الأحد 29 سبتمبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الذكاء الاصطناعي...  واقع يصعب تجاهل تبعاته
play icon
جانب من الحلقة النقاشية
الثقافية

الذكاء الاصطناعي... واقع يصعب تجاهل تبعاته

Time
السبت 29 يوليو 2023
View
59
السياسة
المحرر الثقافي

أقامت رابطة الأدباء الكويتيين، في إطار الجلسات الأسبوعية التي تقام في ديوانيتها، حلقة نقاشية، أدارها الناقد الدكتور سليمان الشطي، وكانت حول "الذكاء الاصطناعي"، وما يمثّله من تحديات في عصرنا الراهن، بعدما حظّرت جهات عدة من خطورته على البشرية مستقبلاً، من خلال محتواه الذي يتطوّر بشكل لافت.
والحوار الذي شارك فيه نخبة من الأدباء والكُتّاب والمثقفين، تباينت فيه الآراء بين مؤيد ومعارض، لمعطياته ومنتجاته وآثاره، ليرى البعض أنه نقمة حلّت بالإنسان، ويجب مواجهته بشتى الطرق، وإيجاد حلول لمشاكله التي تتفاقم يوماً بعد يوم، فيما رأى البعض الآخر أن إيجابياته كثيرة، ويجب الاستفادة منها في حياتنا، وعدم المبالغة في التخّوف منه، لأن كل جديد له رهبة.
كما أكد آخرون أنه شر لا بدّ منه، فلا مناص من أن ندخل غماره، ونحن متسلحون بالحيطة والحذر، من آثاره التي ربما لا يمكن التحكم فيها في القادم من الأيام.
ومن ثم دعا الدكتور سليمان الشطي، إلى وضع حلول لوجود الذكاء الاصطناعي في حياتنا أو التحكم فيه، مع عدم التخلي عنه كمنجز حضاري.
وتحدث الباحث الدكتور عادل العبد المغني، عن تجربته مع الذكاء الاصطناعي، من خلال تركيزه منذ سنوات على الصورة، التي تعبّر عن مواقف أو محطات محدّدة، مشيراً إلى رحلته إلى بريطانيا، وتعرّفه عن قرب على الطرق التي تُستخدم في تلوين الصورة التي التقطت بنظام الأبيض والأسود، والتقنيات المأخوذة من الذكاء الاصطناعي في وضع الألوان عليها بتدرجاتها الكثيرة، من خلال مسطرة تحتوي على 600 لون بدرجات وأرقام مختلفة، حسب التسلسل، وبنظام الديجيتال، الذي تطوّر الآن بشكل كبير، كما تحدّث عن استخدام الذكاء الاصطناعي في نسخ وطباعة الكتاب الواحد، بإهداء خاص مختلف.
وبدأ الروائي والكاتب وليد الرجيب حديثه بالإشارة إلى أغنية "الراب" التي انتشرت بصوت الفنان خالد الملا، وكان بالإمكان وضع صورة له، وكل ذلك من خلال الذكاء الاصطناعي، ثم طرح سؤاله: من أين جاء الذكاء الاصطناعي؟، وقال: "كل الاختراعات الغربية في أميركا وأوروبا بدأت لصالح الاستخبارات العسكرية، من دون استثناء... الإنترنت وسيارات الدفع الرباعي، وبعد اكتشاف شيء جديد، يُطرح هذا الاختراع بشكل تجاري، مثل سيارات الجيب في الحرب العالمية الثانية، وغيرها، وفي أوائل الثمانينيات، اتفق رئيس الولايات المتحدة وقتها رونالد ريغان مع رئيس وزراء بريطانيا- وقتها- مارغريت ثاتشر على نظام اقتصادي رأس مالي جديد للتخلص من الأزمات العامة، ولقد بدأ ريغان، حينما أضرب كل المراقبين الجويين عن العمل مطلبين بمصالحهم، كي يقيلهم ويأتي بالجيش لإدارة العمل، والكثير من عمال المصانع تم تسريحهم واستعانوا بالروبوت التي تقوم بتركيب قطع السيارات، وكانت تاتشر أكثر وحشية من ريغان، وذلك حينما أضرب عمال إيرلنديون، فزجت بهم في السجون، وحينما أضربوا عن الطعام وساءت أحوالهم، قالت: دعوهم يموتون، وأشار الرجيب إلى إضرب عمال بريطانيين ونزول الدبابات حيث ركبت تاتشر دبابة وكانت النيّة رميهم بالرصاص لولا أن تفرقوا، وبالتالي بدأوا في استخدام الذكاء الاصطناعي، وفي ذلك الوقت كانت الريبوتات في صناعة السيارات.
