المحلية
الرشيدي: "التربية" لا تملك أجهزة التخطيط العلمي الجيد
السبت 03 سبتمبر 2022
5
السياسة
أكد أستاذ قسم أصول التربية في كلية التربية بجامعة الكويت د. غازي الرشيدي خبر موافقة مجلس الوزراء الموقر على مشروع "مدارس الافق"، والتساؤل يدور حول مدى وضوح الرؤية في هذا المشروع الذي ترتجي وزارة التربية منه تطوير المدارس.وأشار الرشيدي في تصريح صحافي إلى أنه قبل البدء بأي مشروع تغييري هناك حاجة لاتباع مراحل وخطوات التغيير، والتي تبدأ الإعداد الجيد لتفاصيل المشروع، بدءاً من الرؤية، ومروراً بتدريب العاملين على عناصر المشروع، وتوفير التجهيزات المادية من مختبرات وورش عمل ووسائل تعليمية، وربط المواد الدراسية بطريقة منسقة وعملية، وانتهاء بآلية التقييم والتقويم المناسبين.وأضاف أنه بعد الإعداد تأتي مرحلة تهيئة الميدان التربوي من معلمين وطلبة وأولياء أمور وقيادات وسطى وعليا لفهم واستيعاب عناصر المشروع، ثم تأتي مرحلة التدرج في التطبيق، والتي قد تستغرق عشر سنوات من الجهد المتواصل والدؤوب.وأوضح ان كل هذا يتطلب وجود جهاز مركزي للتخطيط لمشاريع التطوير في الوزارة، وهو غير موجود، فإدارة التخطيط جهاز إداري يتبع لقطاع المنشآت، مما يعني انه غير معني بالقضايا الفنية التي تحتاج الى رؤية.وقال: هذا المشروع تم تنسيقه واعداده عن طريق اللجان المؤقته التي تشكل في الوزارة، والتي لا يمتلك الكثير من العاملين فيها مهارة في عمليات تطوير التعليم.وذكر أن مآل هذا المشروع الفشل كسابقيه من المشاريع التي ارتبطت بأصحابها الذين تبنوها، متسائلا أين ذهبت استراتيجية التعليم 2005 - 2025؛ ذهبت مع من تبناها د. مساعد الهارون، وأين مشاريع تطوير المرحلة الابتدائية عام 2005 من النجاح التلقائي والحصص المساندة والملف الانجازي.. ذهبت مع نورية الصبيح، وأين ذهبت ميزانية مشاريع تطوير التعليم عام 2006 والتي بلغت 500 مليون دينار، وأين ذهبت مشاريع إصلاح التعليم التي وضعها البنك الدولي في عهد د. موضي الحمود، وكلفت الدولة أكثر من 50 مليون دينار كويتي، لقد ذهبت مع الريح بإلغاء الوزارة لهذه المشاريع في عهد حامد العازمي، وأين ذهب مشروع التابلت الذي كلف الدولة 27 مليون دينار، وبلغ حماس من كان يتبناه محاولة توزيعه على رياض الاطفال، وبالتالي خسارة المال العام لعشرات الملايين من الدنانير الاضافية لولا إنهاء خدماته ورفض التجديد له بعد ثماني سنوات. وذكر أن الوزارة لا تملك أجهزة قادرة على التخطيط والتحليل والتقييم العلمي الجيد، لذا استمر المستوى التحصيلي لطلابنا في التراجع عالمياً في المهارات الأساسية رغم المبالغ الهائلة، بل انتشرت ظواهر أصبحت تنخر في جسد التعليم، كالغش الذي أصبح شائعاً في جميع المراحل التعليمية.وتساءل الرشيدي: ما الذي يضمن أن مشروع "مدارس الافق" لن يتبع سابقيه من المشاريع الفاقدة للرؤية والفاشلة في التطبيق، وماهي دلالات توقيت الاعلان عن هذا المشروع "السوبر" في وقت التغيير الوزاري القادم.