الذَّكاء العَالي في الْبيئَة الرَّجْعِيَّة

د. خالد عايد الجنفاوي

يشير الذكاء العالي في هذه المقالة الى امتلاك أحدهم سمة الذّكاء الفائق، وبخاصة وفقًا لمعيار أعلى درجات حاصل الذكاء.
وتمثل هذه السمة الشبيهة بالعبقرية نقمة وليس نعمة بالنسبة لأصحابها، لا سيما من هم أسوياء نفسيًّا، وخصوصا من يجدون أنفسهم في بيئة رجعية يرفض القيمون عليها، أو أغلبية أعضائها، مسايرة متطلبات التطوّر، ويرفضون بتعنّت مجاراة ضروريات التقدّم الحضاري.
ومن بعض مظاهر البيئة المتخلّفة التي تسبب الكثير من الصعوبات لذوي الذكاء العالي، نذكر ما يلي:
-تغلغل الأيديولوجيات القبلية والطائفية والطبقية، اذ ان أسوأ ما يمكن أن يواجه صاحب الذكاء العالي، وخصوصًا السوي نفسيًّا وأخلاقيًّا، هو التأثير الكارثي على مسيرة حياته للأيديولوجيات السلبية بسبب تعطيلها التقدم والاندماج الطبيعي في المجتمع، لتقسيمها للمجتمع الى كانتونات، عرقية وقبلية وطائفية، وطبقية متنافرة تؤسس لعلاقات اجتماعية متوترة، وأحيانًا عدائية بين المتؤدلجين، ما يؤدي الى حرمان الأسوياء نفسيًّا من مقوّمات النجاح في مجتمعهم الوطني.
-التزمّت الديني، اذ لا يتشدد ويبالغ بإفراط في أمور الدين في عالم اليوم سوى الْعَوَام بسطاء التفكير، وهذا النوع من الناس يكون غالبًا ألد أعداء ذوي الذكاء العالي الأسوياء نفسيًّا.
-التعليم الرجعي، فمن أبرز أسباب التخلّف التعليمي في المجتمع يتجسد في اعتلاء أصحاب العقول الرجعية سدد القرار التعليمي الوطني، لا سيما من لا يمتلكون مؤهلات تضاهي مؤهلات، وشهادات، وكفاءات، وإبداعية أبناء وبنات الوطن أصحاب الذكاء العالي من ذوي الشهادات والمؤهلات والكفاءات الحقيقية.
-تأخر النضج الاجتماعي: من دلائل انتشار مظاهر تأخر النضج الفكري والنفسي في المجتمع، وتسببها في تربّع بعض المتخلفين على صدور الأذكياء في المجتمع هي غلبة الانجذاب الى الإثارة الإعلامية المصطنعة، ورواج الأنماط السلوكية المادية.
واتباع أساليب حياة فوضوية، وازدراء التافهين في المجتمع للجادين المخلصين فيه، وتفاقم ظواهر الانفصال عن الواقع المحلي، وعدم وجود قوانين أو إجراءات تحدّ من ظواهر استعمال السفهاء لشبكات التواصل الاجتماعي.
- تفشِّي المحسوبية في المجتمع: محاباة الأقارب والمعارف والتحيّز لهم على حساب جدارة وكفاءة أصحاب الذكاء العالي، من أبناء وبنات، المجتمع الأسوياء نفسيًّا كابوس للأذكياء.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi