الحيض، كما أكدت أنه عندما يصيب الجهاز المناعي للجسم تقل مقاومته مما يتسبب في الإصابة بجلطات الدم، والتهاب القلب، وفقدان الذاكرة، والفشل الكلوي.حول أعراض مرض "الذئبة الحمراء"، ومضاعفاته الخطيرة، أكد عدد من الأطباء في لقاءات مع "السياسة" أنه مرض مناعي يضرب الرئة والكبد والكلي ويسبب التهابا في الأنسجة المختلفة في الوقت الذي لا يمكن للأدوية أن تقضي عليه، مشيرين إلى أن أبرز الأعراض تظهر على شكل طفح جلدى بالوجه مع ظهور بعض الجروح نتيجة التعرض لأشعة الشمس، وضيق التنفس، وآلام بالصدر مع جفاف في العينين، وقد تتطور المضاعفات لتشمل تساقط الشعرإلا أن الأسوأ يتمثل في فقدان الذاكرة الموقت أو الكلي، والدخول في نوبات اكتئاب، والإصابة بالسرطان، والوفاة، وفيما يلي التفاصيل:* الوراثة أبرز أسبابه ونشاطه يزداد لدى النساء خلال الحمل ويسبب الإجهاض* الطفح الجلدي وضيق التنفس أبرز أعراضه ويصيب بالاكتئاب والسرطان * الكركم والريحان والليمون والبابونج أهم الأعشاب المقاومة للذئبة الحمراء* المظهر الجمالي يتأثر مع انتشار المرض في الوجه ويعد أحد أسباب الطلاق * العلاج يتطلب فحص البول ويستخدم الأجسام المضادة لوقف المضاعفات* ثلث المصابين رجالاً ونساءً يعانون من انخفاض رغباتهم الجنسية والالتهابات بداية، أوضح أستاذ أمراض الدم الدكتور أحمد الوكيل أن الذئبة الحمراء تعتبر مرضا مناعيا، أثبتت الأبحاث العلمية أن من أهم أسباب الاصابة به العوامل الوراثية اذ يهاجم أعضاء الجسم المختلفة ، فيسبب تلفا في عمل الرئة والكلى، والتهابا في الأنسجة المختلفة، واضطراب في ضربات القلب قد نؤدي إلى الوفاة، ومن المؤسف أن تناول الأدوية لا يقضي عليه تماما إنما يخفف من مضاعفاته فقط، كما يكون أجساما مضادة تهاجم أجزاء الجسم المختلفة.ولفت إلى أن هناك نوعين منه، الأول هو الذئبة الحمراء القرصية، ويصيب الجلد ويمكن علاجه بجرعات من الكورتيزون، أما النوع الثاني فهو الذئبة الجهازية المجموعية التي تصيب أي عضو، بينما توجد أنواع غير شائعة، منها، الوليدية تصيب الأطفال بعد ولادتهم على الفور، وهناك التي تظهر نتيجة تناول أدوية بعينها، كاشفا عن أن دراسة أميركية أكدت أن الذئبة تنتشر أكثر بين النساء مقارنة بالرجال، وبخاصة في المرحلة العمرية المرحلة العمرية بين 15 حتى 45 عاما الأكثر استجابة له بسبب تغير الهرمونات، وكثرة التعرض لأشعة الشمس، والتغيرات البيئية ما يؤدي لتغيرات داخلية لدى الأشخاص الذين لديهم قابلية للإصابة به.العلاج البيولوجيمن جهته، قال الدكتور عبدالهادي مصباح أستاذ أمراض المناعة الذاتية: كان مرض الذئبة الحمراء من الأمراض النادرة، لكن زادت معدلات الإصابة به خلال السنوات العشر الأخيرة بسبب التغيرات البيئية والمناخية التي سببت خللا في الجينات مع ارتفاع درجات الحرارة، وكثرة التعرض لأشعة الشمس، ويعد التشخيص المبكر مهم جدا لأنه يحول دون حدوث مضاعفات للمريض، عند تشخيص المرض يعتمد العلاج على بعض مثبطات المناعة، منها الكورتيزون، بينما يمكن للعلاج البيولوجي الذي يستخدم الأجسام المضادة وقف المضاعفات، وهذا يتطلب إجراء بعض الفحوصات للتأكد من الإصابة به منها، فحص البول، الأداء الوظيفي للكبد والكليتين، وسرعة تنقل كرات الدم الحمراء، وفي بعض الأحيان يحتاج الأطباء عمل اختبار الأجسام المضادة للنواة وتصوير الصدر بالأشعة السينية.