"الرحمة" حافظ على قوَّته ومتانته بعناصره الجديدة

كتب - فالح العنزي:


قدم المخرج فيصل العبيد عرضه المسرحي "الرحمة" على خشبة مسرح "الدسمة"، نزولا عند رغبة الجمهور، ولكل من لم يتسن له حضور المسرحية، التي سبق أن نالت جوائز عديدة في مهرجانات مختلفة، بينها مهرجان "الكويت المسرحي" بدورته الأخيرة، ولأن فرقة "المسرح الكويتي"، الجهة المنتجة للعمل، وبتوجيهات من رئيس مجلس الإدارة الفنان احمد السلمان كان للمخرج العبيد رؤية اخراجية جديدة، بعناصر تمثيلية جديدة اثبتت مرة جديدة بأن العنصر الجيد اشبه ما يكون بالجوكر اينما وضعته يكون هو "الرابح"، وقد شارك في العرض الجديد كل من علي الحسيني، سماح، عبدالله التركماني، مهدي القصاب واحمد العوضي، بالاضافة الى الفنان الشاب عبدالله البلوشي. وبلا شك كانت لفيصل العبيد رؤيته الخاصة، البعيدة كل البعد عن مخرج النسخة الأولى للعمل دكتور مبارك المزعل، فقد قرأ العبيد نص الكاتب عبدالأمير الشمخي بشكل آخر، واستطاع ان يقدم قراءة جديدة ومغايرة لم تبتعد عن الإطار والمضمون الفلسفي والأسئلة التي يطرحها الشمخي في شخوصه فوق الخشبة، سواء الطفل او المرأة او الطاغية، وكان الاداء جميلا ومحترفا من قبل الفريق الجديد، وكل أدى دوره على أكمل وجه، وشاهدنا التزاما غير مسبوق ليس غريبا على الممثلة سماح، والحال لم تختلف مع الحائز على جائزة "أفضل ممثل" الفنان علي الحسيني، الذي تناغم في أدائه مع العناصر الجديدة فأمثاله لم يكن ذلك صعبا عليه، فهو مخرج وممثل وابن المسرح، التركماني كعادته يعي المسؤوليات التي تقع على عاتقه وهو فوق الخشبة، وحتى خلف الكواليس، فهو شخصية مطواعة يمكن تشكيلها كيفما يشاء المخرج وحسبما تقتضي الشخصية التي يؤديها، وحسنا فعل المخرج العبيد في توظيف كل عنصر مشارك معه في المكان المناسب.
من جهته قال رئيس فرقة "المسرح الكويتي" الفنان احمد السلمان بأنه تعمد تقديم المسرحية برؤية جديدة، حتى يرى الجمهور الكوادر الشبابية للفرقة وقدرتها على تقديم الأعمال بشكل واثنين وثلاثة، مشيرا الى ان أعضاء فريق العمل الجديد يعتبرون من خيرة شباب المسرح، وأنهم اشتغلوا جيدا على العمل بدليل ان الجمهور صفق لهم طويلا ولم يهدأ، نعم هو عمل واحد لكن راهنا وكسبنا الرهان وتمكن المخرج فيصل العبيد من التعاطي مع النص برؤية اخراجية مختلفة ومؤثرة، عرف كيف يقرأ النص وكيف يقدمه معتمدا على عناصر جدد، وأكد على أن الفرقة امامها استحقاقات كثيرة خلال المرحلة المقبلة، حيث تلقت مجموعة من الدعوات لتقديم مسرحيات من انتاجها وتقديم عروض في القاهرة وعواصم عربية أخرى. وأشار السلمان في كلمة خص بها جريدة "السياسة" إلى أن اتاحة الفرصة امام اعضاء الفرقة لتقديم ابداعاتهم يأتي من الإيمان المطلق بأنهم سواعدها وهم الجيل الذي سيكمل المسيرة.