"الرجل الصغير" يفتتح الدورة الثالثة من "الكويت للسينما الجديدة"

مفرح حجاب

افتتحت فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الكويت للسينما الجديدة، والذي تنظمه نقابة الفنانين والإعلاميين بين 10 و12 الجاري في مقر النقابة بمنطقة شرق، برعاية وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، والذي أناب الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار.
شهد حفل الافتتاح عرض الفيلم السوري القصير"الرجل الصغير"، من تأليف وإخراج تاتيانا أبوعسلي، تدور أحداث الفيلم حول الطفل أحمد الذي يبيع الخبز لمساعدة والدته التي تعمل هي الأخرى في تنظيف وتقطيع الخضروات وتجهيزها لأحد المحلات، وتعتمد على ابنها أحمد في توصيل وجلب كل شيء من الخارج، حيث يقوم بقضاء كل احتياجات البيت بما في ذلك استبدال سلندر الغاز، وفي كل المشاوير التي يقوم بها كان يحصل على بعض النقود كنوع من البقشيش أو الإكراميات وكان يدخر كل ذلك في وعاء من الفخار، وفي احدى المرات سمع صوت قصف وهو في الخارج ليعود مسرعاً الى البيت وفي طريقه وجد والدته تركض ومعها الجيران يحملون شقيقته الصغيرة الى المستشفى بعد اصابتها، وهناك أرسلته والدته لشراء الدواء لشقيقته واعطته كل ما لديها من نقود وفي الصيدلية ابلغه الصيدلي أن النقود لا تكفي ما جعله يذهب مسرعا الى البيت ويقوم بكسر إناء الفخار، الذي يدخر فيه الإكراميات من أجل شراء الدواء وينتهي الفيلم عند هذا المشهد.
يدور الفيلم في اطار درامي بحت، لكنه يعكس حجم استغلال احلام الطفولة في العالم العربي وكيف تؤثر الحياة الاجتماعية على وجود هذا النمط من الحياة نتيجة الفقر والجهل وغياب الرعاية الاجتماعية الأساسية للأسرة، وحاولت المخرجة أبوعسلي في المشاهد التي قدمتها ابراز الصورة الواقعية لغالبية المجتمعات العربية بكل تفاصيلها ومحيطها لتقدم قصة قصيرة فيها كثير من المصداقية، ورغم ان الفيلم قصير الا انه كان مؤثرا للغاية ويحتاج المزيد من الوقت، لكن في كل الأحوال وصلت رسالته الى كل من شاهده.
من جهة ثانية، حضر حفل الافتتاح جمهور كبير وعدد من الفنانين والإعلاميين المهتمين بالسينما من بينهم الأمين العام المساعد لقطاع الفنون والثقافة بالمجلس الوطني مساعد الزامل، الفنانين محمد المنيع، عبدالرحمن العقل، عبدالعزيز الحداد، طارق العلي، الشاعر الغنائي ساهر، عادل المشعل، الإعلامية أمل عبدالله، وغيرهم، حيث استهلت الحديث عريفة الحفل منال العمران مرحبة بالحضور، والقى الأمين العام للمجلس الوطني الدكتور محمد الجسار كلمة أشاد فيها بتاريخ السينما في الكويت وتطورها منذ بداية فيلم "بس يا بحر"، وقال يجب ان تستمر هذه الصناعة لما لها من أهمية مجتمعية في تنمية الثقافة والإصلاح، واستفاد منها شرائح كثيرة في المجتمع. وأضاف الجسار: انه من السهل تقديم احداث ما يقرب من 20 عاما خلال ساعة ونصف أو ساعتين في فيلم سينمائي، مشيدا في الوقت نفسه بالكوادر الكويتية التي تعمل في مجال السينما وتحاول تقديم اعمال متميزة ومن بينها هذا المهرجان.
كما ألقى رئيس المهرجان المخرج حسين المفيدي، كلمة أشاد فيها بدور نقابة الفنانين والإعلاميين في استمرار هذا المهرجان، وقال: أقيمت الدورتين السابقتين من خلال المنصات الإلكترونية بسبب جائحة "كورونا"، الا ان هذه الدورة المشاركة فيها اكثر تميزا من خلال الحضور وهذا الدعم، منوها الى انه يشارك في هذه الدورة 115 فيلما بينها تسعة أفلام روائية طويلة تنافس منها أربعة أفلام، و84 فيلم روائي قصير تنافس على الجوائز منها 24 فيلما، و22 فيلم وثائقي قصير ينافس منها عشرة أفلام على الجوائز، متمنيا ان تخرج الدورة بالشكل الذي تم التخطيط له.
وضمت لجنة المشاهدة والتحكيم كل من الفنان ناصر كرماني والدكتور عماد العكاري والفنان عبدالله التركماني والفنان حسن إبراهيم، وأوضح كرماني ان اصعب شيء في اللجنة هو قرار ابعاد اي فيلم عن المشاركة في المهرجان لأنه جهد وعمل ابداعي، وقال: وضعنا أسسا ومعايير في اختيار الأفلام أهمها قصة الفيلم وتقنيات التصوير وجودة الصوت والإنتاج من اجل ان يكون هناك حالة ابداعية وجهد لإيصال رسالة الفيلم.
ووجه رئيس نقابة الفنانين والإعلاميين د.نبيل الفيلكاوي، الشكر في نهاية الافتتاح إلى وزير الإعلام وللأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والمشاركين في المهرجان والإعلام وكل من حضر ودعم هذا التجمع السينمائي من أجل رفعة العمل السينمائي في الكويت، معلنا في الوقت نفسه ان هناك تحضيرات من أجل الاحتفال بمائة عام على تأسيس المسرح في الكويت، وقد تم تكريم لجنة المشاهدة والتحكيم في نهاية الحفل.