وتابع، أما أعراضه فتظهر على شكل طفح جلدى بالوجه يغطي منطقة الخدين والأنف مع ظهور بعض الجروح ذات اللون الأحمر نتيجة التعرض لأشعة الشمس، وضيق التنفس،وآلام بالصدر مع جفاف في العينين، قد تتطور المضاعفات لتشمل تساقط الشعر، والحساسية المفرطة للإصابات، بينما الأسوأ يكون بفقدان الذاكرة المؤقت أو الكلي، نوبات الاكتئاب والقلق، لذا لابد من زيارة الطبيب فورا عند الشعور ببعض هذه الأعراض، مع الأخذ في الحسبان إمكانية أن تسوأ حالة المريض فيصاب بالسرطان أو متلازمة "رايوناد" اذ تصبح أصابع اليد والقدمين بيضاء أو زرقاء اللون نتيجة التعرض لنوبات البرد الشديدة، الشعور بالتعب العام مع بذل أقل مجهود،ألم شديد في المفاصل، وارتفاع درجة الحرارة، ورغم كل ذلك إلا أنه لا يعتبر معديا، وإذا أصيب أكثر من فرد به في العائلة فهذا يرجع للعوامل الجينية التي تتحكم فيه.قبل الحملبدورها، أشارت الدكتورة منى عبد العزيز، أستاذ أمراض النساء والتوليد، إلى أن مرض الذئبة الحمراء يصنف على أنه واحد من الأمراض الروماتزمية التي تسبب اختلالا في الجهاز المناعي ما يؤثر على فسيولوجية الحمل، لافتة إلى أن الأطباء في الماضي كانوا ينصحون المريضات بعدم الحمل، لكن الوضع الصحي أصبح حاليا مختلفا تماما فيسمح بالحمل مع اتباع تعليمات الطبيب ووضع الخطة المناسبة لوضع المريضة الصحي، لذا من الأفضل مراجعة الطبيب في الشهور الثلاثة الأخيرة من الحمل، على الأقل كل أسبوع أو أسبوعين حتى موعد الولادة، لابد أيضا من استشارة طبيب النساء قبل الحمل، لأن المرض يكون في مرحلة خمول ولابد من متابعته لمدة ستة أشهر قبل السماح للمريضة بالحمل، فإذا ما بدأ الحمل في فترة خمول المرض فان احتمالية اكتماله تكون كبيرة.وأضافت: أكدت الدراسات الطبية أن أغلب حالات الحمل تسير بشكل طبيعى وولادة طبيعية إذا خضعت للمتابعة، والعلاج اللازم، والسيطرة على نشاط المرض قبل وأثناء الحمل منها فحص الأجسام المضادة لما لها من تأثير على استمراره بسبب مرورها من خلال المشيمة للجنين، لكن تأثيرها يختفي من دم المولود بعد فترة بسيطة من الولادة، مؤكدة أن معظم المواليد يتمتعون بصحة سليمة، بينما في بعض الحالات النادرة يتم تركيب منظم لضربات القلب.أجسام مضادةمن جانبه، قال الدكتور سعيد حسان، استشاري أمراض النساء: إن نشاط مرض الذئبة الحمراء يزداد في فترة الحمل بسبب وجود أجسام مضادة في دم الأم فتكون عرضة للإجهاض في الشهور الأولى للحمل أو وفاة الجنين في الشهور الأخيرة، كما تزداد فرص اصابتها بارتفاع ضغط الدم، وتسمم الحمل، والتهابات الكلى، لذا لابد من تقليل تناول الأطعمة المالحة والسكريات مع إجراء صورة كاملة للدم، مشيرا إلى أن هناك أدوية مهمة تتحكم في نشاط المرض من أهمها "هيدروكسي كلوروكين، ازثيوبرين"، اذ يحتويان على نسب آمنة من الكورتيزون ويتحكمان في مناعة المرض من دون آثار جانبية على الجنين، يجب ألا تزيد الجرعات الآمنة عن 20 ملغم في اليوم، وتعطي لتفادي الإصابة بمتلازمة "هيلب" التي تدمر خلايا الدم الحمراء مع ارتفاع انزيمات الكبد، التي يمكن أن تصاب بها بعض النساء في الأسبوع الثانى من الحمل، وتتنوع أعراضها ما بين الغثيان، والتقيؤ، واضطراب الرؤية، ناصحا الحوامل اللاتى يعانين من هذا المرض بضرورة الحصول على الكثير من الراحة والنوم جيدا أثناء