الراحل الكبير أسَّس "دار الآثار" ورائد الثقافة المتحفية في العالم

كتب ـ جمال بخيت:

حفلت مسيرة الشيخ ناصر الصباح بإنجازات في مجالات عدة، فعلى المستوى الثقافي قدَّم الراحل العظيم الكثير من المشاريع الثقافية التي عرفت في العالم أجمع عبر معارض وصلت الى عواصم ومتاحف العالم من الهرميتاج الروسي إلى المتروبليتان الأميركي الى كندا وإسبانيا والكرملين واللوفر الفرنسي والشارقة ومصر.
ويعد الشيخ ناصر أحد أهم مؤسسي الثقافة المتحفية في العالم، بإنجازه مشروعه الثقافي "مجموعة الصباح الآثرية" التي غدت أيقونة تحكي العمق الثقافي للكويت، واستطاع تحويل هواية اقتناء الاثار الى إقامة متحف كبير يضم بين أروقته روائع الفنون الاسلامية منذ مراحل مبكرة من الاسلام وحتى اوائل القرن التاسع عشر، عندما شرع منذ سبعينات القرن الماضي باقتناء ما ندر من تحف الفن الاسلامي مع قرينته الشيخة حصة الصباح، ومن ثم تأسيس دار الآثار الاسلامية.
وأسس الراحل الكبير دار الآثار الاسلامية التي عرضت فيها "مجموعة الصباح الأثرية"، التي تضم ما يربو على 20 ألف تحفة أثرية تنتمي إلى عالم يمتد من الصين حتى بلاد الأندلس، وتؤرخ لفترات زمنية تتراوح بين القرن الأول والثالث عشر الهجري "السابع والتاسع عشر الميلاديين".
ومن إسهامات الراحل كذلك تأسيس مجموعة "الشرق القديم" تعرض في المركز الثقافي الامريكاني وهي مجموعة مختارة من روائع ما أنتج فنانو الشرق الأدنى القديم من إبداع عبقري تربو على الف قطعة أثرية، بقيت علامات بارزة في زخارف الفن الإسلامي حتى العصور الحديثة.
وقدمت دار الاثار 170 قطعة أثرية من مجموعة الشرق القديم لتعرض في متاحف قطر برغبة من الشيخ ناصر صباح الأحمد -رحمه الله- والشيخة حصة الصباح.
وتضمنت جهود الفقيد إقامة اول معرض في الكويت بعد التحرير في المتحف الوطني رغبة منه في إعادة الحياة الثقافية في البلاد وكانت بعنوان "زهور بعثت من الرماد"، حضره الرئيس الاميركي جورج بوش الاب وكان المعرض شاهدا على عودة المشهد الثقافي في الكويت.
وفي مسيرته الثقافية التنويرية في البلاد تبرز لنا مجلة "الزمن" التي أسسها الشيخ ناصر في تسعينات القرن الماضي واستمرت حتى عام 2004 قدمت للساحة الثقافية والاعلامية زخما هائلا من المعارف والبحوث والدراسات.
وتميز الشيخ ناصر بأنه رجل ثقافة من الطراز الرفيع، استطاع ان يثري بمشروعاته التنويرية المشهد الحضاري والثقافي في الكويت، وبرحيله تفقد الثقافة الكويتية علما من أعلامها وداعما كبيرة للنهضة التنويرية في البلاد.