الأحد 08 يونيو 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

الرجال الأكثر كذباً

Time
الأربعاء 06 نوفمبر 2019
View
5
السياسة
70 % من الزوجات يكتسبنه من أزواجهن

القاهرة - مي مجدي:

الكذب يعتبره البعض طوق النجاة من المشاكل التي يتعرضون لها، لذلك ما إن يقع أحدهم في مشكلة حتى يلجأ إليه، فأصبح سلوكا معتادا في حياتهم، بدوافع السيطرة أحيانا أو الانتقام من بعض الأشخاص أو الخروج من المواقف المحرجة أو للكسب المادي.
حول الكذب، وأسبابه وكيفية علاجه والتعرف على الكذابين، أكد عدد من الاختصاصيين النفسييين في لقاءات مع "السياسة" أن الكذب لايرتبط بأمراض عضوية، بل يرتبط باضطراب الشخصية، لافتين إلى أن الرجل أكثر كذبا من المرأة،اذ يلجأ إليه لتجنب المشاكل مع زوجته،وأسرته وفي حياته بشكل عام، مؤكدين في الوقت نفسه أن الاحصاءات كشفت أن 70 في المئة من النساء يكتسبن الكذب من الزوج، وفيما يلي التفاصيل:

* الكذاب يتحول أنفه إلى اللون الأحمر ويسد فمه ويفرك عينيه
* الكاذبون لا يستطيعون النظر في أعين من يحادثونهم هربا من المواجهة
* وسيلة البعض لنيل الإعجاب والتقدير والسيطرة على الآخرين
* يلجأ إليه الأطفال تجنبا للعقاب ولإقناع الآخرين بما يريدون
* تعزيز الرغبة في الصدق ومساعدة الأهل خير سبيل للقضاء عليه


بداية، يقول استشاري الأمراض النفسية الدكتور أحمد فوزي أن الكذب لدى بعض الأشخاص نهجا، حيث تتكون لديهم قناعة أن ممارساتهم له أمر منطقي، حتى أن شريحة كبيرة من الناس اعتادت على ممارسته وبالفعل أصبحوا مرضى به، مع الأخذ في الحسبان أنه لا يرتبط عادة بأمراض عضوية، لكن قد توجد احتمالات لإصابته بأحد الأمراض النفسية، مثل اضطراب الشخصية، في هذه الحالة يكون الكذب مرضا.
ولفت إلى أن هناك من يصنفه كذبا أبيض وأسود حسب نوع الكذبة وتأثيرها على الشخص المتلقي، لكن هذا التصنيف لا أساس له من الصحة، فالكذب كذب، المشكلة تكمن في أن بعض الناس يرونه منطقيا، بل يعتقدون أنه قضية غير مهمة لا يشغلهم ولا يحاولون التخلص منه، ومثل هؤلاء يعتبرونه السبيل الوحيد للسيطرة على الأمور والآخرين، بينما الصدق يفقدهم تلك السيطرة فإذا أرادوا السيطرة على المواقف والأشياء يلجؤون إليه، حتى لا يخيب فيهم ظن الآخرين، حيث يسعون دائما لنيل إعجابهم وتقديرهم، باتخاذهم منه وسيلة لإخفاء كذبهم والتغطية عليه بأكاذيب أخرى، مبينا أن قول الحق بالنسبة لهم يعني عدم قدرتهم السيطرة على الآخرين.