الليل، تناول الغذاء الصحي، والامتناع عن التدخين وشرب الكحول. الذئبة والزواجيؤكد الدكتور عزيز رافع، أستاذ أمراض الذكورة والعقم، أن مرضى الذئبة الحمراء يعانون من آلام عدة ما ينعكس بالسلب على حياتهم الزوجية، اذ تشير بعض التقارير الطبية إلى أن ثلث المصابين يعانون من انخفاض رغباتهم الجنسية بسبب التعب الناجم عن الألم، أما النساء فيفقدن الطاقة التي تسبب الشعور بالرغبة، بينما تحدث بعض أدوية السيترويد زيادة في الوزن مما يجعل المريض يشعر بالإحباط والاكتئاب مع زيادة خطر الإصابة بالالتهابات الفطرية التي تسبب ضررا للرحم وعنقه، لافتا إلى أن المظهر الجمالي يتأثر مع انتشار المرض في الوجه، وكافة أنحاء الجسم ما يجعل المريض أو المريضة يفقد الثقة في نفسه مما يجعل بعضهم أقل جاذبية في نظر الشريك، قد يعد أحد أسباب الطلاق الرئيسية، وبخاصة إذا كانت الزوجة من تعاني من المرض، مطالبا بضرورة تجنب تناول الطعام الغني بالدهون المشبعة خاصة اذا كان المريض يتناول الكورتيزون تجنبا للآثار الضارة، حيث يزيد من مستوى الكولسترول بالدم فيؤدي الى تصلب الشرايين، لذا من المهم القياس الدورى لمستوى الكوليسترول والدهون الثلاثية، كذلك يؤدى لارتفاع ضغط الدم، بالتالي يزيد من الإصابة بالسرطانات المختلفة منها الرحم والثدى.أعشاب العلاجالى ذلك، أوصى الدكتور هشام محمد علي، خبير العلاج بالأعشاب، مريض الذئبة الحمراء بضرورة عدم التعرض المفرط لأشعة الشمس، وطهو الأطعمة جيدا، غسل الخضراوات، والنظافة الشخصية، موضحا أن تناول بعض الأعشاب يمكنها تقوية الجهاز المناعي، ومنها، مشروب العسل والزنجبيل لأن العسل يعمل كمرطب ومضاد حيوى للجراثيم والبكتيريا التي تسبب التهابات الخدين والبقع الحمراء، كما يعمل كمادة وقائية للحد من التأثير الضار على القلب والشرايين، أما الزنجبيل فيحتوي على مضادات أكسدة تحارب الجذور الحرة المسببة للالتهابات المختلفة، وبخاصة المفاصل وجميع الأمراض الروماتزمية، ويستحب تناوله مرتين في اليوم. وأضاف توجد أيضا بعض الزيوت التي تساعد على العلاج، منها، زيت جوز الهند والزيتون، لاحتوائهما على الماغنيسيوم والكالسيوم اللذين يقاومان الالتهابات، ويؤخران الشيخوخة المبكرة لافتا إلى أن سرطان الجلد، أحد مضاعفات المرض، يمكن اضافتهما على الأطعمة المختلفة لقدرتهما على مقاومة تصلب الدهون الضارة بالشرايين وتنقية الجسم من السموم المختلفة، بينما يساعد الريحان في علاج الالتهابات والاجهادات الناجمة عن المرض،يزيد عدد كرات الدم الحمراء المسئولة عن مهاجمة الأجسام المضادة،ينقي الدم من السموم الضارة. الكركم والليمونفي السياق نفسه، كشفت، أستاذ العلاج الطبيعىي الدكتورة ناهد نصر أن هناك أعشابا بعينها تقاوم مرض الذئبة الحمراء، منها مسحوق الكركم الذي يحتوى على مادة الكركمين التي تحتوى على الكثير من مضادات الأكسدة المقاومة للالتهابات والجذور الحرة، وتقلل خسارة البروتين في البول وضغط الدم الانقباضي، وبالتالي تقلل من مضاعفات المرض، مبينة أن الكركم يمكن خلطه مع الحليب ويشرب مرة الى مرتين يوميا.وذكرت أن الليمون مضادا حيويا ومطهرا قويا فيخلص الجسم من الفيروسات، والبكتيريا، والدهون المتراكمة، التي تقلل المناعة وتزيد من حدة الأمراض الروماتزمية، ويمكن تناوله على الريق مباشرة مخلوطا مع ملعقة صغيرة من عسل النحل.