الردهان..."مفلس وجه البومة" في "الدائرة السادسة"

شخصيات العرض تحمل هماً حقيقياً ومعاناة خاصة وألماً

كتب - فالح العنزي:

يقول المثل خذ الحكمة من أفواه المجانين، كم هي صادقة هذه المقولة وقد ترجمها حرفيا على أرض الواقع الفنان جمال الردهان في مسرحية "الدائرة السادسة"، التي قدمت عرضها الخاص فوق خشبة مسرح كيفان، ضمن عروض مهرجان "ليالي مسرحية كوميدية".
الردهان قاد مجموعة من الشباب الممثلين الهواة والمحترفين، الذين يعتبرون نواة وغرسا جيدا لفرقة مسرحية سيكون لها شأنها متى ما استمرت في اختيار الاستحقاقات الجيدة، "الدائرة السادسة"من اخراج علي جاسم، تأليف الكاتب بندر طلال السعيد، الذي لم ينفك في غالبية الاعمال التي قدمها في المسرح من اللعب على أوتار النفس السياسي المغلف باطار اجتماعي، ويكفي فقط التمعن في أسماء الشخصيات، التي قدمها حتى تدرك تماما بأنك أمام عمل مسرحي يحمل في طياته الكثير من المباشرة في طرح القضايا الاجتماعية من سيطرة البعض وسطوتهم والعيش في تزييف مستمر من دون الشعور بالآخر، فعندما تواجهك أسماء مثل مفلس وجه البومة، مقرودة، مقرود، موجوع، منحوس وغيرها من الأسماء من الطبيعي أن ندرك بأنها تمثل حالات مجتمعية لكل منها قصة منفردة.
تنطلق احداث المسرحية من احدى الدوائر الانتخابية الوهمية وفي اطار سياسي اجتماعي وأجواء من الحماسة والسياسة والترشح لمجلس الأمة، فجاءت الاحداث قريبة من المتلقي ولامست خط تماس الكثيرين، الذين وجدوا انفسهم جزءا من الشخصيات او ربما منهم من تجسدت حالته فعليا في منحوس أو موجوع أو مقرود، فكل شخصية كانت تحمل هما حقيقيا ومعاناة خاصة وألم، وعندما ذكرت في بداية الكلام مقولة "خذ الحكمة من أفواه المجانين" ففعلا كان هكذا شخوص المسرحية فوق الخشبة وان ظاهرهم في صورة غير طبيعية الا انهم كانوا يتفوهون بعبارات وجمل ذات معاني ودلالات واضحة عن الاوضاع العامة، التي يعانيها الفرد على صعيد القضايا الاجتماعية أو السياسية.
اعتمد المخرج علي جاسم في تنفيذ رؤيته على معالجة النص بصورة سلسة مستعينا ببعض الموسيقات الموظفة توظيفا مناسبا لاضافة نوع من المتعة والفرجة البصرية وأيضا بهدف كسر الرتابة، التي قد يشعر بها المتلقي في الحوارات، كما أجاد في توزيع الادوار على الممثلين، خصوصا الهواة كل بحسب امكانياته وقدراته كممثل، وفعلا جاء هؤلاء الشباب مساندين بشكل جيد وأجادوا تتفيذ المهام الملقاة على عاتقهم وكانوا مكملين للشخصية الرئيسية، التي جسدها الفنان جمال الردهان.
تكون فريق المسرحية الى جانب البطل الردهان من مجموعة من الوجوه الشابة منهم محمد الفيلكاوي، هبة حمادة العبسي، يوسف المطر، جاسم البلوشي، هيام الحسن، بجاد محمد، محمد الصراف، مدير الفرقة خالد شاهر، الإضاءة علي الفضلي، صوت محمد مهنا فوزي، ديكور محمد الرباح، مخرج منفذ جاسم العازمي، إشراف إداري معصومة عبدالكريم، إشراف فني ثامر العسلاوي، إخراج علي جاسم، تأليف وإشراف عام بندر طلال السعيد، والعمل من إنتاج شركة اندبندنس (بندر السعيد - معصومة عبدالكريم).