لغة جسده
وعما إذا كان من السهل كشف الشخص الكذاب، يؤكد أستاذ علم النفس، كلية الآداب جامعة حلوان، أن الشخص الكاذب يظهر كذبه من إشارات لغة جسده، فقد يحك أنفه كثيرًا، يتحول أنفه إلى اللون الأحمر، يغطي أو يسد فمه، يفرك أو يضع يده على العينين، أوالأنف،أو الأذنين، ويتجنب الاتصال البصري مع الآخرين، ويحول جسمه أو رأسه عنهم وهو يتكلم.
وتابع كشفت الدراسات أن لهجة الإنسان العادية تتغير عندما يمارس هذا السلوك، فتظهر في التحديق فى الآخرين أو اللعثمة أثناء الكلام، عدم القدره على التحدث، لذلك يصمت قليلا كأن العالم توقف فجأة، فلا يدري ماذا يقول أو يفعل، كما يتعرض لتغييرات مفاجئة في طريقة حديثه عندما يتحدث عن موضوع، أو شخص،أو حدث معين، ما يدل على أنه يكذب.
وأضاف: يميل الذين يكذبون إلى استخدام الكثير من الكلام عندما يمارسون الكذب لصرف انتباه الآخرين عما يكذبون فيه، إذ يلجؤون إلى القسم أثناء سرد رواية تتضمن كذبا، يغيرون الأحاديث بسرعة لتجنب لفت الانتباه إلي كذبهم، تتناقض أقوالهم اثناء روايته لذات الموقف، كما يلجأ كل منهم للنظر بعيدا عن المحيطين بهم، لا يستطيعون النظر في أعين من يحادثونهم، فمن يريد كشف كذب من يحدثه ينظر في عينيه جيدا، عند توجيه سؤال غير متوقع لهم، مما يخلق لديهم حالة من الارتباك تظهر كذبهم، عادة ما يشعر الكاذب بألم في الأمعاء،عدم الراحة أثناء الجلوس.

خيبة أمل
بدورها، اعتبرت استشاري الصحة النفسية والمعالج النفسي والأسري الدكتورة زينب مهدي أن السبب الأكثر انتشارا بين من يمارسون الكذب، يتمثل في الدفاع عن النفس، اذ يسعون دائما للدفاع عن فكرة خاصة بهم أو يؤمنون بها، كما يلجأ البعض إلى الكذب لإلحاق الأذى بالآخرين والانتقام منهم، لأنهم لا يشعرون بقدرتهم على قبولهم، والشعور بخيبة الأمل نحو شخص ما، مما يدفهم للكذب هربا منه، أيضا رغبة الكاذب في التلاعب بشخص ما للحصول على مبلغ مادي، أحيانا يسعى الإنسان إليه لتخويف الآخرين إذا ما تعرض للهجوم أو التنمر، كما يلجأ البعض له أحيانا إذا كان لديه فضول لمعرفة شيء ما، كنوع من المغامرة لمعرفة ما سيترتب على الكذبة، كما تعد المماطلة أحيانا نوعا للكذب، لتجنب تحمل المسؤولية، كما يشعر الكاذب بالمرح والفرح بكذبه على شخص ما.
من جانبها، قالت الاختصاصية النفسية الدكتورة عبير طلعت أن الدراسات وجدت أن الرجل أكثر كذبا من المرأة، اذ يلجأ إليه لتجنب المشاكل مع زوجته، وأسرته في حياته بشكل عام، لأنه يرى أن الحقيقة سوف تجلب له مشاكل هو في غنى عنها، بينما الكذب هو الحل الأمثل لتجنبها، لذلك يفضل اللجوء لكذبة منمقة ليتخلص من المواقف المحرجة. أيضا يستخدمه الرجل في العمل مرددا أنه لا يكذب ولكنه يتجمل، اذ يبدأ في اختلاق قصص عن قدراته ومهاراته ليبهر بها من أمامه، خاصة حواء، ليزيد من ثقته بنفسه، يرى البعض فى الكذب مجالا للتفاخر ليحصل على الإعجاب والاهتمام، بينما يكذب آخرون بسبب عداوتهم تجاه غيرهم، أو للحصول على شيء ما.
وأضافت المرأة تميل بطبيعتها إلى الصدق في تعاملاتها اليومية، لا تحب المراوغة أو أن تضع نفسها في مواقف محرجة تقلل من شأنها وتجعلها فى وضع ضعيف، لكنها إنسان يتأثر بضغوط المحيطين به،فقد تلجأ إلى الكذب في بعض الأحيان للنجاة، خاصة بعد الزواج، وقد كشفت الإحصائيات 70 في المئة من النساء يكتسبن الكذب من الزوج، فتميل إلى إليه مع الخداع لخوفها الشديد منه بسبب اعتراضه على تصرفاتها وأسلوب حياتها، فتضطر للتخلص من هذه القيود، بالكذب وإخفاء الحقيقة عن زوجها.

