بيروت ـ "السياسة":أكد البطريرك بشاره الراعي أمس، أن "اجتماعنا كموارنة من أجل لبنان وجميع اللبنانيين"، مشيراً إلى خطورة الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية وخطورة وجود اللاجئين السوريين.وأكد الراعي في كلمة خلال اللقاء التشاوري مع رؤساء الكتل النيابية والنواب الموارنة في الصرح البطريركي في بكركي، أن "الأزمة السياسية الراهنة تكمن في أساس هذه الأوضاع الخطيرة ومن أسبابها عدم تطبيق اتفاق الطائف والدستور المعدل بموجبه"، معتبراً أن "الوحدة اللبنانية اليوم مهددة"، وداعيا إلى أن يكون "هذا اللقاء ملتئماً بصورة دائمة لدرء الخطر عن الوطن الحبيب".وكانت بكركي خطفت أمس، الأنظار على الساحة الداخلية اللبنانية، حيث احتشد الموارنة للاتفاق على رؤى مشتركة ومحاولة الاتفاق على بيان موحد من الثوابت الوطنية التي صارت عرضة للاهتزاز، حيث أطلق المجتمعون صرخة "إنقاذ الوطن"، وهو الشعار الذي حمله اللقاء، وحض المعنيين بتأليف الحكومة على الإسراع في مهمتهم، وتجنيب البلد منزلقات خطيرة قد تواجهها إذا استمرت حال المراوحة القائمة، واحتمال إطالة أمد التأليف أشهراً إضافية قد تصل إلى حدود السنة.من جهته، أكد رئيس حركة "الأرض" اللبنانية طلال الدويهي أن "الثنائي الشيعي يفعل ما يحلو له رغم الاعتراضات التي يواجهها".وأشار إلى أنه "بسبب فائض القوة التي لدى الثنائي، يمكننا رؤية كيف جمعوا نواباً من مختلف الكتل وصنعوا منهم كتلة طالبوا بتمثيلها"، معتبراً أن "حزب الله" وضع "اللقاء التشاوري" في الواجهة لتعطيل تأليف الحكومة.وأضاف إن "الوضع في لبنان وصل إلى مرحلة خطيرة، حيث أصبحنا نلمس وجود بوادر لبلوغ المؤتمر التأسيسي وتغيير النظام"، موضحاً ان "الخلاف بين المسيحيين، أي الزعماء الموارنة، المتعلق بالرئاسة او غيرها، يبقى ضمن المؤسسات والأصول ولا يذهب إلى الشارع مثلما رأينا بخصوص العراضات الأمنية وإزالة الأعلام".وأكد المجتمعون في بكركي، في بيان ختامي للاجتماع التشاوري، أن "اللقاء ذو بعد وطني والصرح البطريركي المجاهد والعامل الأول على قيام لبنان".وأشاروا إلى أن "لبنان نشأ من التلاقي بين المسلمين والمسيحيين وهوية لبنان هذه هي التي طبعت دستوره"، مضيفين "ليس لأحد أن يصنع للبنان هوية جديدة مغايرة لحقيقته".وأبدوا "تعلقهم بالعيش المشترك في الوطن وحسن ادارة التعددية على اساس الشراكة العادلة وتمسكهم باحترام الدستور وسيادة الدولة ورفض كل ما من شأنه المس بالمؤسسات والصلاحيات، وفي مقدمها رئاسة الجمهورية".وشددوا على "التمسك باستقلالية القرار الوطني ومصلحة لبنان العليا في صياغة علاقاته الخارجية حتى لا يصبح في عزلة"، معتبرين أنه "يجب تطبيق الدستور وعدم استباحته ورفض جميع الأساليب التي تهدد بالانقلاب على الدولة أو السطو على قرارها".واعتبروا ان "المحافطة على المسيحيين لاستمرار لبنان الرسالة"، مطالبين بـ"الإسراع في تشكيل الحكومة المنتجة والتعاون مع الرئيس عون والرئيس الحريري اللذين اناط بهما الدستور صلاحية التأليف".ونددوا "بالخروقات الاسرائيلية لسيادة لبنان"، وطالبوا "بتنفيذ القرارات الدولية ورفض اي محاولات لتوطين اللاجئين الفلسطينيين".وشجعوا "الشباب المسيحي ومساعدته على الانخراط في مؤسسات الدولة والادارات العامة".

جانب من اللقاء التشاوري مع رؤساء الكتل النيابية والنواب الموارنة في الصرح البطريركي في بكركي (المركزية)