وأضاف: "هذه هي البداية... فالذكاء الاصطناعي يستخدم ضد مصالح الإنسان، وليس في مصلحته".
وكشف أن الكثير من الأدباء الفاشلين، يمكنهم كتابة رواية في عشر دقائق والبعض لمّح بذلك.
وعرجت الأديبة جميلة سيّد علي إلى تجربتها الشخصية، حينما كنت تدرس الماجستير في الولايات المتحدة الاميركية عام 2003م، وكانت هناك معلومات بأن نشرات الأخبار يقدمها الذكاء الاصطناعي، وذلك قبل 20 سنة، وكانت دكتورة في الجامعة الأميركية تتناقش معهم في مسألة الذكاء الاصطناعي، وقالت إن الإيميل كان يستخدم للمراسلات العسكرية، وبعد الانتهاء منه يحوّلونه إلى المدنيين، وأضافت: "هذه الاشياء التي انبهرنا بها ونخاف منها هم في الغرب وصلوا إليها قبل 50 سنة، ووضعوا لها الحلول، وسيعلنون عنها مستقبلا، لأنهم منفتحون على العلم وليس لديهم القيود التي لدينا".
وحكت عن تفكير العلماء الغربيين في تطوير القطة، بوضع جينات بشرية، لتتمكن من الذهاب إلى الحمام، والتعبير بالإشارة عن الأشياء التي تريدها.
وأكد الكاتب الدكتور ياسين الياسين الإبراهيم على عدم تخوفه وتوجّسه، من الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى إيجابتاته، التي أفادت البشرية، وقال: "الذكاء الاصطناعي شيء جديد، له مساوئ وفي المقابل له مميزات".
وحكى موقفا حينما كان رئيساً لقسم الإعلام في جامعة الكويت، ومن ثم محاولة استحضار شخص من بلد بعيد، كي يلقي محاضرة.
وقال: "في الكويت والعالم العربي نحن سوق لتصريف هذه التكنولوجيا، نحن لا نصنع ولكننا نستهلك، ويجب ألا نقلق من التكنولوجيا، فالتليفون- مثلاً- فرّق العائلة، ولكنه يحتوي على إيجابيات، وكذلك الحال مع الذكاء الاصطناعي".
وتحدّث الإعلامي عبدالله الناصر عن تداول الذكاء الاصطناعي، محذرا من انقلاب السحر على الساحر.
وكشف الكاتب خالد أحمد الطراح المخاطر والتحديات للذكاء الاصطناعي، وطرق التعامل معه من خلال التشريعات، وقال: "قانونيا واجتماعيا لا يمكن التحكم في السوشيل ديديا، لذا يجب على مناهج الدول العربية أن تتطوّر، كي يتمكن هذا الجيل من التعرّف على كيفيّة التعامل مع الذكاء الاصطناعي". وأضاف: "تستورد الدول العربية الصناعات التكنولوجية الغربية، من دون تخطيط استباقي في الموائمة الإقليمية المبكرة للاشكاليات والتحديات الرقمية، قبل أن يقع الفأس الاصطناعي بالرأس الإسلامي، لتتنادى الدول لاحقا في الاستغاثة السياسية والدينية".
وسرد الروائي حمد الحمد حكاية حدثت قبل أربعة شهور، لشخص يؤكد أنه يستطيع كتابة رواية في أقل من عشر دقائق، ومن دون أخطاء، باستخدام الذكاء الاصطناعي.
فيما أوضح الشاعر الدكتور خليفة الوقيان أن كل جديد يواجه بتخوف، وأن الحاجات الاجتماعية تتغير مع الوقت.
ثم أشار الوقيان إلى التحديات التي تواجهها البشرية، مثل نقص المياه والمجاعات وتغيّر المناخ، وحرائق الغابات، وموت البشر من الجوع، وأثناء الهجرة غير الشرعية عبر البحار، ومن ثم قال: "إذا استطاع الذكاء الاصطناعي حلّ تلك القضايا التي نعاني منها لوفر على الإنسان الكثير".
آخر الأخبار