كذب الأطفال
من جانبها، ترى اختصاصي الطب النفسى ومحللة لغة الجسد الدكتورة شيماء عرفة، أن كذب الأطفال يكون عادة لتجنب العقاب، فإذا طلبت الأم فعل شيء ما مثل تناول طعامه أثناء تواجده بالمدرسة، يلجأ للكذب ليجنب نفسه عقابها، فانه مثل الكبار يولد وبداخله الخوف من أشياء معينة تدفعه لممارسة الكذب خوفا من النتائج، كما يلجأ تلقائيًا إليه عندما يقع في ورطة، ولا مجال من النجاة سواه، لذلك يجب منحهم بضع دقائق للتفكير في إجاباتهم لقول الحقيقة، مع الأخذ في الحسبان أنه إذا كان الطفل خائفًا من رد فعل الطرف الآخر، فإنه حتما سيلجأ إلى الكذب.
وتضيف، مع الوقت يتحول إلى كذاب بارع يروي الأكاذيب بإتقان، حينما يسعى ليكون رائعا في نظر الآخرين، يروي تلك الأكاذيب لإقناعهم أنه جيد، فقد يمارسه على والديه ويخبرهم أنه حصل على أعلى درجة في الفصل بأكمله، كما ان احتياجه للأمان يكون دافعا قويا لكذبه، لذا يحاول الوصول لحالة التوافق مع أقرانه، فيصر في بعض الأحيان على أنه تحمل تجارب مماثلة مثل أصدقائه، ويحاول إقناع أصدقائه بذلك، كأن يدعى أنه حصل على الكثير من الهدايا في يوم ميلاده السابق.

مواقف وأشخاص
إلى ذلك، أكدت الخبيرة النفسية والاجتماعية هبة سامى : إن الكذب رغم كونه عادة صعب التخلص منها، إلا أنه يمكن تحقيق ذلك بالممارسة وقول الحقيقة، للحماية من الوقوع في مواقف محرجة، لذا يجب معرفة ما يضغط علي الكاذب ليكذب وما يدفعه لذلك، كما يجب تحديد المواقف والأشخاص وكل ما يدفعه إليه، فإذا كان الإنسان يسعى للابتعاد عنه، فعليه أن يتدرب على قول الحقيقة و ردود الأفعال المترتبة عليها، وبمرور الوقت سيجد استجابة لما يقول ويفعل، من ثم سيشعر بالراحة، أما الطفل فيجب منحه فرصة واحدة ليخبر والديه بالحقيقة، وإنذاره أن أمامه وقت معين لقول الحقيقة، وإخباره أنه سيخسر لعبة من ألعابه أو مشاهدة التلفاز، إذا ما كذب على والديه أو شخص آخر.

عواقب الكذب
من جهته، أشارالاستشاري النفسي الدكتور محمد طه إلى أن مواجهة الكذب عادة ما تكون بتعزيز الرغبة في الصدق داخليا، حينها سيكون الإنسان أكثر قوة في مواجهة عواقب كذباته السابقة، إذا ما تم اكتشافها، كما يفضل التحلي بالصبر حتى لا تعود عادة الكذب للسيطرة عليه مرة أخرى، ويفضل كذلك التحلي بالصمت إذا ما لم يعرف الإنسان ما يجب عليه أن يقوله في مواقف معينة ومع أشخاص بعينهم، حتى يحد من رغبته في الكذب، فقد تنشأ مواقف تحض على ممارسة الكذب وفي هذه الحالة يفضل الصمت، مشيرا إلى أن الخوف من الوقوع فريسة للمواقف المحرجة ونظرة الآخرين له بصورة سلبية ينبغي أن تكون دافعا للإقلاع عن ممارسة الكذب.
وأضاف: يجب أن يوجد دافع للامتناع عن ممارسة الكذب، لأنه يهدم كل جميل في حياة الإنسان ويفضل الوقوف بجانب الكذاب لتخطي تلك المرحلة الحرجة، لضمان عدم العودة مرة أخرى لها،والحديث معه عن تأثير هذه الممارسات السيئة على حياته مستقبلا، مما يخلق منه شخصا قويا قادر على تخطي هذه العادة السلبية، ويساعد على بناء شخصية جديدة يمكنها تدارك وتخطي المراحل الماضية من حياته والبدء من جديد.
آخر الأخبار