الثقافية
"الذيب" للموريتاني ولد سيدي... إبحار في عالم متقلب
الخميس 13 يوليو 2023
11
السياسة
"فارس واحد قض مضاجع الفرنسيين، وكبدهم من الخسائر والأرواح والسمعة ما لم تكبدهم قبائل بأسرها، ومع ذلك كان يعيش متدثرا بجلده، لا أحد يلقي له بالا ولا ينتبه له إن غاب أو حضر".بهذه الجملة، أنهى الكاتب الموريتاني أحمد ولد سيدي صفحة التوطئة لروايته "الذيب"، الفائزة بالمرتبة الثانية في جائزة الشارقة هذا العام.عندما تنهي تلك الصفحة التي يمكنك وصفها بالمقدمة، ستمرّ ببالك سير الملاحم الشعبية التي تربينا عليها في مختلف الدول العربية من "الزير سالم" إلى السيرة الهلالية، تلك التي كانت تلعب على أوتار المشكلات الاجتماعية خاصة الطبقية منها، وتضفي عليها من خيال الراوي إلى الأحداث الحقيقة لتجعل البطل في مساحة ربما خارقة، لكنها تترك أثرًا.فـ"الخايب"، ذلك الشاب الذي اختاره الكاتب بطلا لروايته الأولى، كان من هؤلاء الرجال الذين جهلهم مستواهم الاجتماعي وسط عالمهم، فهو من فئة "لمعلمين"، وهي تلك المعروفة بعملها في المهن اليدوية كالنجارة والحدادة وغيرها، إذ لا يحق لمن في هذه المهنة الدخول لعوالم "البيظان" من العرب أهل الحرب والنزال أو الزوايا حماة العلم وحملة الكتاب، كما أنها فئات أعلى حسب التراتبية المجتمعية في بلاد شنقيط.