الدولية
الراعي: توقيف الحاج إهانة... وابحثوا عن العملاء في مكان آخر
الأحد 24 يوليو 2022
5
السياسة
بيروت ـ من عمر البردان: في يوم التضامن مع البطريركية المارونية و"سيدها" البطريرك بشارة الراعي، رفضاً لممارسات "حزب الله"، أمت حشود سياسية وشعبية كبيرة، المقر الصيفي للبطريركية في الديمان، أمس، دعماً للكاردينال الراعي وللكنيسة، في قضية توقيف المطران موسى الحاج من قبل جهاز الأمن العام. ومنذ ساعات الصباح الأولى، قرعت أجراس الكنائس في القرى والبلدات الواقعة على "دورة قاديشا - قنوبين"، داعية إلى التوجه إلى المقرّ الصيفيّ للبطريركيّة المارونيّة في الديمان والمشاركة بقداس الأحد، تأييداً لمواقف البطريرك الراعي، ورفضاً لما تتعرّض له البطريركيّة من حملات سياسيّة تشكّك بدوها الوطنيّ، عقب ما تعرّض له المطران الحاج، وتم منع إدخال أعلام الأحزاب من قبل الأمنيين باستثناء العلم اللبناني.وأجمع الحضور، على إدانة وشجب ممارسات "حزب الله" ضد بكركي والسياديين، مؤكدين أن المطران الحاج، تم توقيفه بأمر من الحزب. وهذا اعتداء صارخ على الكنيسة المارونية والمسيحيين لا يمكن القبول به، تحت أي ظرف من الظروف، مشددين على ممارسات "حزب الله" الانتقامية ضد المسيحيين، مرفوضة من جميع اللبنانيين. وعلمت "السياسة"، أن حالة من السخط العارم سادت أجواء الحضور في الديمان، وسط إجماع على أن "حزب الله" تجاوز الخطوط الحمر، بتعرضه لبكركي وسيدها.وأعلن البطريرك الراعي أمام الحشود، أن "الكاردينال صفير حيّ فينا وكل البطاركة أحياء فينا لأنهم تحدّثوا اللغة ذاتها التي أتحدّثها اليوم وهذا ما تربّينا عليه".وتابع: "ما حصل ليس إهانة للمطران الحاج فحسب إنما إهانة للبطريركية المارونية ولي شخصيًا"، مشيراً إلى أنَّهم "يعلمون معنى ما حصل".وطالب الراعي "بتسليم المطران موسى الحاج كل ما تم مصادرته منه، ويجب أن يوصل المطران الامانة لأصحابها، لاعادتها اليوم قبل الغد، والمطران الحاج سيواصل رسالته ودوره، ممنوع ايقافه ومساءلته على الحدود اللبنانية".وشدد البطريرك، على أنه، "آن الأوان لتغيير الواقع الطافح بالأحقاد والكيديات ولبنان لا يُبنى، ولا ينمو ويتوحد بهذا النهج المنحرف عن قيم شعبه وتاريخه، ويا ليت من يقترفون هذه السياسات ويفبركون الملفات يتّعظون ممّن سبقهم ومن التجارب، التي تؤكد أنّ غير الصالحين لا يدخلون تاريخ لبنان المشرّف".وتوّجه إلى من يسيئون للبنان بالقول: "كفّوا عن قولكم إن المساعدات تأتي من العملاء وابحثوا عن العملاء في مكان آخر فأنتم تعلمون أين هم ومن هم".وختم الراعي بالقول: "سنواصل دعوتنا إلى تشكيل حكومة جديدة في أسرع ما يمكن وانتخاب رئيس جديد للجمهورية في المهلة الدستورية، فلبنان يستحقّ حكومة جديدة ورئيساً جديداً".من جهته، أكد المطران إلياس عوده، "أننا مع محاسبة ومعاقبة كلّ مجرم وسارق ومخالف للقانون كائناً مَن كان، لكن ما جرى مع المطران موسى الحاج غير مقبول".وفي هذا السياق، أكّدت عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب غادة أيوب، أن "واجبنا الوقوف ودعم بكركي فاستهداف الكنيسة المارونية هو استهداف للسيادة والحياد. ومن جهته قال الوزير السابق سجعان قزي، إن "البطريركية لم تدعُ إلى أي حشود والناس التي تأتي هي أبناء الكنيسة والوطن من كافة الانتماءات والبطريركية سعيدة باستقبالهم ونتمنى أن ينتهي هذا الحادث". أمّا رئيس "حركة التغيير" إيلي محفوض، فرأى أنّ "حزب الله ضُرب بالضربة القاضية عندما تجرّأ على التطاول على أسقف ماروني".فيما كشفت معلومات لـ"السياسة"، أن البطريركية المارونية أسقطت من حساباتها نهائياً، أي خيار لترشيح أو دعم رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، أو رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل لرئاسة الجمهورية، بعدما سبق للبطريرك بشارة الراعي، أن حدد مواصفات الرئيس العتيد، والتي لا تنطبق على هذين الشخصين.وعلمت "السياسة"، أن تواصلاً ديبلوماسياً، خليجياً ودولياً، بدأ مع البطريرك الراعي وقيادات مسيحية، للبحث في تطورات الملف الرئاسي، مع بدء العد العكسي لدخول لبنان في الموعد الدستوري لهذا الاستحقاق، في الأول من سبتمبر المقبل.