بيروت ـ "السياسة":في تصريحات نارية غير مسبوقة، تعكس بوضوح موقف البطريركية المارونية من أداء "حزب الله" وسلاحه، وما يمكن أن تتركه من ردود فعل داخلية وخارجية، انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي للبطريرك بشارة الراعي، يؤكد تصميمه على المطالبة بالحياد اللبناني، في أعنف تصريح له في مواجهة سلاح "حزب الله" وتفرده بقرار الحرب والسلم في البلاد.وتوجه البطريرك الراعي في الفيديو، خلال لقاء مع المنتشرين في اميركا - أبرشية مار مارون بروكلين، إلى "حزب الله" بجملة تساؤلات سيادية: "لماذا تقف ضد الحياد، هل تريد إجباري على الذهاب إلى الحرب؟ تريد إبقاء لبنان في حالة حرب؟ هل تأخذ برأيي حين تقوم بالحرب؟ هل تطلب موافقتي للذهاب إلى سورية والعراق واليمن؟ هل تطلب رأي الحكومة حين تشهر الحرب والسلام مع إسرائيل؟ علماً بأنّ الدستور يقول إن إعلان الحرب والسلام يعود إلى قرار من ثلثي أصوات الحكومة".وأضاف الراعي في مخاطبته "حزب الله": "ما أقوم به أنا هو في مصلحتك، أما أنت فلا تراعي مصلحتي ولا مصلحة شعبك".وذكر البطريرك، أن "أناساً من حزب الله يأتون إلينا ويقولون: هيدا السلاح ضدنا مش قادرين بقى نحمل لأنهم جوعانين متلنا".وختم: "لماذا تريد مني أن أوافق على وجوب أن توافق على الذهاب إلى موضوع فيه خلاص لبنان، ولا تريدني أن أوافق عندما تذهب إلى الحرب التي فيها خراب لبنان".
وأكدت أوساط سياسية قريبة من بكركي، لـ "السياسة"، أن ما قاله البطريرك الراعي، يعبر عن لسان حال السواد الأعظم من اللبنانيين، بعدما وضع النقاط على الحروف، وقال ما ينبغي قوله"، مشددة على أن "ممارسات حزب الله" أساءت إلى مصالح لبنان، ولم تبق له صاحباً"، لافتة إلى أن على حزب الله أن يتعظ ويقدم مصلحة لبنان على أي مصلحة أخرى، كما يفعل البطريرك الراعي، بدعوته إلى حياد لبنان وتنظيم مؤتمر دولي من أجله" .من جانبها، شددت السفيرة الأميركية في بيروت، دوروثي شيا، على أن الإدارة الأميركية تريد ردع العدوان الإيراني أينما كان في المنطقة ومن ضمنه لبنان.وأوضحت شيا أن "موقف واشنطن من حزب الله لم يتغيّر".وفي ما يتعلّق بالجهود الأميركية الدافعة نحو تشكيل حكومة في لبنان، أكدت على حاجة اللبنانيين لحكومة جديدة فاعلة تستطيع إنقاذ الاقتصاد، وبدء مسيرة تطبيق الإصلاحات.كما أعربت عن أملها بأن تستكمل الطبقة السياسية مشاوراتها والتخلّي عن بعض المطالب للنجاح بتشكيل الحكومة.أما بخصوص العقوبات التي طالت بعض المسؤولين اللبنانيين، فأوضحت السفيرة الأميركية أن العقوبات وسيلة معتمدة في السياسة الخارجية والأمن القومي الأميركي، تهدف إلى محاصرة المنظمات الإرهابية وداعميها ومموّليها. وحول قانون "ماغنيتسكي"، الذي يتناول "ملفات الفساد الخطرة"، والذي بموجبه وضع الوزير السابق جبران باسيل على لائحة العقوبات، فذكرت أنّ وزيري الخارجية والخزانة آنذاك أشارا إلى علاقته بـ "حزب الله"، لافتةً إلى أن الكثير من اللبنانيين يُطالبون بمزيد من العقوبات في هذا الاتجاه.